كلود لوروا.. حين كان استقلال الجزائر طريقًا للنجاح في القارة السمراء
لم يكن توليه مهمة التدريب في القارة السمراء، مجرد سعي من أجل البحث عن أموال أو تحقيق إنجازات، وإنما كان خلفه تأثُر كبير بالقضية التي آمن بها والده، قضية التحرر والاستقلال.
كلود لوروا، المدرب الفرنسي، يخوض مهمة جديدة ومعتادة في البطولة الأفريقية، ولكن هذه المرة رفقة المنتخب التوجولي.
بدأ لوروا مسيرته التدريبية مع القارة السمراء قبل 32 عامًا، حينما تولى تدريب الكاميرون في عام 1985، بعد 5 سنوات من تدريبه لفريق أميين، الذي يلعب بدوري الدرجة الثالثة، ثم الشباب السعودي.
"والدي قاتل من أجل استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي، وهذا يعني أني كطفل سمعت الكثير عن أفريقيا وعن العالم الآخر".
يحكي لوروا عن قصته وكيف أن العمل في أفريقيا بذلك الوقت لم يكن غريبًا عليه، قائلًا :"حينما وصلت إلى هناك كنت صغيرًا للغاية، كان بعض اللاعبين في مثل سني، مثل روجيه ميلا وتيوفيل أبيجا".
ويضيف :"والدي قاتل من أجل استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي، وهذا يعني أني كطفل سمعت الكثير عن أفريقيا وعن العالم الآخر".
وتابع :"لقد كانت بداية قصة رائعة، قصة من العشق، أولا مع الكاميرون ثم مع أفريقيا، ليس فقط بالنسبة لي وإنما لزوجتي وابنتي أيضا، لا أعرف إن كانت قصة جميلة لأفريقيا ولكنها بالتأكيد قصة جميلة بالنسبة لي".
شارك لوروا في 8 بطولات كأس أمم أفريقيا، 7 منها وصل إلى ربع النهائي وحقق البطولة مرة وحيدة في عام 1988 رفقة أسود الكاميرون.
قاد لوروا الكاميرون لنهائي 1986 ولكنه خسر أمام الفراعنة بركلات الترجيح قبل أن يصعد لنهائي النسخة التالية ويتغلب على نيجيريا بهدف نظيف بالبطولة التي أقيمت في المغرب.
ويؤمن ساليف دايو، نجم السنغال السابق، أن سبب نجاح لوروا هو عيشه في البلد التي يدربها على عكس الكثير من المدربين الأجانب بأفريقيا، موضحا "أفريقيا غامضة للغاية عليك أن تتواجد بها من أجل معرفتها".
ودرب لوروا - الذي عمل كمدير رياضي لميلان الإيطالي في موسم 95/96 ونفس المنصب مع باريس سان جيرمان في موسم 96/97 - في أفريقيا منتخبات السنغال والكونغو الديموقراطية وغانا والكونغو برازفيل وتوجو، بجانب الكاميرون.
وخارج القارة درب منتخبات سوريا وعمان وماليزيا، كما تولى مهمة كامبريدج يونايتد الإنجليزي وستراسبورج الفرنسي.
وخاض المدرب صاحب الـ68 عاما، خلال مسيرته 111 مباراة، حقق الفوز في 41 وخسر 43 وتعادل في 27 لقاء، سجل 143 هدفا واستقبل 150، بنسبة فوز 36,9 %.