حقوقيون: استهداف أقباط سيناء جرس إنذار.. والدولة لم تقدم حلولاً
استقبلت الكنيسة الإنجيلية باﻹسماعيلية، عشرات اﻷسر المسيحية النازحة من محافظة شمال سيناء، السبت الماضي، بعد قتل عناصر مسلحة تابعة لتنظيم "داعش" لنحو 7 مواطنين من اﻷقباط في مدينة العريش.
واعتبر حقوقيون، ما حدث في سيناء تهجير للأقباط من منازلهم، مؤكدين على ضرورة توفير الحماية لهم ووقف الانتهاكات التي يتعرضون لها بإعادتهم وتأمينهم مرة أخرى ووضع استراتيجية لمواجهة الإرهاب.
غياب الدولة
إسحق إبراهيم، مسئول ملف حرية الدين بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، قال إن هناك عدداً من الأسر مازالوا في سيناء لكن لا يمكن حصرهم، ويتخوفون من الخروج من العريش لعدم وجود مكان آخر يذهبون إليه، مشيرا إلى أنهم معرضون للاستهداف.
وأضاف إبراهيم لـ"مصر العربية"، أن الاستهداف لم يكن بشكل انتقائي، منتقدًا دور الدولة في تلك الأزمة، خاصة وأن المساعدات المقدمة لهم من قبل الكنيسة والأفراد، ولكن الدولة لم تقدم حلولاً دائمة حتى الآن. بحد قوله.
وأشار إلى أن الدولة لم تتحدث حتى الآن عن توفير مساكن بديلة لهم أو إعادتهم مرة أخرى مع توفير التأمين اللازم لهم لعدم تكرار ما حدث، منوهًا أن فقدان الأفراد للثقة في الدولة لتوفير الحماية لهم لن يكون عاملاً في رغبتهم بالعودة.
جرس إنذار
وأكد حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن الدولة عليها مسئولية حماية المواطنين المصريين ضد كافة الانتهاكات التي تقوم بها الجماعات المسلحة في شمال سيناء، مشدداً على ضرورة إنهاء عمليات النقل العشوائي والتهجير واستهداف المواطنين مسلمين وأقباط والعمل على وضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب.
وأعرب أبو سعدة في تصريحات لـ "مصر العربية"، عن قلقه إزاء عملية التهجير القسري لعدد من الأسر القبطية من شمال سيناء، مؤكداً أنه انتهاك جسيم لحقوق وحريات المواطنين.
وأشار رئيس المنظمة المصرية، إلى أن التهجير يعد جريمة ضد الإنسانية، مطالباً بسرعة إعادة الأقباط لديارهم مع توفير الحماية الأمنية الكاملة لهم، موضحًا أن ما حدث جرس إنذار للجرائم العنصرية أو التي تقوم على أساس الدين.
استراتيجية متكاملة
ومن جانبها، أعلنت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، عن إدانتها استهداف مجموعات على أساس الهوية الدينية.
وأكدت المؤسسة، في بيانها، أن الإرهاب يثبت كل يوم أنه التحدي الأكبر والأهم لتحقيق الاحترام الواجب لحقوق الإنسان، نوهت إلى أن المنظومة الدولية مازالت عاجزة عن اتخاذ موقف موحد وقوي لمواجهة الإرهاب، وتبني استراتيجيات متكاملة لتجفيف منابعه السياسية والفكرية والتمويلية.
وقررت عشرات الأسر المسيحية في العريش، النزوح الجماعي إلى محافظات أخرى بينها الإسماعيلية، هربا من التهديدات الإرهابية المتكررة التي يتعرضون لها.