في 2018.. «خاشقجي» يحتل المشهد و«ريجيني» يعود من جديد
سقط العديد من الضحايا حول العالم لأسباب عدة، إلا أن واقعة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي كانت الأبرز خلال عام 2018، وحديث وسائل الإعلام العالمية قبل المحلية، في حين عادت قضية مقتل الباحث الايطالي جوليو ريجيني للسطح من جديد.
نرصد في هذا التقرير هاتين الشخصيتين اللتان شغلتا الرآي العام العالمي والمحلي ايضًا.
جمال خاشقجي
في 2 أكتوبر دخل خاشقجي قنصلية بلاده في اسطنبول إلا أن الساعات مرت دون خروجه، في الوقت الذي كانت تنتظره خطيبته بالخارج، في اليوم التالي اعلنت السلطات التركية أن خاشقجي لم يخرج من القنصلية، في حين تقول القنصلية السعودية بأنه اختفى بعد خروجه منها.
وفي 5 أكتوبر قال محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، أن خاشقجي خرج من القنصلية بعد دخوله إليها بوقت قصير، نافيًا رواية تركيا بأن خاشقجي لم يخرج منها.
ونشرت تصريحات نسبت لمصدر امني تركي تفيد بأن خاشقجي قتل داخل القنصلية، السعودية، وفي 7 أكتوبر نشرت تقارير أخرى تؤكد بأن جثة خاشقجي قُطعت ووضعت في صناديق لنقلها خارج القنصلية السعودية.
وفي 10 أكتوبر؛ تم نشر صورة 15 سعوديًا قالت تركيا أنه يعتقد بأن لهم يدًا في إختفاء خاشقجي، في حين ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الحكومة التركية أبلغت مسؤولين أمريكيين أن لديها تسجيلات تثبت قتل خاشقجي وتقطيع جثته في القنصلية السعودية في اسطنبول.
كل هذا جاء وسط نفي من السعودية، ومصير مجهول للصحفي السعودي، وتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية بعقاب شديد إن ثبت تورطها في عملية خاشقجي.
وتوالت الأحداث والتصريحات إلى أن صرح النائب العام السعودي بأن التحقيقات الأولية أظهرت وفاة خاشقجي في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول.
وتابع قائلًا: "المناقشات التي تمت بين المواطن جمال خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته".
وطالب النائب العام السعودي، بإنزال عقوبة الإعدام على خمسة من بين 11 مشتبهًا بهم في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقال في مؤتمر صحفي إن خاشقجي قتل بعد شجار وتم حقنه بمادة قاتلة، مؤكدًا أن 5 متهمين أخرجوا جثته من القنصلية بعد تجزئتها.
وتزامنا مع إعلان النائب العام، أصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أوامر ملكية بإعفاء أحمد عسيري نائب رئيس المخابرات السعودية من منصبه.
وفي 22 أكتوبر ذكرت صحيفة تركية إن مسؤولا أمنيًا سعوديا أُرسل إلى إسطنبول قد اتصل برئيس مكتب الأمير محمد بن سلمان أربع مرات بعد تنفيذ عملية القتل.
في حين دعا رجب طيب أردوغان إلى محاكمة 18 مشتبه سعوديًا في اسطنبول، وقال "كل أولئك الذين لعبوا دورًا في جريمة القتل، يجب أن يعاقبوا. ولم يشر أردوغان صراحة إلى الأمير محمد بن سلمان.
ولفت أردوغان إلى أن جريمة القتل خطط لها قبل تنفيذها بأيام، وطالب بالكشف عن المسؤول الذي أعطى الأوامر إلى الفرقة المكونة من 15 شخصا المشتبه بهم في قتل الصحفي السعودي.
وقالت واشنطن أنها ألغت تأشيرات دخول كل الضالعين في حادث القتل.
على الجانب الآخر؛ ألقى التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود الدولية، الضوء في تقريره السنوي على قضية مقتل الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي ووقعه على الساحة الدولية، وجاء به: "أثارت عملية قتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الـ2 من أكتوبر غضبًا دوليًا، أبلغ عن فقدانه إلى حين أكدت السلطات السعودية مقتله، وبحسب السلطات التركية فإن الإعلامي السعودي خنق ثم قطع.."
وفي تصريحات نشرت مؤخرًا عن جاويش أوغلو، على هامش مشاركته في منتدى الدوحة الثامن عشر، ذكر فيها إلى أن التحقيقات الجنائية التي تجريها سلطات بلاده بشأن الجريمة منفتحة وشفافة، ومن المتوقع إصدار لائحة الاتهام عندما يتم الانتهاء من جمع الأدلة.
يذكر أن "خاشقجي" كان مقربًا مع العائلة الملكية السعودية قبل أن يتحول لأبرز معارضيها عقب تتقلد محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد، فقرر اختيار منفى له في الولايات المتحدة وأن يستمر في عمله ككاتب في صحيفة واشنطن بوست، وهو ما خلق صدعا ضخما بين الحلفاء الغربيين والمملكة العربية السعودية ثاني أكبر مستورد للسلاح في العالم.
وما زالت التحقيقات مستمرة، مع رفض السعودية تسليم المتهمين لتركيا، ووسط مصير مجهول لجثة خاشقجي.
جوليو ريجيني
على الجانب الآخر؛ أطل على المشهد من جديد قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي لقي اختفي في ذكري ثورة يناير لتظهر جثته بعد أيام عليها أثار تعذيب.
وعادت قضيته للمشهد بإجراءات تصعيدية حيث استدعت إيطاليا سفيرها المصري هناك، وقرر مجلس النواب الإيطالي قطع العلاقات مع نظيره المصري لحين تقديم متهمين في قضية مقتل الشاب الإيطالي.