أقامتها عائلة بطرس غالي..وفجرها الإرهاب
انفجار الكنيسة البطرسية..قداس دق أجراس الخطر (بروفايل)
دخل الرجل الثمانيني في غيبوبة على وقع دوي انفجار قنبلة بمحيط الكنيسة البطرسية، القداس الذي تردد قبل نزوله لولا إصرار زوجته، تحول إلى ذكرى ألم، والمبنى خر سقفه على المصلين، تاركًا أثر أعمق على جانب النساء.
على المذبح الكنسي –داخل الكنيسة الصغيرة التي تقع على يمين الباب الرئيسي لكاتدرائية العباسية، وقف "أبونا بولس" واعظًا في المصلين، يردد في سلام "كيرياليسون"-يارب أرحم-، ويؤنس وحشة هؤلاء القادمين للصلاة، تغذية للجانب الروحي.
لم يعرف عم قلليني-الذي خط الشيب رأسه-أن القداس سيكون حدثًا فاصلًا في حياته، يقول الرجل الذي سقط مغشيًا عليه، وأفاق في مستشفى الدمرداش: لا زلت أبحث عن زوجتي، وأرجو أن تكون بخير، وكل ما أتذكره أن جانب السيدات، تعرض لخسائر بالغة.
"البطرسية" ليس مصطلحًا كنسيًا على إطلاقه، فالكنيسة بنتها عائلة "بطرس باشا غالي"، حيث أقيمت على ضريحة في عام 1911، عقب اغتياله بيد إبراهيم ناصف الورداني في فبراير 1910.
مبان الكنيسة، وزخارفها، متفردة على نحو يميل للنسق الإيطالي في البناء، ومساحتها تبلغ 28 مترًا طولًا، على عرض يبلغ 17 مترًا، ويتوسطها صحن كنسي، على جانبيه ممرات من الأعمدة الرخامية، يعلوها صور تجسد حياة المسيح، للرسام الإيطالي "بريمو بابتشيرولي"، استقرت على جدرانها بعد 5 سنوات من العمل المتواصل.
والصور، يجاورها لوحات الفسيفساء للرسام " الكافاليري إنجيلو جيانيزي" أبرزها ما يسمى بـ" فسيفساء التعميد"، والتي تمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الأردن، أمام اللوحة حوض من الرخام يقف على أربعة أعمدة.
خارج الكنيسة ممر يفصل بين مكانين مخصصين للجلوس في الأحداث الهامة التي تستقبلها الكنيسة، وتخصص لبعض الزوار، نظير ضيق مساحة "البطرسية" قياسًا على العدد المشارك في الجنازات-تحديدًا-، ويتابع الجالسون طقوس الحدث عبر شاشة خارجية تنقل مباشرة، منعًا للزحام.
شهدت الكنيسة البطرسية في فبراير الماضي، جنازة بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وترأس القداس البابا تواضروس الثاني، في آخر إطلالة بابوية على الكنيسة، قبل أن يحولها التفجير الإرهابي إلى حطام.
يشار إلى أن الكنيسة البطرسية تعرضت صباح اليوم لحادث انفجار خلال قداس الأحد، أسفر عن سقوط قتلى ومصابين.