الفصل التعسفى كابوس يطارد الصحفيين.. آخرهم محررو «العالم اليوم»
هم تحت الطلب 24 ساعة، حياتهم عادة ما تكون مُعرضة للخطر، ووقتهم ليس ملكًا لهم، البعض منهم رآي أن من بين أسباب اختياره للصحافة مهنًة له ايمانًا بأنها الطريق الأسرع لنشر معاناة الناس والحقائق المخفية.
المُفارقة أن هؤلاء ممن يحاولون ايصال أصوات المواطنين هم أحد أكثر الفئات حقوقهم مُهدرة ، بدءًا بقوانين تحيل دون التحاقهم بنقابة إلا بعد اجتياز المهمة الصعبة، بنول الرضا من أحدهم بإدارة الجريدة.
مرورًا بأماكن تعطى "ملاليم" والحجة "كويس ان اسمك هينزل"، أو"ما انت بتاخد مرتب قليل بس اهو مكان هيدخلك النقابة"، وأسباب واهية كثيرة يحفظها الصحفيين عن ظهر قلب.
فضلًا عن مواقع تغلق وتحجب بين الحين والآخر كـ موقع مصر العربية وغيره الكثير، وصحفيين بين ليلة وضحاها يحلوا محل المجرمين فى الزنازين منهم من كان يضرب به المثل ويُكرم فى المحافل آخرهم الكاتب الصحفي عادل صبرى.
تصفية وفصل تعسفى
وانتهاءً بقرارات نسمعها بين الحين والآخر عن تصفية العاملين بشكل مفاجئ فى عدد من المؤسسات الصحفية، وكانت هذه الأزمة الأخيرة مع الزملاء العاملين بصحيفة العالم اليوم، الذين قرروا مساء أمس السبت الدخول فى اعتصام مفتوح احتجاجًا على قرار فصلهم التعسفى.
"حاليًا بدور العرض..ضحايا العالم اليوم".. "بيوتنا اتخربت بعد هذا العرض انقذونا"؛ عبارات من هذا القبيل دونت على لافتات اعتلت بهو نقابة الصحفيين فى الطابق الأرضى.
العالم اليوم هى جريدة عربية اقتصادية ورقية تصدر بشكل يومي، أسسها عماد الدين أديب عام 1991.
بدأت خطوات الاعتراض والتعبير عن انقطاع الصحفيين لأرزاقهم بشكل مفاجئ، الأربعاء الماضى ببيان جاء نصه: "تعرض صحفيو جريدة (العالم اليوم) أعضاء نقابة الصحفيين والمقيدين بجدول المشتغليين، للفصل التعسفي من قبل إدارة الجريدة التي يمتلكها عماد الدين أديب، ويترأس مجلس إدارتها جمال عنايت، وتديرها بالوكالة الممثلة مروة حسين زوجة عماد أديب، وتترأس تحريرها الزميلة نجلاء ذكري الصحفية بـالأهرام، حيث اشتركوا جميعاً، في تشريد العديد من الصحفيين، وبشكل مؤسف وغير لائق".
وأشار الصحفيون إلى أن مروة حسين اصطحبت مفتشى التأمينات لمكتبها، فى محاولة لمنعها لهم من مقابلة الصحفيين أثناء تواجده بمقر الجريدة الكائنة في 22 شارع جول جمال المهندسين، بناء على شكوى مسبقة من الصحفيين.
وتايع البيان: "انفعلت مروة حسين، وأعلنت للجميع أنهم مفصولين، وقامت بطرد الصحفيين من مقر الجريدة، وعلى إثر ذلك قمنا نحن صحفيو العالم اليوم أعضاء نقابة الصحفيين بمخاطبة النقيب عبد المحسن سلامة، وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين، وحضر إلينا محامي النقابة الأستاذ سيد أبو زيد لقسم العجوزة حيث تم تحرير محضر رقم 8732/2018 إداري العجوزة، وإثبات واقعة الفصل التعسفي، والتعدي اللفظي والفعلي من الإدارة ضد الصحفيين، والمطالبة بالحصول على كافة الحقوق التي ينص عليها قانون العمل".
وطالب الصحفيون فى بيانهم بإلغاء هذا القرار، واستعادة مستحقاتهم المتأخرة لى مدار 20 شهرًا خلال عامى 2013 و2014.
قرر الصحفيون الدخول فى اعتصام مفتوح بعد إعلان تصفية شركة (الأخبار السعيدة)، المالكة للجريدة، ونقل تبعية الزملاء العاملين بها لإحدى الشركات الأجنبية المملوكة للمجموعة.
وأكد المعتصمون في بيان اليوم، أن مطالبهم تتمثل في إحالة المسؤولين عن الجريدة للتحقيق في النقابة، وإيجاد حلول للأزمة.
فى السياق ذاته؛ كان نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة قد ذكر فى وقت سابق، خلال مداخلة هاتفية له مع أخبار مصر فى نشرة التاسعة، أن مشروع قانون الصحافة الجديد، أن مدة الفصل التعسفى ستمتد من شهر لـ 3 أشهر، ليتاح فرصة للنقابة للتوفيق بين الطرفين.
وكانت النقابة خاطبت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، بشأن إيقاف الملف التأميني للصحفيين العاملين بالمؤسسة، خاصة وأنهم يملكون برينت تأميني صادر في 2018 من مكتب تأمينات الدقي، يفيد باستمرارهم في العمل، قبل أن يتغير الوضع في البرينت التأميني الأخير، الذي جاء فيه أن تأميناتهم متوقفة منذ العام 2014.
ووجه الصحفيون بالجريدة، شكوى رسمية لمكتب تأمينات منطقة شمال الجيزة؛ لحل التضارب في الموقف التأميني الخاص بهم.
لم يكن صحفيو العالم اليوم هم أول المفصولين تعسفيًا فى بلاط صاحبة الجلالة فسبقهم كُثر فى مؤسسات صحفية مختلفة.