لهذه الأسباب استهدف «داعش» كمين «سانت كاترين»
يواصل تنظيم (داعش) ، عملياته المسلحة لاستهداف الكنائس والأديرة، وكان آخرها عملية نوعية استهدف خلالها كمينًا في محيط دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء.
ويأتي الهجوم الذي أسفر الليلة الماضية عن مقتل أمين شرطة وإصابة 4 آخرين، بعد استهداف التنظيم لكنيستي مارجرجس بالغربية ومارمرقس بالإسكندرية، في إصرار على استهداف ممنهج للمسيحيين والكنائس.
وشهدت محافظة جنوب سيناء التي تعتبر آمنة مقارنة بالأوضاع والمواجهات المسلحة في شمال سيناء، عددا قليلا من العمليات المسلحة كان أولها استهداف مبنى مديرية الأمن في 2013، واستهداف حافلتين للسياح في 2014.
وبعد مرور فترة طويلة على آخر العمليات المسلحة في جنوب سيناء، عاد تنظيم "داعش" لتوجيه نيرانه نحو جنوب سيناء من جديد لتحقيق عدة أهداف ،مستغلا القصور أمني، بحسب خبراء.
أخطاء أمنية
يرى العميد محمود قطري، الخبير الأمني،أن استهداف كمين سانت كاترين يعتبر امتدادا للخلل والقصور الأمني لجهاز الشرطة في مواجهة الإرهاب.
وأضاف قطري لـ "مصر العربية"، أن الخلل يمتد لأجهزة جمع المعلومات لرصد العناصر الإرهابية، وإحباط مخططها لتنفيذ عمليات مسلحة سواء بالهجوم على كمائن للشرطة أو استهداف الأديرة والكنائس.
وتابع أن تنظيم "داعش" يتحرك بحرية كبيرة ولذلك انتقل الإرهاب إلى منطقة جنوب سيناء، متوقعا تنفيذ عمليات أخرى خلال الفترة المقبلة، إلا إذا تمكنت أجهزة الأمن من مواجهة هذه المخططات الإرهابية.
ولفت إلى ضرورة يقظة قوات الأمن المكلفة بتأمين الكنائس والأديرة والمنشآت العامة، حتى لا تتكرر حوادث هجوم مسلح عليهم دون رد قوي ومواجهة مصدر التهديد.
وطالب بضرورة زيادة الاحتياطات الأمنية وتدريب أفراد الشرطة بشكل جيد لمواجهة العناصر الإرهابية التي تتلقى تدريبات عالية.
ضربة للسياحة
واعتبر الخبير الأمني، أن الهجوم على كمين سانت كاترين من العمليات العادية وليست نوعية مثل تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، ولكنه ضربة للسياحة المصرية.
وأوضح أن التنظيم الإرهابي بدأ يغير من تكتيك المواجهة مع الدولة المصرية، ويتجه إلى استهداف المناطق السياحية، وهى ضربة قاسية لمصر، في وقت هناك معاناة شديدة لتراجع أعداد السياح.
ولم يستبعد تواصل استهداف الأماكن السياحية، خاصة أن السياحة أحد أهم روافد الاقتصاد المصري.
استهداف الأقليات
وأكد على أن الحادث الإرهابي هو رسالة للعالم لإحراج الدولة المصرية، لإظهارها غير قادرة على حماية الأقليات، في وقت تتصاعد عمليات استهداف المسيحيين.
وطالب بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية في محيط الكنائس والأديرة، لوجود توقعات بتتابع استهداف دور العبادة خلال الفترة المقبلة.
ضربة مزدوجة
واتفق مع قطري، خبير مكافحة الإرهاب، العميد حسين حمودة، حول أن الهجوم على كمين سانت كاترين، يعتبر ضربة مزدوجة لتنظيم "داعش"، سعى من خلالها لاستهداف الأديرة والكنائس وضرب السياحة المصرية في وقت واحد .
وقال حمودة لـ "مصر العربية"، إن التنظيم لا يفرق بين المسيحيين في الشرق والغرب، ويعتبر الجميع كفارا ويجب قتالهم، وهو مكتوب في أدبياتهم مثل "قطع المناط في رد عادية الأقباط".
وأضاف أن التنظيم لا يعتبر المسيحيين أهل ذمة وبالتالي يجوز استهدافهم وقتالهم -بحسب أفكارهم-، ومن ناحية أخرى يرى بضرورة استهداف السياحة المصرية للتأثير اقتصاديا على مصر، في إطار استراتيجية التي تعرف باسم "شوكة النكاية".
تجنيد عناصر
وتابع خبير مكافحة الإرهاب، أن أحد الأهداف من استهداف كمين سانت كاترين، محاولة لزيادة قاعدة التجنيد، خاصة بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وأوضح أن التنظيم يسعى لإرسال رسالة مفادها "أنه لا يخشى من التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب وسينفذ مزيدا من العمليات"، ويبدأ في ترويج هذا السيناريو لكسب مزيد من المتعاطفين معه من الشباب بما يزيد من قاعدة التجنيد، لتعويض خسائره في العراق وسوريا.
تشتيت الأمن
واعتبر حمودة، أن استهداف كمين أمني في جنوب سيناء، مقصود منه تشتيت جهود أجهزة الأمن، وهو تكتيك اعتاد التنظيم وغيره من التنظيمات المسلحة في إرباك الأمن.
وقال إن التنظيم انتقل من حزام الإرهاب الأول في محافظة شمال سيناء، إلى المنطقة المركزية في القاهرة الكبرى، والحزام الثالث في غيرها من المحافظات مثل الغربية والإسكندرية في استهداف كنيستي مارجرجس ومارمرقس.
وشدد على أن "داعش" يحاول إرباك الأمن من خلال تنفيذ عمليات في أماكن متفرقة، وتحديدا التي لا يتوقع أن تشهد مثل هذه الأحداث العنيفة.
تطور خطير
من جهته، اعتبر أحمد بان الباحث في الحركات الإسلامية، أن استهداف كمين بمحيط دير سانت كاترين، تطور خطير في العمليات الإرهابية، خاصة إذا شهدت محافظة جنوب سيناء مزيدًا من الهجمات الفترة المقبلة.
وقال بان لـ "مصر العربية"، إن الهجوم الأخير يعتبر محاولة لاستعراض القوة من قبل تنظيم "داعش"، ورسالة مفادها "أن التنظيم يستطيع تنفيذ سلسلة عمليات في أكثر من مكان وفي أوقات متقاربة جدا"، وهو تحدٍ كبير لأجهزة الأمن.
وأضاف أن التنظيم يحاول فتح جبهة مواجهة جديدة في جنوب سيناء، خاصة وأن الجميع كان يعتبر تلك المنطقة بمنأى عن أي هجمات إرهابية.