دعوات لتحويله إلى حزب
"دعم مصر".. الائتلاف وحده لا يكفي
تصاعد في الآونة الأخيرة الحديث عن تحويل ائتلاف دعم مصر، ذو الأغلبية البرلمانية، إلى حزب سياسي ليتمكن لاحقا من تشكيل الحكومة، أو تنفيذا لدعوة سابقة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لدمج الأحزاب قريبة الأيديولوجية، حسبما يروج بعض أعضاء الائتلاف.
النائب أمين مسعود، عضو ائتلاف دعم مصر، جدد مقترح تحويل الائتلاف إلى حزب سياسي ليتمكن من تشكيل الحكومة المرحلة المقبلة، وبينما أيده في ذلك البعض رأى آخرون أنه حديث سابق لآوانه، فيما وقف فريق ثالث يفكر في مصير الأحزاب المكونة له، هل ستقبل بالاندماج أم تخالفه المسار؟.
يتكون الائتلاف من نحو 317 نائباً، 101 من الأعضاء ممثلين عن 7 أحزاب، منهم "حماة الوطن، مصر بلدى، مستقبل وطن، المؤتمر، الشعب الجمهورى، الحرية، مصر الحديثة"، و 216 عضوًا مستقلًا، وذلك وفقا لما أعلنه الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، خلال إحدى الجلسات العامة للبرلمان.
النائب محمد أبو حامد، القيادي بائتلاف دعم مصر، رأى أن الحديث عن تحويل الائتلاف إلى حزب سياسي سابق لآوانه، ولكن إذا ما حدثت هذه الخطوة فسيتم دمج الأحزاب المندرجة تحت لوائه.
وأوضح أبو حامد، لـ "مصر العربية"، أن فكرة التحويل تطرأ من وقت لآخر داخل كواليس الائتلاف، ولكن لا يمكن تنفيذها قبل ترسيخ الائتلاف نفسه من حيث إعداد كوادره والاستفادة الجيدة منهم وزيادة كفاءة أعضائه وترابطهم وتماسكهم.
وأردف، أنه قبل الحديث عن أي تطوير لشكل الائتلاف، يجب أولا نجاحه على المستوى التنظيمي، لافتا إلى أن النجاحات التي حققها في الفترة السابقة رغم إيجابياتها إلا أنها ليست بالدرجة الكبيرة التي يحتاج إليها ائتلاف سياسي ذو أغلبية برلمانية.
وعن دمج أحزاب الائتلاف، أكد أبو حامد أن العدد الكبير للأحزاب ليس في المصلحة الوطنية، لذلك من الضروري دمج المتفقة مع بعضها البعض في الرؤى والأفكار والتوجهات، وهو ما سينعكس على قوتها على مستوى كوادرها والتمويل المتاح لتأدية عملها وضخ موارد أكبر .
عبد الفتاح يحيى، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، قال إن مقترح تحويل ائتلاف دعم مصر إلى حزب سياسي لم يُناقش رسميا داخل الائتلاف، ومن حقه اتخاذ هذه الخطوة كأي فصيل يريد إنشاء حزب، متوقعا أنه سيضم بين طياته العديد من الجماهير.
وعن مصير مستقبل وطن ثاني أكبر الأحزب من حيث المقاعد البرلمانية، شدد يحيى، أن الحزب متمسك بنفسه وأيديولجيته وانتمائاته، وكذلك سيكون كل حزب داخل الائتلاف إذا تحول إلى حزب سياسي، مرجحا أن يكون تشكيله في هذه الحالة من المستقلين فقط.
ونوه النائب عن مستقبل وطن، إلى أنه حال انضمام نواب من الأحزاب إلى "حزب دعم مصر" إذا تشكل بالفعل، ستكون كارثة تهدد ببطلان عضويتهم، وذلك لأن القانون ولائحة البرلمان يقضيان ببطلان عضوية أي نائب حال تغيير صفته الحزبية التي اُنتخب على أساسها.
وفي هذا الصدد نصت المادة ٦ من قانون مجلس النواب، على أنه يظل العضو محتفظا بالصفة التي تم انتخابه على أساسها، فإن فقد هذه الصفة أو غير انتماءه الحزبي المنتخب على أساسه وأصبح مستقلا أو صار المستقل حزبيا تسقط عنه العضوية بقرار من أغلبية ثلثي أعضاء المجلس.
وكذلك نصت المادة 2 من لائحة الائتلاف على أن "يكون انضمام الأحزاب السياسية للائتلاف بهدف التوافق على دعم الثوابت الوطنية، ولا يترتب عليه تخلى هذه الأحزاب عن هيئاتها البرلمانية داخل مجلس النواب أو فقدان أعضائها للصفة التى تم انتخابهم على أساسها".
وتعليقا على ما ذكره "يحيى" بتمسك كل حزب بنفسه، قال محمد أبو حامد، إن المصلحة الوطنية هي من تحرك الائتلاف والمنضمين تحت لوائه، مستبعدا أن يفكر أحدا من أعضاء الائتلاف في التمسك باستقلاليته عنهم.
أما الفقيه الدستوري، عصام الإسلامبولي، أكد أن تحويل ائتلاف دعم مصر إلى حزب سياسي سيضع أعضائه أمام مأزق كبير يهدد ببطلان عضويتهم، معتبرا أنه التفكير في ذلك يعد خطأ شديد، حتى إذا أقره البرلمان.
وأوضح الإسلامبولي، أن الدستور وقانون مجلس النواب ولائتحه الداخلية، تنص على أنه لا يجوز للنائب تحويل صفته التي فاز على أساسها وإلا تسقط عضويته.
ومع تداول مقترح تحويل ائتلاف دعم مصر إلى حزب سياسي، ذهب البعض إلى أنه سيكون هو حزب الرئيس، ففي الفترة الأخيرة كثر الحديث عن ضرورة وجود حزب سياسي للرئيس يكن له ظهيرا يتبنى برنامجه ويروج له ويعمل على تنفيذه، أما الرئيس نفسه فأعلن أن ظهيره هو الشعب.
محمد أبو حامد، أكد أنه إذا ما تحول الائتلاف إلى حزب لن يكون حزب الرئيس أو ظهيرا للسيسي كما يدعي البعض، وإنما سيظل كما هو مساندا للدولة والرئيس وللقضايا الوطنية، مشيرا إلى أن الرئيس يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب ولا يمكنه الانضمام إلى أيا منهم.
في السياق ذاته أشار اللواء محمد الغباشي، المتحدث باسم حماة الوطن، إلى أن الرئيس دعا من قبل إلى دمج الأحزاب متقاربة الأيدلوجية، ومن هنا يمكن الانطلاق ناحية إعادة النظر في الأحزاب الكثيرة على الساحة المصرية، وذلك تعليقا على إمكانية قبوله اندماج حزبه لحزب الائتلاف.
وتابع الغباشي، أن الدعوة إلى تحويل الائتلاف لحزب تحتاج معالجة كبيرة وتوضيح أكبر لآليات تنفيذها وكيفية التعامل مع الأحزاب بداخله، مشددا أنه حتى الآن لم تُجر أي مشاورات رسمية أو طرح الفكرة من الأساس داخل الائتلاف.
ورأى، أنه من الأجدر أن تكون هناك دعوة لتقليل عدد الأحزاب بشكل عام، بحيث يكون هناك 3 تيارات واضحة "يمين يمثله حزب النور، يسار يمثله التجمع، ووسط وهي معظم الأحزاب الليبرالية وغيرها على الساحة"، على أن يندرج تحت كل تيار بقية الأحزاب المتفقة معه في الفكر والأيديولجية.
وألمح، إلى أن الائتلاف يضم بين طياته نواب وأحزاب وقوى مختلفة الفكر والتوجهات، بعضهم يساري وآخر رأسمالي وثالث وسط، بما يضع صعوبة أمام توحد كل هذه الأفكار تحت مظلة واحدة، إلا إذا كان هناك وضوح أكبر لآليات الدمج.