كيف تؤثر انتخابات الرئاسة الفرنسية على اليورو ؟

كتب: أحمد سامي

فى: أخبار مصر

22:22 23 أبريل 2017

عقِب إعلان نتائج استطلاعات الرأى حول نتائج انتخابات الرئاسة الفرنسية، قبل قليل، وصل اليورو إلى أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر ونصف الشهر مقابل الدولار.

 

وحسب النتائج اﻷولية لانتخابات الرئاسة الفرنسية، سيتنافس المرشح المستقل إيمانويل ماكرون وزعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية.

 

ووفقًا لبيانات «رويترز»، قفزت العملة الموحدة إلى 1.09395 دولار في التعاملات المبكرة بعد أن أغلقت عند 1.0723 دولار.

 

وكان اليورو قد ارتفع قرب أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمام الدولار وسط مراهنات واسعة من بعض التجار على العملة الأوروبية الموحدة قبيل الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية.

 

قلق وترقب

 

وتسيطر حالة من الخوف بين متداولي العملة الأوروبية في ظل تذبذب وضعها بسبب التخوفات من نتائج الانتخابات الفرنسية وتأثيرها على الاتحاد الأوروبي وعملته الرسمية.

 

وحذرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية من ارتفاع أصوات اليمين المتطرف الذي يطالب بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي في انتخابات الرئاسة الفرنسية، مشيرة إلي أن ذلك يمثل ضربة قاضية لعملة الاتحاد الأوروبي «اليورو»، متوقعة أن يتخفض إلى أدنى مستوياته أمام الدولار منذ 14 سنة.

 

وأوضحت الصحيفة أن صعود مارين لوبان، مرشحة الجبهة الوطنية المتطرفة، في الجولة الثانية من الانتخاب في مواجهة جين لوكا ميلونشين، مرشح اليسار المتطرف، يمكن أن يتسبب في ضربة لـ«اليورو»، لافتة إلى أن كليهما يشكك في منطقة اليورو والعملة الموحدة ويطالب بالخروج من الاتحاد الأوروبي.

 

ونقلت الصحيفة عن خبراء العملة أن تنافس مرشحي اليمين واليسار المتطرفين في الجولة الثانية سيمثل ضربة للعملة الأوروبية التي يمكن أن تكافئ الدولار للمرة الأولى منذ 14 سنة، بسبب الانتخابات الفرنسية.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن التخوفات من نتائج الانتخابات وإمكانية صعود اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان للسلطة أدى لتذبذب قيمة «اليور» حيث وصلت قيمته، صباح الأحد، إلى 1.07 دولار.

 

اليورو لن يتأثر

 

على الجانب الآخر، قلل وزير المالية الألماني في تصريحات لمحطة «سي.إن.بي.سي»، اليوم الجمعة الماضي، من مخاوف بشأن تأثير انتخابات الرئاسة الفرنسية على قيمة اليورو.

 

وقال ولفغانغ شويبل، على هامش ندوة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إنه متفائل جدًا بشأن الانتخابات الرئاسية في فرنسا، مضيفًا: «أنا أعتقد أن الشعب الفرنسي سيخذ قرارًا معقولًا».

 

وهناك مخاوف تحوم حول أداء العملة الأوروبية الموحدة بسبب عدم القدرة على التنبؤ بنتائج انتخابات الرئاسة الفرنسية، إلا أن «شوبيل» أكد أن اليورو قادر على تجاوز آثار الانتخابات.

 

وأشار إلى أن الشكوك حول أداء اليورو ليست العملة السبب فيها، ولكن الأمر متعلق بالعديد من المشاكل الخاصة بالبريكست أو الانتخابات في الولايات المتحدة.

 

انتخابات تحت قانون الطوارئ

 

وتعيش فرنسا التي شهدت منذ مطلع 2015 سلسلة اعتداءات نفذها مسلحون أوقعت 239 قتيلا، تحت تهديد الإرهاب، وهي أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حالة الطوارئ التي فرضت بعد اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس.

 

وحسب النتائج اﻷولية سيتنافس المرشح المستقل إيمانويل ماكرون وزعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية.

 

وحصل ماكرون على ما بين (23 و 24٪)، وفقا لعدد من مراكز الاستطلاع، فيما حلت لوبان ثانية بحصولها على ما بين 21.6٪ و 23٪ من الأصوات.

 

وتراهن مارين لوبان (48 عاما)، رئيسة حزب الجبهة الوطنية، على الموجة الشعبوية التي حملت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ودفعت بريطانيا إلى اختيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، للفوز في الانتخابات.

 

وتصف هذه المحامية نفسها بأنها «وطنية» قبل أي شيء، ترغب في سحب بلادها من اليورو ومن نظام التنقل الحر في فضاء (شنغن) الأوروبي، وفق برنامج قد يسدد، برأي المراقبين، الضربة القاضية إلى اتحاد أوروبي بات في وضع هش بعد بريكست.

 

في المقابل، يعرض ماكرون، أصغر المرشحين سنا، برنامجا ليبراليا سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية، وبنى حملته على خط مؤيد لأوروبا.

 

وحقق وزير الاقتصاد السابق (2014-2016) الحديث العهد بالعمل السياسي، شعبيته على أساس رفض الأحزاب التقليدية، والرغبة في التجديد التي عبر عنها الفرنسيون، محددا توجه حركته (إلى الأمام!) بأنه «ليس من اليمين ولا من اليسار».

اعلان