صور| سور الأزبكية يحتضن المثقفين الغلابة.. معرض يجتذب الزوار ويتحدى البرد

كتب: سارة نور

فى: أخبار مصر

15:36 15 يناير 2019

تغادر "آمال" على عجل عربة السيدات في المترو بمجرد إعلانه الوصول إلى محطة العتبة، في الوقت الذي تتمنى فيه ألا يفوتها افتتاح سور الأزبكية الذي تحضره لأول مرة رغم تحذيرات الطقس وبرودة الجو المصحوبة بالرياح.

 

"آمال محمد" (25 عاما) وجدت نفسها وسط مشهد احتفالي  بامتياز، إذ ترتفع أصوات الأغاني الوطنية، والتلويح بالأعلام و البلالين، غير أنها تعرف وجهتها جيدا حيث الخصومات الهائلة.

 

ناشرو سور الأزبكية الذين يصل عددهم إلى 133 افتتحوا معرضهم وسط خصومات هائلة تصل إلى 20 و30%، بينما تبدأ أسعار الكتب من ٥جنيهات بالإضافة إلى الهدايا المجانية التي يقدمونها للزوار. 

 

 

ورغم أن آمال تبحث عن الخصومات إلا أنها خططت مسبقا لاقتناء روايات إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ فضلا عن حبها للتاريخ وشغفها به، لذلك قررت مسبقا أن تبحث عن كتب تطفئ نيران شغفها.

 

"آمال" التي تعتبر نفسها من الرواد الدائمين لجناح سور الأزبكية  بمعرض الكتاب، شعرت بالحزن عندما علمت أن السور لن يشارك في المعرض هذا العام، لكن غمرتها السعادة عندما شاهدت على موقع "فيس بوك"إعلان عن مهرجان سور الأزبكية.

 

وسط الزحام، يبتسم عم حربي صاحب أقدم مكتبة بالسور تمتد إلى ٧٠ عاما ويمد يده لآمال بالحلويات، نشكره قيصر أن تأخذها منه و تستمع بطعمها اللذيذ ثم تبدأ جولتها التي أعدت لها مسبقا.

 

يلتفت عم "حربي" الذي يرتدي شارة منظم إلى محررة "مصر العربية"، قائلا إن الإقبال ضعيفا طوال العام على مكتبات السور فبالكاد يجد هؤلاء ما يكفي احتياجات بيوتهم، لذلك يعتبر المهرجان فرصة عظيمة لتعويض الخسائر.

 

 

يمتد معرض سور الأزبكية من اليوم 15 يناير حتى 15 فبراير بمكانه بجوار محطة مترو العتبة بعدما اعترض أصحاب المكتبات على الشروط التي وضعتها إدارة معرض الكتاب.

 

لثاني مرة، يلجأ تجار سور الأزبكية لإقامة معرض خاص بهم فالمرة الأولى بعد ثورة 25 يناير وامتد لأسبوع فقط أما فكرة المهرجان الحالي جاءت لإنقاذ التجار الذين اشتروا كميات كبيرة من الكتب للمشاركة في اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب.

 

يضحك عم حربي الذي تجمع حوله العشرات ما بين تجار و زوار ، قائلا: «كل لما نتزنق نعمل معرض وربنا يرزق»، بالتزامن مع سؤال زوار من شرق آسيا عن بعض الكتب فضلا عن توافد الزوار العرب.

 

تعود أسباب عدم مشاركة سور الأزبكية في اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب إلى أن الهيئة العامة للكتاب أبلغت تجار الكتب المستعملة أن المكان المخصص لهم يتسع لحوالي 33 تاجرا فقط، فضلا عن ارتفاع الأسعار المساحات التي قد تكلفهم يوميا ما يزيد على 1000 جنيه بدون تكلفة النقل وأجور الباعة، وهو ما وجده التجار تعجيزيا.

 

 

ورغم ذلك لا يهدف معرض سور الأزبكية إلى منافسة معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الخمسين التي تقام في التجمع الخامس لأول مرة، لكنه استغلال لإجازة نصف العام للمدارس و الجامعات، بمعنى أدق يعتبر التجار هذه الفترة بمثابة "موسم".

 

في الأثناء لازالت تبحث آمال عن كتبها المفضلة، فيما لفت انتباهها بشدة أعداد المجلات القديمة التي تؤرج لتاريخ مصر الحديث و الأعمال الكلاسيكية العالمية و الموسوعات التراثية، و رغم غلبة التراث إلا أن روايات الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق تتربع على عرش الكتب إلى جانب الكاتب أحمد مراد.

 

بينما تحضر بقوة أعداد مجلة ميكي والسلاسل التي أغرم بشخصياتها غالبية الشباب المصري في مراهقتهم رجل المستحيل و ملف المستقبل وفانتازيا وعبير وزهور.

 

 

ما بين ممرات الكتب التي تتنوع بين العراقة و الحداثة يتنقل عم محمد فتحي الذي يحمل فوق رأسه صنية كبيرة يحمل عليها عبوات الأرزن باللبن ممزوج بالقشدة، استوقفته آمال لكنه يخبرها أنه خطر على مرضى السكر، رغم أنه باع أعداد لا بأس بها من عبواته الشهية لرواد المعرض.

 

"لا ده بخمسة بس".. تقف السيدة تفاوض التاجر على سعر الكتاب رغم الخصومات، حيث ترى أن الأسعار لازالت مرتفعة، لكن عم حربي يقول إن الزبون يعتقد أن الكتب لن تتعدى الخمس جنيهات مهما كانت قيمتها و ندرتها.

 

يحرص تجار السور الأزبكية الذين ارتدوا شارات مكتوب عليها "عارض" توحي بتنظيم محكم للمعرض غير أن مشاجرة لم تستمر سوى لعشر دقائق اشتعلت، لكن مجسمات ميكي ماوس زو بعض شخصيات الكارتون هدأت من حدتها في نفوس الزوار.

 

يقول عمرو الذي يرتدي مجسم شخصية ديزني العالمية ميكي ماوس إنه وزملائه جاؤوا المعرض بالتنسيق مع التجار لإقامة عروض لتسلية الأطفال ليظهر المعرض بشكل جيد أمام زواره، فيما يستعد الشاب إلى التقاط الصور مع بعض الزوار الذين طلبوا التصوير بصحبته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعلان