أحزاب تضامنا مع إغلاق «النديم»: رخصة للتعذيب والقتل خارج القانون
أعلن عدد من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وبعض الشخصيات العامة والسياسيين، تضامنهم مع مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، بعد إقدام السلطات على تشميع مقر المركز، لتنهي تاريخ من العمل الحقوقي استمر 24 عاما.
ويعمل النديم على تأهيل ضحايا العنف والتعذيب خصوصا الذين تعرضوا لانتهاكات داخل السجون وأماكن الاحتجاز الشرطية، وبررت وزارة الصحة قرارها باﻹغلاق بأنه يقوم بعدة مخالفات.
واعتبر مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إغلاق المركز بمثابة رخصة للتعذيب والقتل خارج نطاق القانون وتشجيع لكل أنواع العنف.
وقال الزاهد، إن قرار الإغلاق امتداد لسياسة تخلط بين مواجهة الإرهاب ومكافحة الديمقراطية وهو ضوء أخضر لسياسة تفضي إلى كارثة، وامتداد لحصار المجال العام واستكمال لقانون الجمعيات الأهلية المشتق من لوائح جمعيات دفن الموتى، وللاختفاء القسري وللهجوم على النقابات المستقلة ومحاكمة نقيب الصحفيين وزملائه.
وأضاف: أن إغلاق المركز محاولة لتأسيس نظام استبدادي على جثة الديمقراطية بتشريعات وإجراءات غير دستورية معادية للحريات، وهو شهادة إفلاس مصيرها الفشل، ولم يحدث أبدًا أن ضاق بمراكز مواجهة العنف غير من جعلوا العنف عنوانًا لسياساتهم.
ومن جهته، طالب حزب الدستور في معرض تعليقه على القرار، الدولة بالكف عن التضييق و الصدام المستمر مع مؤسسات العمل المدني، خاصة مثل هذه المؤسسات التي تقوم بأدوار مجتمعية لم تسعَ الدولة بمؤسساتها الرسمية للقيام بها.
وقال الحزب في بيان له، اليوم السبت، إن مؤسسات العمل المدني ضلع أصيل في المجتمع و لولا إسهاماتها لحُرِمَ المجتمع من الكثير من الحلول الحقيقية لكثير من مشكلاته المجتمعية.
وأضاف، أنه بدلا من أن تسعى الدولة لتعظيم دور المجتمع المدني و تتيح له مساحة أوسع من العمل القانوني المشروع، تجدد باستمرار حالة الصدام و التربص من دون دواع قانونية معلنة و بشكل استفزازي يفقد دوافعها من قيمتها و جدواها حتى و لو كانت قانونية تنظيمية.
وبدوره، أدان المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، قرار إغلاق مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب.
وقال صباحي، في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "متضامن مع مركز النديم".
وأعلن النائب هيثم الحريري، عضو مجلس النواب، إدانته لقرار إغلاق النديم، قائلا في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "متضامن مع مركز النديم، المجتمع المدني القوي الفعال يساعد على بناء نظام ديمقراطي حقيقي، أعداء الديمقراطية هم أعداء المجتمع المدني".
وأدانت دار الخدمات النقابية قرار تشميع مقر مركز النديم، وقالت إن قوات الأمن استغلت أن اليوم هو الإجازة الأسبوعية للعاملين بمركز النديم لتقوم بتشميع المركز بالشمع الأحمر، متصورة بذلك أنها توقف النديم عن القيام برسالته التي اضطلع بها على مدى عشرين عاماً في علاج ضحايا العنف والتعذيب والكشف عن جرائم التعذيب.
وقالت الدار، في بيان، إن قرار الإغلاق يعبر عن مدى ضيق هذا النظام وكرهه لمنظمات المجتمع المدني وللمدافعين عن حقوق الإنسان في مصر.
وأضاف أن القرار جاء بعد يومين من حملات النيابة الإدارية على أكثر من 60 مستشفى تابعة لوزارة الصحة، والتي كشفت عن مدى التردي في الخدمات الصحية التي من المفترض أنها المهمة الأولى التي أسست من أجلها الوزارة، وبدلاً من أن يخرج وزير الصحة ليعلن عن أسباب فشله وحالة المستشفيات المزرية التي كشفتها حملة النيابة الإدارية، تم إغلاق ثلاث عيادات لمركز النديم.
وكانت قوة من الأمن قد قامت بإغلاق مركز النديم للتأهيل النفسي بالشمع الأحمر، كما ألقت القبض على حارس العقار و ذلك في يوم إجازة المركز.