لماذا تجنب السيسي ذكر ثورة يناير في احتفالات عيد الشرطة؟
أقل من 12 ساعة تفصلنا عن الذكرى السادسة لثورة الـ 25 يناير، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة الـ65 التي استمرت لقرابة الـ 40 دقيقة لم يتطرق إليها من قريب أو من بعيد.
السيسي ركز في خطابه على كثير من الجوانب كالحرب التي تخوضها الدولة ضد الإرهاب معتبرها حرب استنزاف، وتحدث عن خطورة نسبة الطلاق على المجتمع، ودعم أسر الشهداء، والوقف مع مؤسسات الدولة،وأهمية وحدة المصريين، إلا أنه تحاشى ذكر الثورة نهائيا.
الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي - ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية-، قال إن عدم ذكر الثورة في خطاب السيسي ليس مستغربا بل الغريب هو أن يذكرها.
وأضاف إبراهيم خلال تصريح لـ"مصر العربية"، أن العسكريين لا يحبون ثورة يناير ولا من قاموا بها على الرغم أن هذه الثورة هى التي أتت بهم إلى الحكم.
وتابع: "السيسي وغيره من العسكريين لا يعترفون إلا بثورة يوليو أو يونيو التي كان لهم فيها الدور الأبرز، أما ثورة قام بها الشباب والقوى المدنية لا يعترفون بها".
وأكد على أن ما حدث في 25 يناير ثورة شعبية سواء اعترف بها السيسي أو لم يعترف، فيكفي أنه يدرك في قرارة نفسه أنه لولا الثورة والشباب الذي ضحى بنفسه ما كان اليوم رئيسا لمصر.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إن رجال الشرطة والجيش يقدمون أنفسهم بدلا من المصريين في الحرب القاسية التي تخوضها مصر بشجاعة ضد الإرهاب.
وأضاف السيسي، في كلمته التي القاها بأكاديمية الشرطة، أن عام 2011 كان هناك من يحاول أن يوقع بين الجيش والشرطة والجيش والشعب.
الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، رأى أن كل أنظمة الحكم حاليا في بلاد الربيع العربي لا يذكرون ولا يحبون أن يتذكروا الثورات.
وأضاف صادق لـ"مصر العربية"، أن عدم ذكر الثورة في خطاب السيسي اليوم يعبر بوضوح عن أن كل ما يتعلق بثورة يناير، بالنسبة للسيسي ونظامه، غير محبوب ولا يرحبون بأي شيء يُذكر به، وأن جاء ذكرها على لسانهم يأتي على استحياء.
وتساءل صادق: "لماذا كل هذه الازدواجية؟، ولماذا جعلت يوم 25 يناير إجازة رسمية إذا كنت لا تعترفون بها؟".
وفي تصريح مقتضب للدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حول عدم ورود أي ذكر للثورة خلال خطاب السيسي، قال: "معلش الريس مش فاكر، مشاغله كتيرة".