خبراء يجيبون عن سؤال الساعة.. لماذا نشطت السوق السوداء؟

كتب: عرفة أبو المجد

فى: أخبار مصر

17:37 18 نوفمبر 2016

بعد اختفاء لحوالي أسبوعين، مذ إعلان تعويم الجنيه، طلت السوق السوداء للعملة برأسها من جديد  لتتخطى الـ 17 جنيها للبيع وسط توقعات غير مؤكدة بوصوله إلى 18 جنيها، في ظل ما يتردد من أنباء عن إحجام البنوك عن تدبير العملة الخضراء، سوى لتلبية الاحتياجات الاستراتيجية فقط، ما يفتح الباب لعودة ارتفاع سعر الدولار في السوق من جديد بعد أن تخطى الـ18 جنيهًا قبل قرار التعويم.

 

وكان سعر الدولار ارتفع في البنوك خلال أول 6 أيام من تحرير سعر الصرف ثم بدأ في التراجع، ليرفع بنكا مصر والأهلي مساء الخميس سعر شراء الدولار 0.50 جنيه مرة واحدة ليصل إلى 15.75 جنيه مقابل 16 جنيها في البيع.
 

خبراء مصرفيون، أجابوا لـ"مصر العربية" عن سؤال الساعة والذي يشغل بال الكثير من المهتمين، لماذا نشطت السوق السوداء بعد حالة خمول طالت الأسبوعين؟؟، فمنهم من أكد أن هذه الحالة عارضة ولن تستمر طويلا، لحين القضاء عليها نهائيا، ومنهم من وصفها بالطبيعية في ظل عدم تدابير العملة الصعبة وسط حالة من الطلب عليها.

 

الخبير المصرفي وأستاذ الاقتصاد غير المتفرغ، محمد أحمد الشيمي، وصف ما حدث في الساعات الماضية بالحالة بالعارضة في السوق في ظل ما أسماه بتدفق العملة الخضراء إلى البنوك بعد تحرير سعر الصرف، مؤكدًا أن ما يحدث الآن هو بمثابة مباراة بين السلطة النقدية والمضاربين على العملة الدولارية والتي سوف تنتهي لصالح السلطة النقدية وفقا لما أكده.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن ظاهرة "الدولرة" هي عارضة وسوف تنتهي من سوق الصرف خلال فترة وجيزة، مؤكدًا أن الإشاعات هي المسئولة عن تحريك السوق السوداء، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الحكومة تسير نحو طريق ثابت، حيث أنها سوف تصدر وعاء إدخاري آخر بـ20% لصالح بنك الاستثمار ذو عائد شهري.

 

وطالب الحكومة بوضع حوافز إيجابية بالتزامن مع تحرير سعر الصرف، كتفعيل إجراءات إعفاءات جمركية للعاملين بالخارج، يكون من شأنها تحفيز القطاع.

 

فيما قال أحمد قورة، الخبير المصرفي، إن السبب الرئيسي وراء عودة نشاط السوق السوداء هو عدم تلبية البنوك لاحتياجات العملاء من العملة الخضراء؛ حيث إن قلة المعروض مع زيادة الطلب عليها يسمح بعودة السوق السوداء.

 

وأضاف أنّ عودة نشاط السوق الموازي هو أمر طبيعي في ظل عدم توفير العملة الصعبة ووجود ما أسماه بالتخبط في السياسة المصرفية، مطالبًا بالبحث عن موارد دائمة للموارد الدولارية من زيادة نسبة الاستثمارات وتحويلات المصريين بالخارج، ونشاط العملات التصديرية، وعودة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية.

 

وطالب الحكومة بوضع أسس للتعامل لتوفير العملة الصعبة من أجل توفير احتياجات المواطنين، والسلع الاستراتيجية، مؤكدًا أنه في حالة وجود المعروض أكثر من حالة الطلب سوف يستقر السوق.

 

فيما نفى علي الحريري، سكرتير عام شعبة الصرافة، عودة نشاط السوق السوداء لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه، مؤكدًا وجود عدد كبير من الصرافات به وفرة دولارية من العملة الصعبة غير قادرة على تسويقها ما يضطرها إلى بيعها إلى البنوك بأقل من سعر بيعها للعميل بحوالي 25 قرشًا، وهو ما يدل على أنَّ الموجود في السوق أكثر من المطلوب.

 

وأوضح في تصريحات لـ"مصر العربية" أنّ سعر الصرف الذي يحدده آليات العرض والطلب الموجودة بالسوق، بالإضافة إلى احتياجات البنوك من العملة الصعبة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الإشاعات التي تضرب سوق الصرف وتؤثر عليه بالسلب.

اعلان