خطبة الجمعة للأوقاف: الرشوة شؤم ووبال على صاحبها
دعت وزارة الأوقاف، المصريين إلى التصدي لظاهرة الرشوة بكافة صورها وألوانها والتى انتشرت في المجتمع، مؤكدا أن الإسلام نهى عن أكل الحرام بكل صوره وأشكاله نهيا قاطعا لا لبس فيه.
وطالبت الأوقاف جميع الأئمة والخطباء بالالتزام بنص الخطبة أو جوهرها والمقرر بعنوان "الرشوة وأثرها المدمر على الأفراد والدول وسبل القضاء عليها"،مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، معربة عن واثقتها في سعة أفقهم العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي، وتوعدت الوزارة باستبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.
تأتي خطبة الأوقاف بالتزامن مع قيام الرقابة الإدارية بالكشف عن واقعة فساد بمجلس الدولة، عرفت إعلاميا باسم "قضية الرشوة الكبرى" اتهم فيها جمال اللبان، مدير إدارة المشتريات بمجلس الدولة، ومتهمين اثنين آخرين من أصحاب الشركات الخاصة والمحبوسين حاليا بصورة احتياطية على ذمة القضية، بالإضافة لوائل شلبي، الأمين العام السابق لمجلس الدولة الذي انتحر عقب ساعات من صدور قرار بحبسه احتياطيا.
وقالت الأوقاف في خطبتها : إن عالم الناس اليوم سيطرت فيه المادة حتى تساهل بعض الناس في جمع الأموال لا يهمهم أكان ذلك من حلال أو حرام، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير المجتمع ونزع الخير منه".
وأكدت الأوقاف أن الرشوة هي أخطر صور المال الحرام التى حذر منها الإسلام، كما أنها أشد الأمراض الاجتماعية فتكا بأخلاق الأمم، وأنها تعود عليها بالوبال والدمار في الأفراد والأسر والمجتمعات في الدينا، ويوم العرض على الله فى الآخرة، مضيفا:" فإذا فشت الرشوة فى أمة من الأمم وتجرأ الناس على تعاطيها فاعلم أن الضمائر قد ماتت، وأن الإيمان ضعف فى النفوس والقلوب ".
وأوضحت أن الشريعة الإسلامية شددت على حرمة أخذ الرشوة، أو دفعها، أو التوسط بين الراشي والمرتشي، فالثلاثة مطرودون من رحمة الله متعرضون لسخطه وغضبه، فإذا دخلت الرشوة عملا إلا أعاقته ولا مجتمعا إلا أفسدته، ولا بيتا إلا خربته، ولا جوف شخص إلا أهلكته.
وأضافت أن الرشوة جريمة ليست شخصية وإنما جريمة في حق المجتمع كله، لذا محرمة بأي صورة وبأي اسم سميت سواء تحت مسمى هدية أم غيرها فالأسماء لا تغير الحقائق شيئا، لافتا إلى أن من الأساليب الملتوية للحصول على الرشوة، تعطيل مصالح الناس والتسويف فى إنجازها إلى أن يتم أخذ الرشوة، وفى ذلك خيانة للأمانة.
وشددت الأوقاف على أن للرشوة آثار مدمرة على الأفراد والمجتمعات والدول، وأنها شؤم ووبال على صاحبها في الدنيا والآخرة، وبسببها يصاب القلب بالقسوة، لأنها مال حرام يذهب الإيمان شيئا فشيئا، ويعمي البصيرة، ويمنع إجابة الدعاء، وهو مال ممحوق البركة إن أنفقه صاحبه في بر لم يؤجر وإن بذله في نفع لم يشكر.
وذكرت الوزارة في خطبتها أن أهم أسباب انتشار الرشوة في جميع مجالات الحياة هو ضعف الوازع الديني والأخلاقي وموت الضمائر، مؤكدا أنها هدمت قيمة الحق والعدل، وهى إعانة للظالم على ظلمه، وتفويت للحق على صاحبه، وبها يقدم السفيه الخامل، ويبعد المجد العامل.