الأناضول: فيديو "قنص" لداعش يوحد المصريين دعما للجيش
وحّد مقطع فيديو، منسوب لتنظيم داعش الإرهابي في سيناء، المؤيدين والمعارضين للسلطات الحالية في إبداء الدعم للجيش، أمام ما تضمنه من مشاهد تظهر استهداف التنظيم لعناصر من الجيش عبر القنص.
وتداولت حسابات محسوبة على التنظيم الإرهابي، بمنصات التواصل الاجتماعي، مقطعًا مصورًا، مدته 17 دقيقة و15 ثانية، بعنوان "صاعقة القلوب" يظهر عمليات "قنص" لعناصر من الجيش المصري في مناطق مختلفة قيل إنها بسيناء.
وأظهر المقطع المصور، الذي تم تنفيذه بتقنيات عالية في الصوت والصورة، عدداً من جنود الجيش، بعضهم يرتدي الزي العسكري، وآخرين يرتدون سترات صدر بيضاء وملونة بجانب مدرعات عسكرية وفي أماكن مخصصة للمراقبة بمناطق صحراوية غير آهلة بالسكان، لحظة قنصهم من عناصر "داعش".
وأثار المقطع، الذي لاقى صدى واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، استياء مؤيدي ومعارضي السلطات، من عمليات وصفوها بـ"الجبانة والخسيسة".
وطالب رواد منصات التواصل الاجتماعي بتطوير وتحديث تسليح الجيش لمجابهة الأسلحة المتطورة لدى العناصر الإرهابية خاصة أنه ليس المقطع الأول من نوعه للتنظيم، في حين أبدوا ملاحظات بشأن ضعف قدرة العناصر الإرهابية على "التصويب" رغم تطور أسلحتهم، في إشارة أن أغلب الإصابات لم تكن بأماكن قاتلة.
واعتبر الصحفي المعني بالشأن العلمي بصحيفة "المصري اليوم"، محمد منصور، أن "دقة الإصابات مقارنة بالمعدات المتطورة التي في يد داعش ضعيفة للغاية".
وأضاف منصور، على حسابه بموقع "فيسبوك"، أن معظم الإصابات في الذراع وفي الجانب الأيمن من الجنود والقليل أصابت الهدف، وبما أن داعش أصدر هذا الفيديو فأعتقد أنه أفضل ما لديه".
وأشار إلى أن "داعش يستخدم بنادق يمكن استخدامها من على بعد 1500 متر، وهو ما يكذب كلام داعش بأن القناصة انغماسيون ويخترقون الخطوط الأمامية للجيش".
فيما كتب الباحث الاقتصادي، أحمد كامل، على صفحته بـ"فيسبوك" قائلاً "قنص جندي وهو يتوضأ، الفيديو وجع قلبي.. عمل جبان وخسيس، اللهم العنهم".
بينما طالب الأكاديمي، محمد الشماع، بزيادة القدرات العسكرية للجنود في سيناء، قائلاً "يتصدون للموت ببسالة.. اللهم انتقم من داعش وأتباعه، لابد من دعم الجنود بأسلحة أكثر تحديثاً"، وذلك بحسب ما أورده على صفحته بـ"فيسبوك".
الحقوقي البارز، نجاد البرعي، علق على الفيديو قائلا: "تاريخيا لا يمكن لعصابات إرهابية أن تهزم جيشا منظما إطلاقا.. حتى في العراق انتصارهم كان وقتيا والقوات العراقية تستعد للقبض على أبو بكر البغدادي (أمير تنظيم داعش) حيا الآن".
وأضاف البرعي، على حسابه بموقع "فيسبوك"، أن "كل ما تستطيعه العصابات الإرهابية هو بعض التفجيرات هنا وهناك وأعمال خاطفة ضد القوات النظامية بغرض دعائي أكثر منه عسكري".
بينما لم يصدر عن الجيش أي تعقيب حول المقطع المصور حتى الساعة 15:00 تج.
وفي تصريحات، قال أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، اللواء المتقاعد، نصر سالم، إن الفيديو مضلل والهدف منه إظهار سيطرة التنظيم الإرهابي، لكن الجميع يعلم أن الأحوال في سيناء تغيرت عما كانت عليه خلال عامي 2014 و2015.
وأشار إلى أن "عمليات الإرهابيين تدل على ضعف وليست قوة حيث أصبح أقصى طموحهم الآن تفجير عبوة ناسفة عن بعد أو تفجير أحدهم نفسه"، متسائلا: "هل جيوش فرنسا وإنجلترا وروسيا ضعيفة ؟.. فكلها طالتها عمليات الإرهاب الغادرة مؤخراً".
قبل أن يجيب: "بالطبع لا كلها عمليات غدر، الإرهابي يختار الهدف والتوقيت والأسلوب والسلاح، فهو يملك 50% من النجاح قبل أن يبدأ".
وأوضح أنه عندما تمت المواجهة في جبل الحلال(بسيناء) كانت الغلبة للجيش واستطاع تطهير المنطقة بالكامل، لافتا إلى أن عملياتهم حاليا "إثبات ذات لكنهم في الرمق الأخير".
ومطلع الشهر الجاري، أعلن الجيش سيطرته على منطقة “جبل الحلال” بالكامل (يقع على بعد 60 كيلومتراً من مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء) كانت تستخدمه عناصر إرهابية منطلقا لشن عملياتها.
وأكد اللواء نصر سالم أنه "رغم العمليات الإرهابية إلا أن العناصر المسلحة لم تستطع السيطرة حتى على قرية أو منطقة."
وقال إن "أي دولة لا تستطيع أن تقضي على الإرهاب بنسبة 100 %"، قبل أن يستدرك: "لا يوجد إرهاب يستمر إلى ما لا نهاية".
في المقابل، قال محمود قطري، العميد المتقاعد بالشرطة والخبير الأمني، إنه لابد أن نعترف بأن هناك أخطاءً جسيمة وقصورًا شديدًا في طريقة مكافحة الإرهاب بسيناء.
وأضاف قطري، أنه لابد أن تكون الشرطة في الصفوف الأولى لمكافحة الإرهاب وليس الجيش لأن هذه هي مهمة الشرطة ويساعدها الجيش وليس العكس.
وأشار إلى أن الشرطة لها آلياتها عبر جنود ومخبرين مدنيين سريين ينتشرون في الشوارع، وهو ما يعرف بالأمن الوقائي أي مكافحة الجريمة قبل وقوعها.
كما أن هناك غيابا تاما للخطط التكتيكية في نقاط التفتيش والمواقع الشرطية فلابد من "إقامة تأمينات وحواجز على بعد يوازي مرة ونصف على الأقل قدرات أسلحة وبنادق الإرهابيين."
فيما أكد أن "أولى طرق مكافحة الإرهاب هي مفاوضات وصلح سياسي بين الدولة ومعارضيها وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين حتى تتفرغ لأعدائها الحقيقيين ولا تنشغل بأكثر من جبهة".
ونشرت حسابات تابعة لتنظيم" داعش" المقطع المصور، بعد يومين من بدء سريان حالة الطوارئ في، إثر تفجيرين طالا كنيستين بطنطا والإسكندرية أسفرا عن 45 قتيلاً ونحو 125 مصاباً.
والأحد الماضي، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة 3 أشهر، ووافقت الحكومة على القرار ودخل حيز التنفيذ، ظهر الإثنين، فيما أقره أمس البرلمان.