السيسي للشباب: مشروعاتنا ينقصها "التمويل" .. وخبراء: مقدمة لجباية أموال جديدة

"ظروفنا صعبة" .. بهذه الكلمات عبّر الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن الأوضاع الاقتصادية لمصر، ومحاولاته لتنفيذ الكثير من وعوده التي تحدث عنها بخصوص المشروعات والبنية التحتية التي تحتاجها الكثير من مناطق الجمهورية، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الوطنى الشهرى للشباب الذي يقام بمحافظة أسوان.

 

السيسي تحدث عن الكثير من المشروعات التي تحتاج إلى تنفيذ، ولكن تفتقد التمويل، أثناء لقائه بشباب الصعيد، أهمها توصيل خدمات الصرف الصحي إلى 4500 قرية، منوهًا إلى أن تكلفة توصيل هذه الخدمة تصل إلى 180 مليار جنيه.

 

الكهرباء أيضًا كانت على قائمة مشروعات السيسي، حيث أكد أنّ الدولة أنفقت 450 مليار جنيه لإعادة تأهيل ورفع كفاءة مرافق الكهرباء، إلا أنه استدرك قائلا : لكننا نحتاج ما بين 50 إلى 60 مليار جنيه لاستكمال هذه الاحتياجات في الصعيد".

 

كما وعد الرئيس بإحياء شركات قطاع الأعمال، قائلًا: "نحاول الحفاظ على شركات قطاع الأعمال التى تعمل فى الدواء ونعيد إحيائها مرة أخرى، وعند التنفيذ نجد مشكلات كثيرة.

 

وأكد السيسي، إصرار الدولة على وجود 4 مدن رئيسية على الأقل فى الصعيد لتقليل فرص النمو العشوائى للدولة المصرية، قائلًا: "لا يوجد خيارات آخرى للدولة للتتصدى للنمو العشوائى".

 

"مفيش تمويل"

 

وكخطاباته السابقة، أكد الرئيس على أن الدولة تواجه مشكلة التمويل، فلا توجد مصادر دخل الآن لتمويل مثل هذه المشروعات، قائلًا: "الموارد الموجودة في مصر مش كتيرة".

 

وأضاف: "موارد الدولة لا تفي باحتياجات تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية"، متابعًا: "لكن إحنا هيبقى معانا، وكلامي مش معنوي، لكن هيبقى حقيقة، بس الأول اعرفوا حجم مشكلتكم".

 

وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، واللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، بتشديد الرقابة على الأسواق، لمنع الاحتكار ومجابهة التجاوز، مضيفًا: "لازم نبقى قاسيين مع التجاوز".

 

مقدمة للبيع

 

الخبير الاقتصادى، شريف الدمرداش، قال إن حديث الرئيس اليوم في أسوان عن محاولة تنفيذ وعوده لأهل الصعيد بالانتهاء من مشاريع الصرف الصحي، وإحياء شركات قطاع الأعمال، لكن لا يوجد تمويل: "مقدمة لبيع جزء جديد من مصر".

 

وأوضح الدمرداش لـ"مصر العربية": "ما يقوله الرئيس متناقض جدا، فكيف يطلق وعودًا ثم يعود فيقول لا يوجد أموال لتمويل هذه المشروعات"، مضيفًا: "الرئيس في اجتماعه مع الشباب بيتمنى حاجات، وعاوز يقولهم لكن ما باليد حيله".

 

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن الرئيس يتحدث بمنطق غريب "هجوعك واعملك صرف صحي"، وأضاف: "سنفترض حسن النية في حديث الرئيس وأنه يتمنى الانتهاء من كل هذه المشروعات".

 

بدوره، قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، أن وعود الرئيس السيسي بمشروعات قومية قادمة في ظل ظروف اقتصادية صعبة: "يؤشر لرهان مصر"، مضيفًا: "الإنتهاء من المشروعات القديمة أولى من إنشاء مشروعات جديدة".

 

وعن مصدر تمويل المشروعات التي وعد بها السيسي، قال النحاس لـ"مصر العربية": "لن نلجأ للديون مره أخرى، فمصر حققت ديون عاليه جدًا، وأيضًا لم يعد هناك مجال للتبرع في وقت يعاني منه المصريين من غلاء شديد في الاسعار".

 

وأنهى الخبير الاقتصادي تصريحاته قائلًا: "مصر تعاني من غباء اقتصادي شديد وتوجيه خاطئ، فهناك العديد من المشروعات التي تأتي بخسائر وبدون عوائد أو انتاج".

 

من جانبه، رحب الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي باحياء العديد من المشروعات القومية، لكنه تسائل من أين سيتم تمويل تلك المشروعات في الوقت الذي تعاني فيه الدولة من أزمة اقتصادية ارهقت الشعب.

 

وأضاف عبده لـ"مصر العربية": "الشعب تخطى مراحل الفقر والجوع وعلى الرئيس أن يهتم بالأولويات أولًا"، مضيفًا: "نعمل مشروعات والشعب بيموت من الجوع والفقر احنا وصلنا لمرحلة صعبة وبقينا نسمع عن حوادث وقتل بسبب الفقر عمرنا ماشوفنا كده".