«رئاسية 2018».. حملات التشويه كوابيس تؤرق المرشحين المحتملين
رغم أن المتطلعين لسباق المنافسة على الانتخابات الرئاسية، لم يعلنوا عن خوضها بشكل قاطع، إلا أنه هناك عدة مؤشرات لأكثر من شخصية بارزة تشير إلى نية مبيتة ودوافع عدة يحاولون إخفاءها.
المتطلعون للسباق الرئاسي يرونها فرصة كبيرة للمنافسة لاسيما مع تراجع شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي بحسب مؤشرات رسمية، نتيجة موجات الغلاء غير المسبوقة والأزمات الاقتصادية التي لم تستطع إدارة الأخير محاصرتها، بالتزامن مع دخولها في صدام بعض الفئات المجتمعية في مقدمتها النقابات المهنية ، ومؤسسات المجتمع المدني.
في الوقت نفسه يرون أن الإعلان عن خوض غمار السباق بشكل قاطع يعتبر انتحارًا سياسيًا؛ نظرًا لحملات التشويه التي سيتعرضون لها إعلاميًا، والتضييق الأمني الذي سيصاحب تحركاتهم، وهو ما يدفعهم للتهرب من أي أسئلة من شأنها أن تؤدي لإجابة قاطعة معبرة عن موقفهم من الانتخابات القادمة.
عبدالمنعم أبو الفتوح
عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والمرشح الأسبق على رئاسة الجمهورية، رغم أنّه لم يفصح بشكل قاطع عن نيته خوض انتخابات الرئاسة إلا أن تحركاته وردوده الدبلوماسية تكشف عن دوافع مبيتة في انتظار اقتناص فرصة.
فالمرشح الأسبق هو أول من دعا السيسي إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما أنه في آخر حواراته على شبكة بي بي سي، قال: "إذا كان هناك انتخابات حقيقية بالمفهوم الديمقراطي والمعايير الديمقراطية، فحينئذ أقرر الترشح من عدمه".
وعن عدم قطعه باتخاذ قرار محدد وبات، أوضح أبو الفتوح أنه لا يستطيع أن يتخذ قرارًا في ظل الواقع السياسي الحالي، في الوقت نفسه أجزم أبو الفتوح أنه لن يتغير شيء في المناخ السياسي خلال الأشهر المتبقية، وهو ما عكس دوافع يأبى الإعلان عنها.
رغم أن الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الأسبق لم يعلن حتى الآن بشكل صريح عن خوض الانتخابات القادمة إلا أنه لم يقطع بعدم المنافسة.
وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية"، توقع اللواء رؤوف السيد نائب رئيس حزب الحركة الوطنية الذي يترأسه" ترشح الفريق للرئاسة، لافتا إلى أن ترشح شفيق للانتخابات الرئاسية ليس جريمة، وحين يتوصل إلى قرار نهائي في هذا الشأن، سيعلنه على الجميع".
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية 2018 ، زادت الأقاويل حول ترشح" شفيق" لها ، وهو الأمر الذي أكدته مصادر مقربة منه، في وقت سابق، لـ"مصر العربية"، مؤكدة عزمه الترشح في انتخابات الرئاسة القادمة.
ودللت المصادر، على صحة قولها، بعمل حزب الحركة الوطنية، الذي يقوده الفريق شفيق، على زيادة عدد أماناته بالمحافظات.
على نفس المنوال سار القيادي اليساري والمرشح الأسبق للانتخابات الرئاسية في2012 خالد علي الذي ذاع صيته بالتزامن مع قضية تيران وصنافير، فلم يحدد موقفا قاطعا من الانتخابات المقبلة.
ففي لقاء له في يناير الماضي على تلفزيون العربي قال: "لم أحسم قرار ترشحي للرئاسة من عدمه حتى الآن".
وتابع مرشح الرئاسة السابق، أن المعطيات المرتبطة بترشحه للرئاسة تعتمد على توافق بعض القوى السياسية، موضحًا أن المواطنين لن يقبلوا بأكثر من مرشح مدني يمثل عدة قوى لها نفس الفكر.
الاستقطاب السياسي
الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية قال إن عدم الإفصاح يرجع إلى عدة أسباب ترتبط بعوامل المناخ السياسي الحالي، أبرزها حالة الاستقطاب السياسي التي تخيم على الأجواء السياسية.
وأضاف لـ"مصر العربية"، أن إعلام السلطة في حالة تأهب وترقب لكل من يفصح عن موقفه في هذا الشأن لتشويه صورته في المجتمع، وهو ما يعيه معظم الذين ينوون الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وأشار أستاذ علم الاجتماع السياسي إلى أن معظم الشخصيات العامة تدرك معطيات الواقع السياسي الحالي وهو ما يجعلهم ينأون بأنفسهم عن الدخول في صراعات هم في غنى عنه.
ويرى إبراهيم أن فشل الإدارة الحالية في كثير من الملفات خاصة الاقتصادية هي الورقة التي تشجع الكثير على خوض الانتخابات القادمة.
أنا أو الوفوضى
بدوره قال القيادي بالتيار الشعبي السفير معصوم مرزوق إن على الرغم من قرب الانتخابات الرئاسية إلا أغلب من يرغبون في الترشح لا يستطيعون أن يعبروا عن قرارهم أو دوافعهم نظرا لحملة التشويه الإعلامي التي ستقابلهم.
وأضاف مرزوق لـ"مصر العربية"، أنه في حال عدم توفر ضمانات حقيقية لإقامة انتخابات ديمقراطية فإن الشعب سيعزف عن المشاركة.
واستنكر مرزوق الحديث السابق للرئيس السيسي حول ترشحه لفترة رئاسية سابقة قائلا: لا أعرف كيف يتحدث عن دورة انتخابية سابقة بعد كل الفشل الذي لحق بالدولة، والمعاناة التي الاقتصادية التي يئن منها الشعب.
وتابع: النظام الحالي أدرك تماما أن الشعب أصبح لا يثق في وعوده، لهذا أصبح دائما يروج لفكرة أنا أو الفوضى، وهي الفكرة نفسها التي لم ينتفع بها النظام الأسبق.