حوار| قلاش: لسنا في عداء مع الدولة.. ولن أنهي عمري النقابي بصفقة
لم أتواصل مع رشوان بشكل مباشر أو غير مباشر
علاقتنا بالدولة جيدة.. ولا أستغل قضية النقابة في الانتخابات
اختلاف أعضاء المجلس أمر طبيعي.. وهناك فرق بين التنوع والانقسام
واجهنا الفصل التعسفي بالعقد الموحد.. ونبذل أقصى جهدنا من أجل الصحفيين المحبوسين
عامان قضاهما الكاتب الصحفي يحيى قلاش نقيبا للصحفيين المصريين، قبل أن يقرر خوض معركة انتخابات التجديد النصفي، التي تحين في الثالث من مارس المقبل، مرشحا على مقعد النقيب مرة أخرى.
قلاش وصف في حوار مع "مصر العربية" أجواء الانتخابات بغير العادية، حيث تأتي بعد أيام من قرار محكمة جنح مستأنف قصر النيل بمد أجل الحكم في القضية التي يُتهم فيها مع عضوي المجلس، خالد البلشي وجمال عبد الرحيم، بـ"إيواء مطلوبين أمنيا"، إلى الخامس والعشرين من الشهر المقبل.
ونفى قلاش تواصله مع نقيب الصحفيين السابق ضياء رشوان، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، قائلا: "لن أضع النقابة في صفقات ولن أنهي عمري النقابي ببيع النقابة".. وإلى نص الحوار..
ما تعليقك على قرار محكمة جنح مستأنف قصر النيل بمد أجل الحكم في قضية اتهامكم، واثنين من أعضاء المجلس، خالد البلشي وجمال عبد الرحيم، بإيواء مطلوبين أمنيا، إلى 25 مارس؟
لاتعليق على قرار المحكمة، ونحن نحترم أحكامها. المحكمة لها تقديرها، ولكن القضية استغرقت فترة طويلة سواء في الجنح أو في الجنح المستأنفة، حتى تداخلت مع الانتخابات، وهو ما لم أكن أتمناه. سنقبل الحكم أيا كان، ولكن ملابسات القضية، بما فيها مد أجل النطق بالحكم، يجعل الحكم للجمعية العمومية فيما يتعلق بمصير النقابة ومستقبلها.
كيف تنظر لما ردده البعض بشأن استغلال قضية النقابة لصالحكم في الانتخابات؟
استبعدت قضية النقابة طوال الفترة الماضية، ولم أعتبرها عنوانا انتخابيا، والبعض يتصور أننا نستغل وجودنا في النقابة كحماية استثنائية لنا، ولكن كل يوم يمر نتأكد أن القضية مفروضة علينا في الانتخابات بطريقة أو بأخرى، بدءا من مرور شهر ونصف للنطق بالحكم إلى مد الأجل.
كيف ترى أجواء الانتخابات الحالية؟
هذه ليست انتخابات عادية، فهي محاطة بملابسات معينة لايمكن تجريدها منها وأي شخص يفعل غير ذلك؛ يخلط الأوراق ببعضها، ويجب أن نعرف العنوان الحقيقي لهذه الانتخابات في ظل ما مرت به النقابة حتى لانتصرف بطريقة خاطئة.
أما الكلام الذي يتردد عن عودة العصر الذهبي للنقابة، ومسألة الكرامة وعدم وجود خدمات، ودغدغة مشاعر الشباب في مسألة الصحف التي تغلق وعلاقات العمل وإنقاذ المهنة من الانهيار، فجميعها تتحول لشعارات بلا مضمون لغياب العنوان الأساسي للانتخابات، فهذه، كما قلت، انتخابات مصيرية ستجيب عما سيحدث للنقابة والمهنة خلال الفترة المقبلة.
وما حقيقة ما يثار عن وجود انقسام داخل مجلس النقابة حاليا؟
فارق كبير بين التنوع والانقسام. والجمعية العمومية هي من تختار أعضاءها بتركيبتهم المتنوعة، وهذا التباين يعد مكسبا للصحفيين، وثلاثة أرباع أداء مجلس النقابة ليس محل خلاف.
والذين حاولوا الترويج بأن هناك انقسام لم ينجحوا في ذلك، واختلاف الرؤى بين أعضاء المجلس أمر طبيعي، لأن التركيبة مختلفة، وتشمل مؤسسات صحفية مختلفة وأعمار متفاوتة، وكل عضو لديه أفكاره.
هل تواصلت مع نقيب الصحفيين السابق ضياء رشوان لبحث حل سياسي لقضية النقابة كما ذكر في حوار مع إحدى الصحف؟
لم أتواصل مع ضياء رشوان، ولم أتواصل مع أي وسطاء ذكرهم في حواره سواء علاء العطار أو ياسر رزق، فهذه قضية منظورة أمام القضاء ولايمكن البحث فيها عن حل سياسي، لأن هذا الكلام فيه نوع من الإهانة لشخصي ولصورة القضاء، وليس من طبيعتي أن أجعل النقابة محل صفقة، ولم أدخل يوما في صفقات على حساب النقابة. علاقتي بالنقابة مجردة ولا يمكن في نهاية عمري النقابي أن أبيع النقابة لأنجو بنفسي.
رحبت بترشح الزميل ضياء رشوان لمنصب النقيب في الانتخابات، وعندما اعتذر احترمت قراره، وفيما عدا ذلك، لم يحدث أي اتصال بيننا، بشكل مباشر أو غير مباشر.
اتهمك منافسك على منصب النقيب الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة بالاقتباس من برنامجه الانتخابي.. فبم ترد على ذلك؟
كلام ساذج وقضايا الصحفيين معروفة، والمسألة ليست مسألة برامج، فقد قدمت برنامجا عمليا خلال عامين حققت فيه بعض النقاط من زيادة المعاشات ورفع قيمة القروض الممنوحة للصحفيين، وأخرى لم أتطرق إليها ولكن حققتها منها البدء في إنشاء ناد اجتماعي وثقافي للصحفيين، ومعهد تدريب ونادي بحري بالإسكندرية.
حدثنا عن أبرز ملامح برنامجك الانتخابي؟
استكمال مابدأته خلال العامين الماضيين، وافتتاح النادي البحري بالإسكندرية، ومعهد التدريب والنادي الاجتماعي بمبنى النقابة، وعقد مؤتمر عام أشبه بالجمعية العمومية لبحث قضية الأجور، فضلا عن تخصيص صندوق بطالة قيمته 2 مليون جنيه.
وما الآلية التي سيعمل وفقها صندوق البطالة في النقابة؟
سيتم وضع لائحة تنفيذية لتحديد قواعد عمل الصندوق وآلية الاستفادة، وسيتم مناقشة كل ذلك مع المجلس القادم، وهناك أفكار اقترحها بعض الصحفيين بدفع 10 جنيهات أثناء دفع رسوم الاشتراك بالنقابة وتخصص لصندوق البطالة.
يقول البعض إن فوزك بمنصب النقيب يعني استمرار حالة الصدام بين النقابة والنظام.. بم تعلق على ذلك؟
النقابة ليست في حالة عداء مع الدولة، ومجلس النقابة الحالي استطاع تحقيق أكبر ميزانية في تاريخ النقابة من خلال الحصول على 65 مليون جنيه دعما من الدولة، وهذا أكبر دعم حصل عليه النقيب من الدولة، فضلا عن توفير 4 الآف شقق ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعي للصحفيين.
وبالإضافة إلى ذلك، النقابة نظمت اليوبيل الماسي برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وحضره عدد من الوزراء وقتها، فضلا عن تواصل النقابة مع رئاسة الوزراء بعد تشكيل لجنة تضم وزارة المالية والمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين لتنفيذ الأحكام الصادرة بحق عدد من الزملاء والمتعلقة بصرف بدل التدريب والتكنولوجيا ووزارة المالية تسعى لتدبير الأموال اللازمة لهم.
والنقابة أرسلت مؤخرا خطابا إلى رئيس الوزراء لتنفيذ تلك الأحكام في ضوء التقرير الذي أعدته اللجنة بشأن زيادة البدل سنويا بقيمة معدلات التضخم، لأن البدل حق مكتسب لكافة الصحفيين. البدل حدوتة تثار في كل انتخابات لإغلاق باب الحديث عن قضية الأجور، ولكن الأهم هنا هو معالجة أزمة الأجور.
كانت هناك لائحة أجور كدنا أن ننتهي منها، ولكن جاء مجلس جديد وأغلق الملف وقرر زيادة البدل عام 2007، والدولة أكبر من أنها تكون ضد شخص. قد تختلف مع جهاز داخل الدولة ولكن لايمكن الاختلاف مع الدولة نفسها.
وماذا عن الكلام بشأن "اختطاف النقابة من جانب شلة" كما يقول البعض؟
هذا كلام غير حقيقي ولا يوجد أي دليل عليه، وهذا الكلام هدفه خلط الأوراق وخلق الحيرة والتردد بين الصحفيين، وبالأخص الشباب.
ما موقفك من الصحفيين المحبوسين؟
أرفض حبس أي صحفي في قضايا نشر أو رأي ، ويجب الفصل بين قضايا الرأي و القضايا ذات الطابع الجنائي. النقابة تقدم كل ما تستطيع في ملف الصحفيين المحبوسين، وسبق أن قدمت مرتين، للرئاسة، كشفا بأسماء الصحفيين المحبوسين للإفراج عنهم نظرا لكون شروط العفو تنطبق عليهم .
وعقب تشكيل لجنة للعفو الرئاسي بعد مؤتمر الشباب، أرسلت النقابة قائمة أخرى لها، وناقشت مع أعضاء اللجنة أوضاع الزملاء المحبوسين خاصة أن هناك البعض لم يمارسوا أي عنف، ولابد من إعادة النظر في أوضاعهم.
كيف واجهت النقابة أزمات الفصل التعسفي؟
من خلال اعتماد عقد عمل موحد وتفعيله، الأمر الذي جعل النقابة طرفا ثالثا فيه ولا يعتد بأي تغيير إلا في حضور ممثلي النقابة، واتفقت النقابة مع وزارة التضامن الاجتماعي على عدم فصل أي صحفي عضو نقابة إلا بعد اعتماد استمارة 6 لإنهاء الخدمةوختمها بختم النقابة، وتم إبلاغ مكاتب التأمينات.
ماذا حقق مجلس النقابة خلال العامين الماضيين؟
قدمنا موازنة استثنائية للنقابة، وربما نُظلم لأن البعض يحاول إدخال قضية النقابة للفت الانتباه وتشويش ماحققه المجلس الحالي من زيادة الميزانية والمعاشات وغيرها، فالمجلس الحالي استطاع زيادة نسبة القروض 10 أضعاف، بعد رفع قيمة القرض لـ 5 آلاف جنيه واستحداث قرض زواج بقيمة 10 آلاف جنيه.
النقابة حققت فائضا قدره نحو 40 مليون جنيه، واستطاعت رد أكثر من 13 مليون جنيه من أقساط الأراضي لوزارة الإسكان خلال عامين، فضلا عن زيادة المعاشات لـ 1150 جنيها، وتحقيق فائض للعام المقبل بلغ 2 مليون و700 ألف بعد أن بلغ العجز في ميزانية المعاشات أكثر من 4 ملايين جنيه.
وحققت النقابة أكبر ميزانية قدرها 62 مليون جنيه تم تحصيلها من خلال زيادة الدعم الحكومي ودعم المجلس الأعلى للصحافة وكذلك ارتفاع نسبة تحصيل 1% إعلانات مستحقة للنقابة لدى المؤسسات حيث تم تحصيل أكثر من 4 ملايين جنيه خلال العامين الأخيرين مقابل 70 ألف جنيه كانت نسبة التحصيل قبلها، بخلاف مليون جنيه أخرى قيد التحصيل بشيكات مستحقة الدفع خلال عام 2017.
ووصل معدل القروض التي تم صرفها خلال العام الماضي فقط إلى أكثر من 2.4 مليون جنيه، بخلاف ارتفاع قيمة الإعانات العلاجية التي تم صرفها لـأكثر من 230 ألف جنيه مقابل 17 ألف و900 جنيه قبل عامين.
بالحديث عن فائض الميزانية.. بعض الصحفيين يتسائلون لماذا لم تقم النقابة باستغلالها في المشاكل التي تواجه النقابة بمختلف المجالات؟
لانستطيع أن نفعل ذلك لأننا نتعامل مع النقابة كمؤسسة. احتياجات النقابة متجددة ويجب أن نوفر لها احتياجاتها للأعوام المقبلة لدعم المعاشات وزيادته مرة أخرى، ومشروع العلاج يحتاج لدعم بشكل مستمر يقدر بثمانية مليون جنيه، إضافة إلى أن النقابة بصدد إنشاء النادي البحري بالإسكندرية. التقيت محافظ الإسكندرية مع عدد من أعضاء مجلس النقابة، من أجل اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنشاء النادي البحري للصحفيين.