غابت الاحتفالات.. «السيناوية» يقضون أيام العيد في منازلهم

كتب: إسلام محمود

فى: أخبار مصر

15:35 17 يونيو 2018

غابت مظاهر الاحتفالات بعيد الفطر  المبارك  عن محافظة عن شمال سيناء على مدار ثلاثة أيام، وحُرم الأهالي من الخروج إلى المتنزهات والشواطئ بعد عودة القلق والخوف من جديد إثر وقوع حوادث قتل لعدد من المواطنين وعناصر الأمن في داخل مدينة العريش.

 

وأعلن تنظيم "ولاية سيناء الموالي لداعش" مسؤوليته عن مقُتل ثلاثة مجندين، الأربعاء الماضي، برصاص مسلحين أقاموا كمينًا على الطريق الدولي بمنطقة "سبيكة " بمدخل مدينة العريش الغربي،  بحسب وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم.

 

وقال مصدر أمني، رفض ذِكر اسمه، أن المسلحين قتلوا اثنين من الجنود، ، وهما محمد البيلي محمد، من محافظة كفر الشيخ، والمجند طه رضا أبو المعاطي، من محافظة الدقهلية، لجانب ضابط صف يدعى الرقيب معاذ رشاد، أثناء استقلالهم سيارة نقل صغيرة غير تابعة للجيش، كانت توزع وجبات الإفطار، الأربعاء الماضي، على الكمائن العسكرية المُقامة على الطريق الدولي غرب العريش، وتم استيلاؤهم على السيارة والأسلحة والمتعلقات الشخصية للجنود.
 

وحسب المصدر، أن اشتباكات عنيفة دارت بين المسلحين و قوات الدَعم التي توجهت إلى مكان تواجدهم، واستمر الاشتباك لفترة، وفجّروا عبوتين ناسفتين في آليات الدَعم قبل أن ينسحبوا من المكان باتجاه المنطقة الصحراوية جنوب منطقة سبيكة غرب العريش.

 

تأتي هذه الواقعة بعد إعلان شهود عيان عن مقتل مواطنين مدنيين أحدهما يدعى "عماد البصيلي " ،46 سنة ، ويعمل مهندس فني بإدارة مرور شمال سيناء ، أطلق عليه اثنين مسلحين النار خلال جلوسه أمام منزله بشارع أسيوط واردوه قتيلًا على الفور إثر إصابته برصاصتين من سلاح عبارة عن "طبنجه " بالرأس والصدر 
 

فيما قتل مواطن آخر، بعد مرور يوم واحد على مقتل المواطن الأول ، يدعى "الحاج مصطفى أبو رانيا "، 75 سنة ، من محافظة الشرقية ومقيم في العريش، يملك محل بقاله صغير ملاصق لمنزله في منطقة" الدهيشة" التابعة لحي المساعيد غرب مدينة العريش.
 

وحسب شهود عيان أن المواطن سمع طرقا على الباب وحال فتحه باب منزله ، أطلق عليه مسلح ثلاثة رصاصات من سلاح صغير عبارة عن "طبنجه" وغادر المكان على الفور بصحبة اثنين آخرين.
 

وأدت واقعتي القتل للمدنيين والثالثة للعسكريين إلى عودة التوتر إلى شمال سيناء ، بعد توقف حوادث القتل والتفجيرات لنحو 4 أشهر منذ انطلاق عملية المجابهة الشاملة "سيناء 2018" للقضاء على العناصر الإرهابية والإجرامية بسيناء ، وفرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة جديدة حدت من حركة المواطنين في مدينة العريش عاصمة شمال سيناء.
 

وبعد فترة من تحسن الأحوال المعيشية في مدن شمال سيناء خلال أيام شهر رمضان وإعلان محافظ شمال سيناء مؤخرا عن تخفيف الإجراءات الأمنية بالتزامن مع فتح طريق العريش الدولي أمام حركة سفر المواطنين باتجاه قناة السويس وفتح محطات الوقود لتعبئة سيارات الملاكي بنحو 20 لتر بنزين وتعبئة سيارات الأجرة والنقل بنحو30 لترا ، تراجعت السلطات المختصة عن هذه الإجراءات وتم إغلاق المحطات ومنع حركة السير على الطريق الدولي العريش القنطرة شرق والعريش الشيخ زويد رفح.
 

وكانت منطقة غرب مدينة العريش، الواقعة بين قريتي الميدان، والروضة منطقة نشاط فد شهدت عدة حوادث إرهابية قتل خلالها عدد من قوات الأمن من بينها تفجير 4 مدرعات شرطة ومقتل قرابة 18 مجندا بينهم عدد من الضباط ، ومقتل ضابط و3 أمناء شرطة من قسم شرطة بئر العبد كانوا في مأمورية لمديرية امن شمال سيناء ، وتم استيقاف سيارة مدنية "ملاكي" كانت تقلهم وأطلق المسلحين نيران أسلحتهم عليهم وقتلوهم على الفور.
 

 

وفي أعقاب عودة الحوادث الإرهابية أغلقت قوات الأمن الكمائن الثابته على الطريق الدولي العريش القنطرة وخاصة كمين "الميدان " بمدخل العريش الغربي بنحو 20 كم ، وأقامت نقاط تفتيش وارتكازات أمنية جديدة بمختلف شوارع العريش ، وخاصة بشارع أسيوط الذي شهد الحادثين الأخيرين لمقتل المواطنين المدنيين ، ومنعت حركة السير على كافة المحاور الرئيسية وخاصة طريق العريش الدائري الجنوبي.
 

والتزم غالبية المواطنين منازلهم خلال أيام عيد الفطر ، بعد تزودهم بكافة احتياجاتهم من الأسواق وخاصة من اسماك الفسيخ المملح الوجبة التي يحرص أبناء شمال سيناء على تناولها خلال أيام العيد ، فيما تراجعت حركة البيع والشراء وحركة تجوال المواطنين بالشوارع حتى ثالث أيام العيد اليوم الأحد.
 

واقتصرت احتفالات أهالي مدينة العريش على صلاة عيد الفطر في المساجد والساحات ، ومن ثم التزموا منازلهم ، وشهدت المقاهي والكافيتريات توافدت أعداد قليلة من المواطنين لمشاهدة مباراة مصر والاورجواي ضمن مسابقة كاس العالم ، رغم استعدادها لاستقبال أعداد كبيرة من المواطنين ، إلا أن غالبية الأهالي فضلوا مشاهدة المباراة عبر شاشات كبيرة داخل دواوين العائلات والقبائل وبعض النوادي الرياضية ومنها مركز شباب العريش بالساحة الشعبية وقاعة نادي المعاقين الرياضي بحي الريسة.


وامتنع الأهالي عن مشاهدة المباراة بالصالة المغطاة بمدينة العريش ، رغم إعلان مديرية الشباب والرياضة عن فتح الصالة المكيفة أمام الأهالي لحضور المباراة تشجيعا للمنتخب القومي المصري ، ألا أن حالة التوتر التي تسود المدينة منعتهم من التوجه للقاعة خشية وقوع أي حوادث إرهابية جديدة هناك ، في ظل وجود تجمع كبير من المواطنين هناك.
 

اعلان