سيناريوهات وجوده بالمشهد السياسي..
بعد 4 أعوام بالإمارت.. هل اقتربت عودة شفيق؟
“متى يعود شفيق؟.. التساؤل الحاضر دائماً على مائدة السياسة المصرية منذ عزل محمد مرسي من الحكم في 3 يوليو 2013، فكان منتظر وصول شفيق إلى مطار القاهرة، بمجرد نجاح 30 يونيو واﻹطاحة بجماعة اﻹخوان من السلطة.
إلا أن ثمة شىء غريب حدث، شفيق مازال متواجدا بالإمارات،الأمر الذي أحاطته علامات استفهام كثيرة حول عدم العودة، خاصة وأن الجميع كان يُرشحه للجلوس بالاتحادية بديلاً لمرسي، مما أخرج تكهنات عديدة بوجود أزمة بين الدولة وشفيق، لم يُبددها إعلان الفريق دعمه للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية.
وجاء قرار محكمة جنايات شمال القاهرة الابتدائية أخيرا، برفع اسم شفيق من قوائم الترقب والوصول، بعد البراءة من التهم الموجهة إليه، ليزيد الترقب حول توقيت عودته، خاصة في ظل انتفاء السبب.
اختلف مقربون من شفيق وسياسيون، حول عودته القريبة للقاهرة، ومدى تعاونه مع النظام الحالي بتولي منصب تنفيذي، وكذلك احتمالية أن يكون البديل الذي يتم تجهيزه.
وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن عودة شفيق لمصر أصبحت وشيكة، في ظل استعداده لتقديم كل خبراته وعلاقاته بالخليج؛ لتدعيم علاقة الدول المصرية معهم في ظل توترها مؤخراً.
وأضاف إبراهيم، لـ"مصر العربية"، أن شفيق يمتلك علاقات قوية بالسعودية، تُمكنه من إعادة الوفاق بينها وبين الدولة المصرية، مستبعداً وجود تطلعات لديه في الترشح بانتخابات الرئاسة المقبلة، خاصة مع تأييده الشديد للرئيس الحالي.
وتوقع مدير مركز ابن خلدون، تولي شفيق منصب سياسي كبير، ورجحه أن يكون رئاسة الوزراء، متوقعاً نجاحه في تلافي ومعالجة السلبيات التي وقعت فيها الحكومة الحالية.
ورأى السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الشعبي، أن هناك أزمة بالفعل بين شفيق والنظام السياسي الحالي، خاصة وأنه صرح بهذا من قبل، مشيراً إلى أن إثارة هذا الموضوع حالياً محاولة لجذب انتباه الناس عن همومهم بمثل هذه الأمور.
وقال مرزوق، لـ" مصر العربية"، إنه لا أحد يستطيع الجزم بمدى احتمالية اتفاق الفريق والنظام الحالي، أوتوليه لمنصب تنفيذي وعودته لمصر؛ لأن فهم تحركات وعلاقات النظام المصري كالبحث عن قطة سوداء في غرفة مظلمة.
أما الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رأى أن شفيق غاضب من النظام الحالي، وكشف ذلك تسريبات عديدة خرجت له، مشيراً إلى أنه ليس الشخص المناسب لتولي رئاسة الوزراء أورئاسة الجمهورية؛ لأنه غير قادر على توحيد المصريين.
وقال حسني، في تصريحات صحفية، إن الجيش لن يسمح لشفيق بالعودة مرة أخرى والمشاركة بشكل بارز في العمل السياسي؛ وذلك بسبب العلاقة المتوترة بين شفيق والمشير طنطاوي، والتي يراها ستكون عائقاً في طريق عودته، مؤكدا أن شفيق قد يملك نية المشاركة لكن لن يحصل على منصب إلا إذا كان مدعومًا من جهة خارجية.
وأضاف أن السيسي لن يقبل وجود شفيق كشريك في الحكم؛ لأنه يظل البديل الأكثر حضورًا، ومن أبناء القوات المسلحة وليس من خصومها.
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة اﻷهرام والخبير السياسي، إن هناك احتمالية قبول الفريق شفيق لمنصب سياسي أصبحت كبيرة، خاصة بعد موقفه من الرئيس والتبرؤ من عقد صفقة لتسليم السلطة للإخوان.
وأضاف سعيد لـ "مصر العربية"، أن شفيق أرسل رسالة قوية للسيسي، عبر بيان عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، ليكذب فيها طنطاوي، مفادها أنه لن يقف عائقًا أمامه في حال سمح له بالتواجد داخل مصر، وأن استقبال هذه الرسالة وترجمتها عمليا من جانب النظام هو إزالة اسمه من قوائم الترقب والوصول.
وتابع أن المشير طنطاوي اُتهم بأنه من سلم السلطة للإخوان، وشن إعلاميون مقربون من الدولة هجومًا شرسًا عليه بعد زيارته لميدان التحرير.
وفي هذا الإطار، قال اللواء رؤوف السيد، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، إن شفيق يؤكد له في أحاديثه معه رغبته في الانخراط بالعمل السياسي، وتقديم كل خبراته خدماته لصالح الدولة المصرية، مشيراً إلى أن الفريق مؤيد للنظام الحالي وداعم له بقوة.
وأضاف السيد لـ" مصر العربية"، أن شفيق بمجرد عودته سيعيد ترتيب البيت الداخلي بالحزب؛ استعداداً للانتخابات المحلية، التي يعول عليها كثيراً، موضحاً أن هدفه سيتمثل في الدفع بالشباب للصفوف الأمامية وتقديم كوادر جديدة للدولة.