ضحايا سرطان السجون.. مهند إيهاب ليس الوحيد
لم تكن حالة مهند إيهاب، الشاب الذي أصيب بسرطان الدم داخل سجن برج العرب وتسبب في وفاته، الوحيدة، رغم وفات مهند بعد خروجه إلا أن هناك العديد غيره لقوا مصرعهم أثناء فترة حبسهم بمرض السرطان.
ماجد حنفي
كان ماجد حنفي ، المحبوس بسجن ليمان طرة، أحدث تلك الحالات، بعد إصابته بورم في القولون، لتبلغ إدارة السجن في صباح 12 يونيو 2016 بالحضور لاستلام جثمانه.
تستعيد زوجته ما حدث في روايتها لـ"مصر العربية"، كان من المفترض خروجه في ديسمبر 2016 بانتهاء الحكم الصادر ضده بالسجن 3 سنوات.
بدأ الأمر في مارس الماضي، حين رٌحل لسجن وادي النطرون 430، ووضع بزنزانة الإيراد 18 يوماً، بدأت صحته في التدهور هناك، وبعد توزيعه على العنابر، لاحظت زوجته فقدانه جزء كبير من وزنه، نقل بعدها لمستشفي ليمان طرة، قضى فيها ما يقرب من شهر ونصف على الأرض، بحد قولها.
توضح زوجته أنه لم يوضع على سرير داخل المستشفى، مشيرة إلى أن مأمور السجن عندما طالبته بتقديم الرعاية الصحية له، اعتبر أن "حالته الصحية لا تستدعي وضعه في المستشفى، واللي بيموت بس هو اللي بيتحط على سرير، وزوجك لسة فيه الروح"، بحد تعبيرها
مع نقل ماجد للمستشفى بدأ يعاني من تضخم في الطحال وورم في قدميه، بسبب ضغط ورم القولون على الشريان ومنع وصول الدماء لقدمه، فلم يعد قادرا على الحركة، ويٌنقل بالكرسي المتحرك للزيارة.
"مكنش بيأخد مسكن حتي في المستشفي، دي عبارة عن سجن بس فيه شويه سراير"، هكذا تصف ميرفت صابر، زوجته مستشفى ليمان طرة، مؤكدة أنه رغم الطلبات العديدة التي قدمتها للنيابة ومأمور السجن لعلاجه أو نقله لمسشتفى أخرى لم يستجيب أحد معلقة :”محدش كان بيسأل فينا".
مع زيادة الألم الذي يعاني منه ماجد وعدم قدرته على تناول الطعام نقل لسرير داخل المستشفى، لم يقض عليه إلا أسبوعين وأبلغت بوفاته.
أشرف شلتوت
في 21 يناير 2016، أعلنت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، وفاة أشرف حسن شلتوت، المتهم في قضية فض اعتصام رابعة العدوية، داخل سجن ليمان طرة بعد تدهور صحته بعد الإصابة بمرض السرطان.
ووفقا للتنسيقية فأن مستشفى الأميري التي حٌول لها لإجراء طلبت تحاليل وفحوصات نقله لمعهد الأورام، الذي رفض استلامه لتأخر حالته الصحية، لذلك وضع داخل مستشفى ليمان طرة.
عماد حسن
كان عماد حسن، ضمن ضحايا سجن العقرب، الذي وضع فيه بعد شهر من القبض عليه اختفى فيه قسريا، بحسب زوجته.
تروي أنه بدأ الشكوي عقب 4 أشهر من وضعه بالعقرب، بما يشبه التهاب في المعدة، بحد قولها، كان ذلك في منتصف يناير 2015، ولم يخضع للتشخيص لغياب الرعاية الطبية، مشيرة إلى أنها أحضرت العديد من أدوية المعدة ليتناولها ولكن بإغلاق الزيارة في فبراير لم يعد ممكناً إدخالها.
في مارس تمكنت زوجة عماد حسن من زيارته مرة واحدة لمدة دقيقتين، لتجده فاقداً لجزء كبير من وزنه ويشكو من آلم حاد في المعدة، موضحة أنها كانت تعلم أخبار وضعه الصحي من خلال المحبوسين معه أثناء خروجهم للجلسات، ليخبروها بإصابته بنزيف دموي.
نٌقل عماد بعد تدهور حالته لمستشفى ليمان طرة، في يونيو 2015، تصفها زوجته بأنها لا تتعدى كونها "عيادة طبية"، لم يتلق فيها إلا مسكنات فقط وعٌلقت له المحاليل لعدم قدرته على تناول الطعام، ظل فيها ما يقرب من 3 أسابيع.
"انسداد في المعدة"، ذلك كان التصور الأول لحالته من قبل زوجته، لكنها فوجئت بأحد الضباط يخبرها أن تقرير المستشفى التي نقل لها في يناير كان إصابته بسرطان في القولون، ولم يبلغهم أحد إلا حين تدهورت حالته، وفي صباح 26 سبتمبر 2015 أبلغتها إدارة السجن بوفاته.
قائمة من الضحايا
تلك القائمة من الضحايا بالسرطان بدأت منذ 27 سبتمبر 2013 بوفاة الدكتور صفوت خليل، 57 عاما، فى سجن المنصورة العمومي، لعدم تلقيه العلاج الكافي، حيث كان يعاني من مرض السرطان، ويحتاج نقله إلى المستشفى، وتوالت حالات الوفاة بعدها.
كانت الحالة الثانية للمعتقل عبدالوهاب محمد عبدالوهاب، 46 عاما، الذى توفى بعد 3 أيام من وفاة صفوت خليل، فى سجن المنيا العسكرى، وكان مصابا بالسكرى والسرطان،
وفى نوفمبر توفى أبوبكر القاضى حنفى، داخل سجن قنا العمومى بعد إصابته بالسرطان قبل وفاته بـ 4 أشهر.
"رمضان جمعة مسعود حامد"، كان من ضمن وفيات السجون هذا العام في 25 يوليو 2016، بعد إصابته بمرض سرطان الدم.
وفقا لمنظمة "هيومن رايتس مونتور"، علمت أسرة رمضان بوفاته عن طريق أحد أمناء الشرطة، ولم يتم إبلاغهم رسميًا حتى الآن.
قٌبض على رمضان بسبب حادث كنيسة "الوراق" في نوفمبر 2013، ووضع بسجن العقرب، وأصيب داخله بالمرض، وسط نفي طبيب السجن ذلك.
وأضاف التقرير أن حالته ساءت داخل مستشفى الليمان، ومنعت عنه إدارة السجن جرعة الكيماوي لشهرين متتاليين، نقل على أثر تدهور وضعه لمعهد الأورام، لكنه لم يبق كثيرا وتوفي عقبها بما يقرب من شهر.