خبراء عن استعانة السيسي برجال مبارك: "كانوا نفعوا نفسهم"
بعد نحو شهرين من المشاورات والاعتذارات الكثيرة، انتهى التعديل الوزاري إلى 9 شخصيات، أقسموا اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح أمس الخميس،لكنهم أثاروا حالة واسعة من الجدل والانتقاد، حيث اعتبرها البعض عودة لرجال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك للحكومة .
سياسيون، أرجعوا استعانة السيسي برجال ينتمون لنظام مبارك، إلى الخبرة السياسية لديهم رغم فساد بعضهم، بعد فشل نظرية السيطرة الأمنية والعسكرية على الحكومة، وآخرون رأوا أنه ليس هناك مفارقة لأن النظام الحالي ما هو إلا امتداد طبيعي لمبارك .
بعد 6 سنوات من ثورة 25 يناير، عاد الدكتور علي مصيلحي، ليصبح وزيرا للتموين والتجارة الداخلية بعد التعديل الوزاري الجديد الذي أجراه المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، حيث كان يشغل حقيبة التضامن الاجتماعي في حكومة المهندس أحمد نظيف إبان حكم مبارك.
وتولي مصليحي، الوزارة خلفا للواء أركان حرب علي مصيلحي الشيخ، الرئيس السابق لجهاز الخدمة العامة بالقوات المسلحة، والذي تقلد منصب وزير التموين في شهر سبتمبر الماضي، وشهد عهده ارتفاع كبير للسلع والخدمات دون تدخل لاحتواء الأزمة، ما أثار اعتراض وانتقاد الكثير.
فيما تولى الدكتور هشام عرفات، الذي كان يشغل منصب مستشار وزير النقل علاء فهمي لشؤون الطرق والأنفاق عام 2010، وزارة النقل في التعديل الوزاري الجديد، وكذلك تقلد الدكتور هشام الشريف، مؤسس مركز المعلومات بمجلس الوزراء ورئيسه إبان حكم مبارك، وزارة التنمية المحلية.
وفي حركة المحافظين الجدد، أثار تعيين "نادية عبده"، كمحافظ للبحيرة، حالة من الجدل، فرغم أنها أول امرأة تتولى هذا المنصب، إلا أن انتمائها للحزب الوطني المنحل كان محل انتقاد رواد السوشيال ميديا، الذين اعتبروه عودة لرجال مبارك .
أمين إسكندر، الكاتب والمحلل السياسي، رأى أن السيسي منذ مجيئه للحكم وهو لم يكن يعبر عن ثورة 25 يناير ولكنه امتداد لمبارك وكل سياساته بداية من الاقتصاد الرأسمالي حتى علاقاته مع الكيان الصهيوني والتبعية لأمريكا وتهميش دور مصر.
وأضاف إسكندر، لـ "مصر العربية"، أنه من الطبيعي أن يأتي السيسي برجال من عهد مبارك، لأنه استفاد من سياساتهم، ويعد هو واحدا منهم وترقى وظيفيا في عهده، لافتا إلى أنه يعتمد في اختياراته على أهل الولاء والطاعة للسلطة .
وأشار، إلى أن رجال مبارك يُقال إنهم يتميزون بالخبرة السياسية، ولكن هم من أفسدوا البلاد حتى شاخت فثار عليهم الشعب، متابعا :"كانوا نفعوا نفسهم علشان يبقى يستعين بيهم".
واتفق معه مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، موضحا أنه برغم اختلافه مع رجال مبارك إلا أنه لديهم دراية بالشئون السياسية لذا استعان بهم السيسي، منوها إلى أنه لا يرى مفارقة في وجودهم بالتعديل الوزاري أو حركة المحافظين، لأن نظام مبارك لم يرحل.
واستطرد: أن سياسات النظام الحالي وتوجهاته وانحيازاته سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو علاقاته بإسرائيل وأمريكا، هي نفسها التي كان يتبعها مبارك ولكن بشكل أسوء مما كانت عليه، مضيفا :" كان في فرامل سواء في تطبيعه مع إسرائيل أو الحريات والخضوع لصندوق النقد".
واعتبر الزاهد، أن المشكلة الجوهرية في أن السيسي يريد إدارة البلاد بإحكام وسيطرة المجال اﻷمني على حساب السياسي، على أساس أنها تحقق درجة أكبر من الاستقرار، ولكن التجربة أثبتت العكس.
أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، قال في البداية إن ليس كل رجال مبارك سيئين رغم اختلافه مع نظامه، موضحا أن بعضهم كان مقبول وكثير منهم فاسدين، ولكن طريف مبارك في اختيار الوزراء كانت تعتمد على الأذكياء رغم فسادهم في الأداء .
وأضاف دراج، أن مبارك كان لديه أخطاء كبيرة ولكنه لم يركن للاعتماد على أهل الولاء فقط مثلما يفعل السيسي حاليا ولكنه كان يختار رجال دولة، لذلك لجأ إليهم في التعديل الوزاري الجديد.
وأشار، إلى أن السيسي يعتمد على أهل الولاء والطاعة العمياء ليكونوا له سكرتارية، ولكن اختياراته لم تثبت كفاءتها أو القدرة على الابتكار ومعالجة المشاكل، ملمحا إلى اللواء علي الشيخ وزير التموين السابق، الذي خلفه الدكتور علي مصليحي.
وأردف دراج، أن التعديل الوزاري الجديد أعطي تقول إن أهل الحكم يأتون من طبقة معينة وكأنها أسرة حاكمة، واصفا ذلك بـ" ثور بيدور في ساقية ويرجع لنفس الدورة بس على الفاضي".
ورأى، أن تدوير وإعادة رجال مبارك للحكم وتولي المناصب مرة أخرى، في بلد فيها أكثر من 90 مليون مواطن، يعني أن العقلية التي تدير البلاد لديها نظرة قاصرة وهناك علامات استفهام كثيرة حول طريقة اختيارها للمسؤوليين.