قبل العيد.. «العتبة والوكالة» فى «الألف مسكن»
المشهد هنا لا يختلف كثيرًا عن ذاك فى العتبة أو الوكالة، ربما غابت مكبرات الصوت تلك التى يخترق بها الباعة الجائلين آذان المارة لينبؤهم ببضائعهم.
ففجأة وقبل أيام قليلة من عيد الفطر امتلأ هذا الميدان ذا الطبيعة الخاصة، بالباعة ممن افترشوا كل ركن فيه ببضائعهم، وتضاعفت الأقدام عليه، مع نهاية شهر رمضان، فالمعروض هنا على كل شكل ولون.
فها هو جمع من المواطنين يلتفوا حول أحدهم ممن قرر الوقوف بسيارته الربع نقل، التى رص عليها بضاعته ولكن السر وراء هذا الاحتشاد يكمن فى أن اى قطعة معروضة هنا لن تكلف جيب المواطن سوى 29 جنيهًا..
للوهلة الأولى تظن أن البضاعة التى وضعها الباعة على استندات بطول الميدان، أسعارها ستكون أقل كثيرًا من تلك المعروضة فى المحال، ولكن لم يكن الأمر كما اعتقدنا فالأسعار مرتفعة بعض الشئ، فها هو بنطال مقلم مصنوع من القماش سعره 75 جنيهًا، و"بلوزات بناتى " تباع بـ 135 جنيهًا للقطعة الواحدة، وفساتين خروج تترواح اسعارها بين الـ 130 وحتى ما يا يزيد عن الـ 160 جنيهًا..
التقطنا أطراف الحديث مع بائع كان يقف إلى جوار بضاعته حول الأسعار؛ واخبرنا أن أسعارهم تنافس أسعار البضاعة المعروضة فى وسط البلد، وارخص كثيرًا.
تحدث الينا سائق توك توك بالميدان، أخبرنا أنه يعمل بمحل ملابس فى مدينة نصر ولكنه تركه قائلًا: اسعى أن يكون لى مكان خاص بى، فبيع الملابس مربح للغاية، مؤكدًا أنه إن أحضر بضاعة بـ 5 آلاف جنيهًا، فإنه يعلم تمام العلم أن مكسبه بها لن يقل عن 15 ألف جنيهًا بالتمام والكمال.
وتابع: "كل البضاعة اللى انت شايفاها دى يا استاذة صينى"، ولفت إلى أن البنطال الجينز يستورده الباعة من الصين بـ 13 جنيهًا فقط قائلًا: "شوفى بقى بيبتاع هنا بكم".
وعن الباعة بالميدان ؛ قال أنه بالفعل هذا العام كثر الباعة بالميدان على عكس الأعوام السابقة، ولكنه أكد أنهم تميزوا عن باقى المناطق المجاورة لأن بضاعتهم جديدة، وتابع قائلًا: المعروض فى شارع أحمد عرابى- شارع تجارى معروف- هو بضاعة راكدة من العام الماضى، فى حين أن الملابس فى الألف مسكن هى لهذا العام -حسب قوله-.
واتفق فى أن الأسعار هذا العام مرتفعة للغاية، ولفت إلى أن بعض الباعة ممن يقفون فى الشارع يتبعون لبعض المحال فى الميدان، واختتم حديثه قائلًا: "انا اديتك سر المهنة أهو".
وتوقعت اسراء حسين؛ إحدى قاطنات حى عين شمس، أن يرتفع عدد الباعة، بعد الانتهاء من تنفيذ خط المترو الرابع، ولفتت إلى أنه رغم انتشارهم الآن إلى أن الأمر منظم بعض الشئ عن تواجدهم فى منطق أخرى، ولكنها تتخوف من زيادتهم فى الأعوام المقبلة، وهو ما سيترتب عليه تأخرها فى الذهاب والاياب من منزلها إلى مقر عملها.
فى حين يرى عبد الله محمد، أن حتى ولو امتعض البعض من تواجدهم، فهذا هو مصدر رزقهم ولقمة عيشهم، فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد، ويجب أن نتركهم فى حالهم - حسب تعبيره-.
فى حين ارتسمت علامات السعادة على بعض الشابات ممن يتبادلون نظراتهم بين القطع المعروضة؛ وقالت احداهن : "وجودهم هنا هيوفر علينا نروح اخر الدنيا عشان نشوف لبس، غير إنه أوفر علينا".
ميدان الألف مسكن الذى يقع عند بداية جسر السويس بعين شمس، يحوى حارتين كبيرتين بعض الشئ للسيارات، إحدهما تقودك من ميدان الألف مسكن إلى إشارة روكسى ومنها لوزراة الدفاع والعباسية وهكذا والأخرى الاتجاه العكسى تتوجه منها إلى العرب والجراج والعاشر... إلخ..
يتوسط الميدان منطقة مزروعة بطول جسر السويس، عدا تلك التى يتواجد بها الباعة.. ويوجد بها موقف سيارات كبير يكون بمثابة نقطة انطلاق لمناطق عده سواء وسط البلد أو مدينة نصر أو التجمع أو غيرها من الأماكن.
بالقرب من الميدان، يوجد قسم عين شمس ومركز المكفوفين وعمارات الشرطة، وعزبة شنودة ومنطقة التجنيد..
كان فى الأعوام الماضية معروف بتواجد بعض المحال، وموقف سيارات السرفيس، حيث انه يعد بمثابة نقطة انطلاق لمناطق عدة بالقاهرة، كذلك تواجد بعض الباعة ممن يفترشون الأرض على استحياء، إلا أن المشهد هذا العام كان لافتًا للانتباه خاصة لمن يقطنون تلك المنطقة.
فعدد المحال التجارية ارتفع، وبات أسفل كل عقار محل إما للملابس أو الطعام أو العصائر، أما الطريق المقسم إلى 3 أرصفة أحدهما فلم يعد به موضع لقدم من كثرة الباعة المتجاورين إلى جانب بعضهم البعض، فهو الموسم السنوى مع دخول العيد -حسبما ذكر أحدهم قائلًا: "كل سنة وانتم طيبين".