خبراء يجيبون لـ "مصر العربية":
بعد ارتفاع أسعار النفط.. هل تعيد "أوبك" الروح لـ"قناة السويس"؟
"سلاح ذو حدين".. هكذا يمكن وصف تأثير ارتفاع أسعار النفط العالمية بالنسبة لمصر، فمن جهة سيشكل أعباء أضافية على الدولة وهو ما قد يضطرها لرفع أسعار البنزين والسولار مرة أخرى، ما يشكل عبئًا جديدًا على المواطن، وفي الوقت ذاته قد يكون له دور كبير في تنشيط حركة الملاحة لقناة السويس وإعادة الروح لها مجددًا.
وشهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا هائلًا خلال الأيام القليلة الماضية، بلغت نسبته نحو 8%، وذلك بعد اعلان الدول المصدرة للنفط "أوبك"، خلال اجتماعها الأربعاء الماضي بفينيا، عن خفض انتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا، لأول مرة منذ 8 سنوات.
وسجل نفط برنت في تعاملات اليوم الخميس 54.20 دولار للبرميل، وغرب تكساس الوسيط 51.17 دولار للبرميل.
وقالت شركة بلاتس العالمية، المتخصصة في مجال أبحاث الطاقة، إن الحكومة المصرية قد تكون حريصة على ارتفاع أسعار النفط للحصول على مزيد من العائدات من قناة السويس، لأنه يبث الحياة من جديد في الحركة الملاحية للقناة.
وأضافت في تقرير لها، أن الإبحار عبر قناة السويس في مسافة تبلغ 164 كم في 11 يومًا، قد تكون رحلة نموذجية لرحلة عابرة للقارات، بدلًا من اتخاذ طريق آخر وقطع مسافة أطول كطريق رأس الرجاء الصالح.
وكانت إيرادات قناة السويس، قد تراجعت خلال العام الماضي، بنحو 5.3% خلال العام الماضي إلى 5.175 مليار دولار، مقابل 5.465 مليار دولار في عام 2014، في الوقت الذي تتوقع فيه هيئة القناة زيادة إيراداتها إلى 5.7 مليار دولار في العام الجاري.
وأرجع يان بوزا، مدير عام شركة قناة السويس لتداول الحاويات، انخفاض الأرباح إلى تباطؤ حركة التجارة العالمية والمنافسة الشرسة من الموانئ المجاورة في شرق البحر المتوسط، متوقعًا تراجع أرباح الشركة بنسبة 60% خلال العام الجاري، على أن يبدأ تعافي الإيرادات والأرباح في الربع الأول من العام 2018، عندما تعود حركة التجارة العالمية لنشاطها الطبيعي.
ورصدت "مصر العربية" أراء الخبراء حول إلى مدى يمكن أن يساهم ارتفاع أسعار انفط عالميًا، في تنشيط الحركة الملاحية لقناة السويس، خلال هذا التقرير.
الدكتور أحمد الشامي، أستاذ الاقتصاد والنقل البحري، أكد أن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يصب في صالح حركة الملاحة لقناة السويس، بعدما تأثرت إلى حدما خلال الفترة الماضية، نتيجة انكماش الاقتصاد في العالم وانخفاض حجم التجارة الدولية، التي قلت بنسبة 14% هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
وأوضح في تصريحات لـ "مصر العربية"، أن القناة ستستفيد من عبور السفن من خلالها، خاصة وأنها مع ارتفاع أسعار النفط عالميًا، لن تكون مضطرة إلى تخفيض رسوم المرور، مضيفًا أن تدني أسعار الوقود يؤثر عليها بالسلب.
وتابع الشامي، أنه في بعض الأحيان قد تضطر هيئة قناة السويس إلى منح تخفيضات على رسوم العبور، عند انخفاض أسعار النفط، وذلك حتى لا تخسر عملائها، وخاصة وأن البعض قد يلجأ في هذه الأوقات إلى طريق رأس الرجاء الصالح، لأن تكلفته تكون أقل نسبيًا منها حتى وإن كان أطول.
وقال أحمد درويش، رئيس هيئة تنمية محور قناة السويس، إن ارتفاع أسعار النفط، يعني تفضيل السفن العبور عن طريق قناة السويس، لأن ذلك يوفر لها في المسافة والوقت، كما يعد اقتصاديًا أكثر بالنسبة لها وأقل تكلفة.
وبين في تصريحات خاصة لـ "مصر العربية"، أن قناة السويس توفر استخدام البترول للسفن، مؤكدًا على استفادة قناة السويس من ارتفاع اسعار النفط، بعد تجاوزه سعر الـ 50 دولارًا للبرميل، لأخاصة فيما يتعلق بنقطة التعادل.
وأوضح درويش، أنه كلما ابتعد سعر النفط عن نقطة التعادل، التي تعني مقدار التوفير للسفن في استخدام البترول، وجعل الابحار عن طريق رأس الرجاء الصالح يقترب ويساوي رسوم العبور عبر قناة السويس، كلما كان ذلك جيد للقناة.
وفي المقابل، اعتقد أحمد زهران، خبير البترول والطاقة، أن اتفاق أوبك الأخير لن يكون له تأثير كبير على حركة الملاحة بقناة السويس، ولن تستفيد به بالشكل الأمثل، وأن عدد السفن العابرة من خلالها سيظل ثابت.
وأشار في تصريحات لـ "مصر العربية"، أنه كان يتم انتاج 73 مليون برميل في اليوم، ذلك الرقم الذي تسعى أوبك لتخفيضه، موضحًا أن ارتفاع النفط عالميًا، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود بما في ذلك وقود السفن.