بمشاركة السيسي والملك عبدالله..
قمة «يوليو» في البيت الأبيض.. هل تحرك المياه الراكدة في الأزمة الفلسطينية؟
تطورات سريعة تشهدها القضية الفلسطينية منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بلورتها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأولى إلى واشنطن، وسبقتها زيارة للملك عبد الله ملك الأردن، وزامنها عقد اجتماع الجامعة العربية، ولقاء السيسي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
هذه التحركات على المستويات الداخلية لمصر والخارجية من جانب الدول الأخرى كالأردن والولايات المتحدة توحي بأن شيئا ما يلوح في الأفق فيما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية، ووفقا لأحد المصادر الدبلوماسية في حديثه لجريدة مصرية يجري حاليًا الترتيب لعقد قمة خماسية تجمع السيسي ونتنياهو وترامب والملك عبد الله ومحمود عباس أبو مازن في يوليو المقبل داخل البيت الأبيض.
عدد من الخبراء في العلاقات الدولية والشأن الإسرائيلي، أكدوا أن هذه القمة تعد هي الأولى التي تجمع بين 5 دول عربية وأجنبية على مستوى الرؤساء، متوقعين أن ينتج عنها قرارات محددة تشكل مصير الأزمة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي لكن يبقى التساؤل، ما هي آلية التنفيذ؟.
من جانبه قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن هذه القمة تعد سابقة من نوعها في جمعها رؤساء 5 دول، لافتا إلى أنه حدث تجمعا مماثلا عام 1994 لكنه كان على مستوى وزراء الخارجية ونتج عنه بعض التقدم في العلاقات.
وأضاف بيومي لـ"مصر العربية" أن التجمع السابق كان في طابا تحت رعاية مصرية أردنية أمريكية، جعل الفلسطينيين يشيرون بأنهم ليسوا وحدهم في نضالهم ضد إسرائيل، متوقعا أن تحرك القمة المقبلة المياه الراكدة في الأزمة.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن محور القمة سيدور حول مسألة حل الدولتين فلا يوجد اقتراحا آخر أفضل منه، وفلسطين من قبل أعلنت عدم ممانعتها للعيش في دولة واحدة لكن عقلاء إسرائيل رفضوا هذا الأمر لأنهم سيكونون أقلية فيها، وأن حل الدولة الواحدة ليس في صالحهم سوى من خلال تهويد هذه الدولة وهو ما لم يقبله الفلسطينيون.
وتوقع الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة أن تشهد الأزمة الفلسطينية انفراجة في الفترة المقبلة خاصة في ظل التطورات الأخيرة والجهود التي تقوم بها مصر بهذا الشأن وهو ما كشفته الأحداث الأخيرة ومنها استقبال ترامب للرئيس عبد الفتاح السيسي وقبل الملك عبد الله ملك الأردن.
ورفض حسين خلال حديثه لـ"مصر العربية" الحديث حول النتائج المتوقعة من هذه القمة حتى تتضح البنود التي سيتم الاتفاق عليها خلالها وبناء عليه يمكن تقييم نتائجها والقرارات الناتجة عنها حال خروجها بقرارات واضحة ومحددة.
الدكتور خالد سعيد الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي توقع أن ينتج عن القمة الخماسية المرتقبة تغيير في مسار الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.
وأوضح سعيد لـ"مصر العربية" أن المبادرة العربية للسلام ستكون حاضرة بقوة على مائدة مفاوضات هذه القمة الخماسية، منوها إلى أن هذه القمة مهمة للغاية إذ تجمع 5 دول من بينها طرفي الأزمة فلسطين وإسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة ومصر والأردن.
وتابع الباحث في الشأن الإسرائيلي: أتوقع أن ينتج عن هذه القمة قرارا لكن الأهم ليس صدور القرار بل آلية تنفيذه وتطبيقه فالكثير من اللقاءات والاجتماعات عقدت من قبل في مصر والأردن لكن دون جدوى.
وأشار إلى وجود أزمة كبيرة تتعلق بملف اللاجئين الفلسطينيين والتي لن تسمح إسرائيل بعودتهم مرة أخرى لأنهم سيشكلون تهديدا لها إلى جانب عرب إسرائيل من اليهود الذين سيخرجون منها في حالة التوصل إلى حل الدولتين.