«ريجيني» يفرض نفسه على زيارة بابا الفاتيكان للقاهرة
(لاتنس الحديث عن جوليو ريجيني).. أولى الرسائل التي يحملها البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، من موطنه، إلى القاهرة، خلال زيارة مرتقبة يومي 28، و29 أبريل الجاري.
جاءت الرسالة في سياق بيان عن أسرة "جوليو ريجيني" –الباحث الإيطالي الذي عثر على جثته في 2 فبراير من العام الماضي، على طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي، عقب اختفائه في 25 يناير من نفس العام-، كمناشدة لبابا الفاتيكان، حسبما قالت باولا ريجيني، والدة جوليو: إن البابا لن يكون بمقدوره إلا أن يتذكر جوليو خلال هذه الرحلة، مؤكدة أن أسرته لن تتخلى عن مطلبها الثابت في معرفة الحقيقة".
وأصدرت الكنيسة الكاثوليكية بيانًا رسميًا، الأسبوع الماضي، أعلنت خلاله عن زيارة البابا فرنسيس الثاني للقاهرة، بناءً على دعوة رسمية من مؤسسة الرئاسة، واصفة زيارته بـ"التاريخية"، في إطار استعداداتها لاستقباله.
بحسب تفاصيل الزيارة التي أعلنتها إذاعة الفاتيكان-قبل يومين-، فإن البابا فرنسيس الثاني، يلتقي فور وصوله الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن بعده فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بينما يتضمن اليوم الثاني للزيارة، قداسًا بالصالة المغطاة بـاستاد القاهرة، ولقاء مع آباء، رهبان، وراهبات الكنيسة الكاثوليكية، قبيل ساعات قليلة من مغادرته.
وتشير التفاصيل إلى استبعاد طرح قضية "جوليو ريجيني" في خطاب عام، سواء بالقداس، أو خلال كلمته عقب لقاء البابا تواضروس الثاني بالمقر البابوي.
يأتي ذلك بحسب خبراء لسببين أولهما، حكمة البابا فرنسيس الأول، عطفًا على حساسية القضية بالنسبة للرأي العام في الدولتين.
فيما لا يعد مستبعدًا، طرح القضية خلال لقاء البابا، والرئيس، على نحو استفسار عن مسارها، وما سيحمله "فرنسيس الثاني"، للأسرة لدى عودته إلى الفاتيكان، -حسب تصريحات القس إكرام لمعي-رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية.
وقال: إن أسرة "ريجيني" وهي تبعث برسالتها لـ"فرنسيس الأول"، وضعت في اعتبارها "مكانته الروحية"، كأعلى سلطة دينية في العالم، بعيدًا عن لغة الضغط السياسي.
وأضاف -لمعي-في تصريح لـ"مصر العربية"، أن حديثه مع "السيسي"، خلال لقائهما بقصر الاتحادية، مساء الثامن والعشرين من إبريل الجاري، سيتطرق إلى القضية، لافتًا إلى أن الرئيس سيشرح له أبعادها-كما هو متوقع-تقديرًا لمكانته، دون إملاءات، أملًا في عودته برسالة طمأنينة للرأي العام الإيطالي.
إلى ذلك قال الأنبا يوحنا قلتة، النائب البطريركي للكنيسة الكاثوليكية، إن بابا الفاتيكان يرفض بشكل قاطع التدخل في الشأن الداخلي للدول، لكنه على الأرجح لن يتجاهل رسالة أسرة "ريجيني".
وأضاف لـ"مصر العربية"، أن البابا فرنسيس سيثير القضية في حوار جانبي، نافيًا طرحها في نقاش عام، أو كلمة قداس، واستطرد قائلًا: ( شاركت ضمن وفد مدني، في الدفاع عن موقف مصر بالعاصمة الإيطالية روما، عقب إثارة قضية "ريجيني"، والعالم كله يعرف أن مصر ليس بلدًا للعنف، وإنما هناك ظروف، وملابسات وراء القضية".
وأشار قلتة، إلى أن السفير الإيطالي الجديد (جامباولو كانتيني)، لم يصل القاهرة لاستلام عمله، حتى الآن، على خلفية أزمة "ريجيني"، مرجحًا أن رسالة تطمين قد يحملها بابا الفاتيكان، بعد عودته، قادرة على إذابة الجليد بين البلدين.
يشار إلى أن البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، سيزور القاهرة، يومي (28، و29 إبريل الجاري)، على خلفية دعوة رسمية من مؤسسة الرئاسة، وهو ما دعا أسرة الباحث الإيطالي (جوليو ريجيني)، لتضمين بيانها رسالة له، بشأن الحديث عن قضيتها، إبان تواجده بالقاهرة.
وكان "ريجيني" طالب الدكتوراه في جامعة كامبريدج، تواجد بالقاهرة منذ سبتمبر 2015، لإعداد أطروحته للدكتوراه حول الاقتصاد المصري، واختفى مساء 25 يناير من العام الماضي ، قبل أن يعثر على جثته على طريق القاهرة- الإسكندرية وعليها آثار تعذيب، في 3 فبراير من العام الماضي، وفق بيان للسفارة الإيطالية بالقاهرة، آنذاك.