لماذا تجاهل البرلمان حجب المواقع الإليكترونية؟
رغم حالة الجدل التي خلفها حجب بعض المواقع الإلكترونية الصحفية قبل أسبوع، لدرجة إدانة هذه الخطوة من قبل الأمم المتحدة، إلا أن تجاهل مجلس النواب المصري للأمر، فتح بابا للحديث عن أداء البرلمان وأسباب تجاهله لحجب المواقع الإلكترونية.
نواب اختلفوا حول الأمر فمنهم من يرى أن البرلمان لا يلتفت للقضايا الملحة، وآخرون يؤكدون أن المجلس يناقش كل شيء لمواجهة الإرهاب، في حين أوضح خبير أن أداء البرلمان بطيء ولا يلتفت إلا لما تريده الحكومة.
وقال النائب أحمد الطنطاوي، عضو تكتل 25/30، إن البرلمان دوما لا يلتفت إلى القضايا الهامة والملحة ، فالقاعدة التي يسير عليها هو الانغماس في الفرعيات، والانشغال بتمرير رغبات الحكومة، وحجب المواقع الإلكترونية من الأمور التي تريدها الحكومة؛لذلك لم يقترب منها المجلس.
وأضاف الطنطاوي، لـ" مصر العربية"، أن البرلمان أقرب للسلطة التنفيذية من الشارع المصري، بمعني أن الأغلبية البرلمانية مسؤولة عن عدم اتخاذ القرارات التي تستجيب لرغبات واحتياجات المواطنين والانحياز لما تريد الحكومة.
وتابع: جدول البرلمان ينشغل بالقضايا الهامشية والصراعات الهزلية من نوعية إشكالية إعطاء الكلمة للنواب أو عدم السماح للأعضاء بانتقاد الحكومة أو أداء المجلس، مشيرا إلى أن حجب المواقع الإلكترونية أحدث الموضوعات الهامة التي شغلت الشارع المصري ولم يلتفت إليها مجلس النواب.
على النقيض يرى النائب يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن البرلمان يشتبك مع كل القضايا الهامة والأساسية والفرعية؛ لأنه ممثل الشعب و مطالب بوجود دور له في جميع النواحي التي تخص الشأن المصري.
قال كدواني، لـ" مصر العربية"، إن ما يجعل البعض يعتقد إهمال البرلمان لبعض القضايا، هو تركيز المجلس على القضاء على الإرهاب، الذي يستحوذ على أكثر من 90% من مجهود الأعضاء، مشيرا إلى أن البرلمان وافق على عدة قوانين هامة في هذا الشأن.
وأضاف أن هناك إجراءات أخرى يسعى لها المجلس لمحاربة الإرهاب مثل تعديل الدستور والمحاكمات العسكرية للإرهابيين؛ لأننا في حرب ضروس مع الإرهاب الذي يحاول تفتيت الأمة العربية، كما أن كل أزمات مصر نابعة من وجود الإرهاب.
وتابع: كل الملفات يجب أن تنتظر طالما هناك مواجهة الإرهاب؛ لأن النجاح في هذا الملف سييير الملفات الأخرى كثيرا.
وبرؤية الخبير أوضح الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن البرلمان الحالي هشاً ولا يستطيع حتى إدارة أموره، فعدم خبرة أعضائه جعلت الخلافات بينهم تأخذ حيزا كبيرا، يؤثر على وقت مناقشتهم للقضايا الهامة.
قال هاشم، لـ" مصر العربية"، إن مجلس النواب أصبح عبارة عن مؤسسة اجتماعية ، فلا أحد يتحدث بداخله عن التوجهات السياسية ، ناهيك عن غياب التمثيل السياسي به، كما أن الدكتور علي عبدالعال يقف في وجه الأعضاء الناشطين في المجلس ويمنعهم من ممارسة حقهم النيابي تحت القبة.
وأشار إلى أن مجهود مجلس النواب مقسم بين تنفيذ رغبات الحكومة والصراعات الداخلية الناتجة عن مواجهة أي صوت معارض ومحاولة إقصائه، مما يجعله بعيدا عن الأحداث المتسارعة في مصر بشكل كبير، موضحا أن هناك ملفات عديدة أغفلها البرلمان رغم أهيمتها مثل حجب بعض المواقع الإلكترونية الذي حدث مؤخرا.
وتابع: لا يوجد أي أداء للبرلمان، ويتسم بالبطيء الشديد، وإهماله لحجب المواقع الإلكترونية ناتج عن ترحيبه بهذا الأمر وتدعيما لرغبة السلطة التنفيذية.