في حوار لـ مصر العربية..

رفعت السعيد: كاريزما السيسي سر شعبيته.. ولا يوجد منافس للرئيس

كتب: عبد الغنى دياب

فى: أخبار مصر

19:57 31 مارس 2017

أرجع رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري بحزب التجمع، الانشقاقات التي ضربت اﻷحزاب مؤخرا، إلى قلة الخبرة، وافتقاد القائمين عليها للحنكة التنظيمية، إضافة إلى أن بعض مؤسسي هذه الأحزاب أداروها بمنطق المؤسسات الاستشمارية والشركات، واشتروا نوابا لكي يحصلوا على مقاعد في البرلمان، وتناسوا أن من يشتروه اليوم بالمال قابل ﻷن يبيعهم هو بمبلغ أكبر.

 

وأضاف السعيد، في حوار لـ" مصر العربية"، أن القوى السياسية لم ولن يظهر لديهم أي منافس حقيقي قادر على الوقوف في وجه الرئيس.

 

اﻷزمة الاقتصادية سببها ضعف رئيس الحكومة

التسعيرة الجبرية الحل لحماية المواطنين من جشع التجار

أزمة الخبز اﻷخيرة أفتعلها أصحاب المخابز الفاسدين

أعضاء الحزب الوطني المنحل ليسوا جميعا فاسدين

القوى السياسية غير  قادرة على منافسة السيسي بالانتخابات الرئاسية المقبلة

القائمون على تجديد الخطاب الديني لا يعرفون معناه

 

 

وإلى نص الحوار

 

 

برأيك هل برامج الحماية الاجتماعية التي أقرتها الحكومة على مدار الشهور الماضية كافية لمواجهة الأزمة الاقتصادية؟
 

الحماية الاجتماعية هدفها تقليل مخاطر الفقر، وأضراره على المواطنين لكنها لا تحميهم منه، فهي تواجه مثلا مشكلة العشوائيات والأماكن الخطرة التي يعيش فيها الناس كمنشية ناصر والدويقة، الحماية الاجتماعية بنقلهم لسكن يحيمهم، دون توفير فرص عمل أو تأمين صحي، وهذا المصطلح مستورد فرضه صندوق النقد الدولي، بدلا من العدالة الاجتماعية الذي يعني إعادة توزيع الدخل القومي بصورة تضمن على الأقل حد أدنى للحياة الكريمة للمواطنين.
 

هل هذا يعني رفضك لهذه البرامج؟

 

هي جيدة في حد ذاتها، لكنها ناقصة ولا تضمن للناس الحياة الكريمة، والحكومة تحاول تجميل المشهد بحصر مثل هذه المبادرات في مكان واحد.
 

كيف ذلك؟

خير مثال حي اﻷسمرات الذي طورته الحكومة، ونقلت إليه بعض متضرري منطقة الزلازل القريبة من المقطم، ووزع المحافظ شنط مدرسية على اﻷطفال هناك، وتدخلت بعض المنظمات المدنية لمساعدتهم، وتوفير بعض الأجهزة المنزلية وغيرها، لكنها في الوقت ذاته لم تحل المشكلات الاجتماعية لسكانه من خلال توفير فرص عمل وتأمين صحي.
 

كيف ترى التوقعات التي تشير لتفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع نسبة التضخم؟
 

هذا يتوقف على الإجراءات التي ستتخذها الحكومة مستقبلا، وهذا اﻷمر ناتج عن ضعف رئيس الحكومة وبعض الوزراء، فأنا لا أعرف ما السبب عدم خروج المسئولين على الناس وتعريفهم بحقيقة اﻷوضاع.

 

وما الحل من وجهة نظرك؟
 

لابد من تطبيق نظام التسعيرة الجبرية، خاصة أن مصر عرفته منذ الأربعينات، وكان ناجحا، لكن اﻷزمة هي أن رئيس الغرفة التجارية يراه لايصلح، وأصبح هو الآمر الناهي في البلاد، رغم أنه لا يمثل إلا حفنة صغيرة من كبار التجار، وهو لايمثل صغار البقالين، فهم ينضمون إليها جبرا حتى يحصلون على التراخيص.
 

وهذه التسعيرة يمكن استخدامها لحماية المواطنين من افتراس بعض التجار لهم، وبرأيي فإن وزير التموين بدأ يتخذ بعض الاجراءات الشجاعة، التي تحل مشكلة الخبز، بإلغاء الكارت الذهبي، واقتراحه وضع اﻷسعار على السلع، حتى يضمن عدم التلاعب فيها وهذه الخطوة قد تضبط السوق.

 

لكن البعض يشبهون أزمة الخبز الأخيرة بانتفاضة يناير 1977.
 

غير صحيح، ولكنها محاولة لمجموعة من أصحاب المخابز الفاسدين لإثارة الفتنة بتحريض الناس على التذمر، عقب إلغاء وزير التموين لحصتهم من الكروت الذكية التي منحها لهم وزراء سابقون، وكانوا يسرقون من خلالها أموال الشعب، ووقتها حاول البعض إثارة الناس بعبارات مثل"خلو السيسي ينفعكوا اهو جبلكم وزير فلول"لكن مع شرح الأوضاع للناس عرفوا أن القرار في صالحهم.

 

بخصوص حديثك عن الفلول هناك انتقادات كثيرة لعودة بعض رموز الحزب الوطني لمناصب تنفيذية.
 

مرددو هذه العبارات هم الفلول، فالحزب الوطني كان به حوالي 6 ملايين مصري، بينهم فاسدين ومنافقين، لكن هناك منهم من دخل الحزب ﻷجل مصلحة شخصية، أو الحصول على حقهه الذي لن يأتي إلا بهذه الطريقة، مما يعني أن كل المنضمين للحزب ليسوا فاسدين.

 

برأيك هل ستؤثر الأزمة الاقتصادية الحالية على الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

 

السيسي لديه كاريزما، وخلفه مؤسسة قوية تدعمه وهي الجيش، من خلال تدخلها ﻹنجاز مشروعاته وهو يقدمها على أنها جزء من برنامجه، كما أن المواطنين من أيام الفراعنة يعتبرون الحاكم هو المسؤول الأول عن الأوضاع؛ لذلك فاﻷداء الحكومي تسبب في تراجع نسبة تأييد الرئيس، لكن ذلك لن يضره، فرغم الغضب من اﻷداء الحكومي مازالت الجماهير تسانده .

 

وهل القوى السياسية جاهزة لمنافسة السيسي؟
 

القوى السياسية لم ولن يظهر لديهم أي منافس حقيقي قادر على الوقوف في وجه الرئيس.
 

كيف تقيم أداء مجلس النواب؟
 

الدراسات السياسية تقول إن أغلب البرلمانات بعد الثورات تتشكل من80% من الأعضاء السابقين، لكن هذا لم يحدث بالبرلمان الحالي، بسبب وجود فاصل في النصف، وهو مجلس الإخوان، الذي لم يستمر بعد رحيل الجماعة منه سوى حزب النور فقط، كما أن هناك بعض النواب يعتقدون أنه لا أحد يستطيع الاقتراب منهم، مثل النائبة التي دخلت قسم شرطة بمدينة نصر قبل شهور وتعدت على الضباط، بسبب توقيف ابن شقيتها لمخالفة ارتكبها.
 

وماذا عن رئيس البرلمان؟
 

هو أستاذ قانون دستوري لكنه لا يملك خبرة إدارة مجلس نواب في بلد مثل مصر، بالتعقيدات السياسية والاقتصادية والضعف العام الموجود في البنية البرلمانية والسياسية عموما، لكن الأداء سيتحسن مع الأيام، وهؤلاء النواب كانوا في احتياج لمدرسة أو حاضنة تؤهلهم لممارسة العملية البرلمانية.


 

البعض اقترح إنشاء معهد للدراسات البرلمانية لتأهيل الأعضاء؟


هذا ليس حلا، فالحاضنة المقصود منها أن يكونوا تابعين لمؤسسات سياسية، وجهات ينتمي لها هؤلاء النواب، تجلس معهم لتفرز أفكار ومواقف، فيتكون النائب تدريجيا، لكن مثلا دعم مصر، منذ اليوم الأول لهم وهم يعتقدون أن مهمتهم الأولى هي السيطرة على البرلمان، والاستحواذ على المناصب في اللجان النوعية، في ظل عدم امتلاك قياداته للخبرة.

 

دعنا ننتقل للوضع في سيناء..كيف ترى التطورات الأخيرة هناك بتهجير بعض الأسر المسيحية؟

 

الوضع بشمال سيناء صعب جدا، والمواجهات استنزفت الكثير من الدماء، من الجيش والشرطة والمدنيين، ولا يمكن أن نوجه اللوم ﻷفراد اﻷمن؛ ﻷنهم رغم ما يتعرضون له هناك مستمرون في المواجهة ومصرون على اقتلاع جذور التنظيمات الظلامية.
 

كما أن الوضع الجغرافي بالمنطقة يفرض نفسه فسيناء على الحدود مع عدوين إسرائيل، وحماس، وأيضا إتساع الساحل على البحر الأحمر والمتوسط، جعل المواجهة صعبة.
 

ومن قراءتنا لما حدث في مناطق مشابهة فإن تنظيم داعش الإرهابي اعتاد على تهجير المخالفين له في العقيدة، من المناطق التي تدخلها أو تحتلها وحدث ذلك في الموصل بالعراق، وفي مدن سورية بتهجير المسيحيين والإيزيديين، والشيعية وغيرهم من الطوائف، فإرهابيوا الموصل هم نفسم إرهابيو جبل الحلال.

 

وكيف تابعت إجراءات استقبال الأسر التي وصلت للعريش؟

 

الحكومة وقعت في بعض اﻷخطاء لكنها تدراكتها بسرعة، فيما تظل بعض الإجراءات الإدارية الصعبة مثل توفير مدارس بديلة لطلاب الثانوية العامة القادمين من العريش.
 

الحديث مفتوح عن تجديد الخطاب الديني منذ سنوات برأيك لماذا لم ينجز أي شيء في هذا الملف؟

 

ﻷن القائمين على اﻷمور لا يعرفون معنى كلمة تجديد الخطاب الديني، و أرى ضرورة تطوير الفقة الديني، فمثلا موضوع الطلاق الشفوي تجدهم يتكلمون فيه من خلال رأي الأئمة وإجماعهم على أمر ما، دون أن يسألوا أنفسهم ماهي سلطة الإمام أبوحنيفة علينا اﻵن؟
 

فالرجل اجتهد وأقر أحكاما تناسب زمانه، فما الذي يجبرنا على الالتزام بها مدام هناك أناس قادرون على تجديد ذلك دون الخروج على الثوابت، وإخراج ما يخدم الناس وترك ما لا يفيدهم.
 

كذلك باقي الأئمة كالبخاري وابن حنبل وغيرهما كل منهم يأخذ منه ويرد عليه، حتى أن البخاري نفسه أخرج 600 ألف حديث اختار منها 7593 حديثًا فقط استقر علمه عليها، وهذا يجعلنا نطالب بإعمال العقل فإذا كان النص الفقهي أو الحديث يخالف ما جرى عليه العرف وما يرفضه العقل، ويثبته العلم، والطب أسقطناه.

 

مؤخرا ضربت الانشقاقات غالبية الأحزاب السياسية لاسيما الجديدة منها ، ما سبب ذلك؟ 
 

هذا راجع لقلة الخبرة، وافتقادهم للحنكة التنظيمية، كما أن بعض مؤسسي هذه الأحزاب أداروها بمنطق المؤسسات الاستشمارية والشركات، واشتروا نوابا لكي يحصلوا على مقاعد في البرلمان، وتناسوا أن من يشتروه اليوم بالمال قابل ﻷن يبيعهم هو بمبلغ أكبر.

 

لكن أحزاب اليسار لم تسلم من هذا التراجع؟
 

وما العيب في ذلك، فليس كل من قال عن نفسه إنه اشتراكي يصبح يساري فمثلا حركة كالاشتراكيين الثوريين لا يمكن أبدا وصفها باليسارية، ﻷنه لا يوجد في العالم يساري يقبل بالتحالف مع جماعة إرهابية كالإخوان المسلمين.

 

قبل أيام طرحت مبادرة للتصالح مع الإخوان قدمها مكرم محمد أحمد كيف تراها؟
 

أعتقد أن مقصوده فهم خطأ فنقيب الصحفيين الأسبق يعلم هذا الملف جيدا، وكان شاهدا على مراجعات الجماعة الإسلامية في السابق، ورغم أنهم أقسموا أمامه على التخلى عن العنف، حنثوا يمينهم بعد ذلك ويحاربوننا الآن في سرت الليبية، وشمال سيناء.
 

وبرأي لا يمكن ﻷي شخص وطني أن يطالب بالتصالح مع الإخوان المسلمين، وأجزم أن مكرم محمد أحمد لم يكن يقصد ذلك، وأتعجب ممن يطالبون مثلا بإخراج  شباب الإسلاميين من السجون، ثم يرجعون يطالبون بإخراج كبار السن، إذن من يبقى بالسجن ويتحمل الدماء التي سقطت.

 

اعلان