مطالب بطرد السفير ردا على "العساكر"

خبراء: "السعودية" و"ترامب" كلمة السر في تصاعد هجوم قطر على مصر

كتب:

فى: أخبار مصر

18:30 27 نوفمبر 2016

"العساكر" هو اسم فيلم انتجته قناة الجزيرة القطرية، عن التجنيد الإجباري في مصر.

 

بمجرد إذاعة  مقطع الفيديو الترويجي  الخاص بالفيلم المزمع عرضه مساء اليوم الأحد، اندلعت عاصفة من الغضب داخل الأوساط المصرية، ووصلت للمطالبة بطرد السفير القطري وإغلاق السفارة القطرية بالقاهرة. 

 

 

فبعدما سيطرت حالة من الهدوء على العلاقات المصرية القطريةلفترة ليست بالقصيرة ، خفضت معها حدة الهجوم من قبل قناة الجزيرة أو مسؤولين بالحكومة القطرية على مصر، في إطار ما كان يتردد من حين لآخر عن وساطة سعودية للمصالحة بين القاهرة والدوحة، جدد "العساكر" توتر العلاقات ليسد أبواب التقارب بين الدولتين، بحسب سياسيون.

 

 

عودة هجوم قناة الجزيرة على مصر أرجعه سياسيون، إلى الخلافات التي دبت بين السعودية ومصر على خلفية موقف الأخيرة من النظام السوري المخالف لدول الخليج، ومن ثم فتحت المملكة الباب أمام قطر لتطلق هجومها على الدولة المصرية، بعدما كانت تمنعها عن ذلك في سبيل التقارب بينهم.

 

 

بداية قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه من الطبيعي هجوم قناة الجزيرة على مصر، موضحا أن قطر تنفذ الأجندة الأمريكية للتآمر على مصر . 

 

 

وأضاف اللاوندي، لـ  "مصر العربية"، أن السعودية كانت "تلجم" قطر وتمنعها من الهجوم على مصر في محاولة للتقارب بين الدولتين، ولكن بعدما ثارت هناك خلافات بين المملكة والقاهرة على خلفية موقف الأخيرة من سوريا، فتحت الباب أمامها مرة أخرى للهجوم.

 

 

ورأى، أن تمادي قطر في الإساءة لمصر أغلق كافة أبواب المصالحة أو إعادة العلاقات بين الدولتين، متوقعا مزيدا من الهجوم العنيف الفترة القادمة، لطالما لاتزال الخلافات بين القاهرة والرياض. 

 

 

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية، أن الفيلم الذي بثته القوات المسلحة على صفحتها على الفيسبوك، هو أبلغ رد على قطر، مشيرا إلى أن الإساءة هذه المرة تتعلق بالجيش لذا كان عليه هو الرد وليس وزارة الخارجية .

 

 

واتفق معه مختار الغباشي،  نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، منوها إلى أن الهجوم الأخير لقطر على الجيش المصري آتى بعد التوترات الأخيرة بين السعودية ومصر، ملمحا إلى أنه بداية لأدوار خليجية للابتعاد عن مصر إثر تأييدها للنظام السوري بما يخالف الموقف الخليجي .

 

 

وأضاف الغباشي، أن هناك حالة من الاستقطاب الدولي الشديد لدول الخليج وإحداث خلافات بين العالم العربي وبعضه البعض، محذرا من أن استمرار التوتر بين الدول العربية سيكون له نتائج غير محمودة ويضر بالمصالح العربية والقضايا العالقة فيها.

 

 

وأشار، إلى أن هناك نوعا من التجاذب والهجوم المتبادل بين الإعلاميين القطري والمصري، مؤكدا أن هذا التوتر ليس في مصلحة البلدين، منوها إلى أن الإعلام المصري أطلق حملة شرسة وصفها بـ "متجاوزة الحدود" وستؤدي لتوسيع الفجوة بين البلدين، ردا على فيلم "العساكر".

 

 

ورفض الغباشي، مطالب بعض النواب بإغلاق السفارة القطرية بالقاهرة وطرد السفير القطري، مشددا على ضرورة ترفع مصر وحرصها على الاتزان وعدم الانجرار وراء هذه المواقف، والعمل على احتوائها بما لا يخل بالأمن القومي المصري.

 

 

بينما استبعد طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن تكون الخلافات بين مصر والسعودية السبب وراء عودة الهجوم القطري على مصر، وأرجعها إلى أسباب أخرى أولها شعور قطر  بتحسن علاقة مصر بالولايات المتحدة الأمريكية بعد تولي دونالد ترامب رئاسة أمريكا، ومحاولتها إفساد هذه العلاقة بتشويه صورة الجيش المصري.

 

 

وأردف فهمي، أن هناك أسباب أخرى تتعلق بالصراعات داخل الأسرة القطرية الحاكمة وأزماتها الداخلية بما ينعكس على إدارتها، وكذلك محاولة من قناة الجزيرة لاستقطاب عدد أكبر من المشاهدين، بعدما تحول عدد كبير من مشاهديها من المنتمين للإخوان والموالين لهم عنها لمشاهدة قنوات أخرى .

 

 

 

وأكد استاذ العلاقات الدولية، أنه لم يعد هناك أي سبيل للتقارب بين مصر وقطر، ويجب على مصر التصعيد واتخاذ مواقف وإجراءات حاسمة لردعها حتى لا تجرأ ثانية على التطاول ضد مصر، مضيفا " إذا لم توقف مصر قطر عند هذا الحد سنجد الجزيرة تنتج سلسلة من الأفلام ضد القضاء والشرطة وغيرها من مؤسسات الدولة ".

 

 

ورأى، أنه لابد من طرد السفير القطري وقطع العلاقات بين الدولتين كإجراءات أولى، معتبرا أن ذلك سيكون أقوى رسالة مباشرة للرد على ما فعلته قناة الجزيرة،  مشيرا في الوقت ذاته إلى أن قطر لديها أوراق ضغط على مصر وهي العمالة المصرية المتواجدة على أرضها بما يعرض مصر لخسائر كبيرة .

 

 

 

اعلان