«شموع مارس»..7 أعوام على رحيل «معلم الأجيال» البابا شنودة الثالث
"شموع شهر مارس" ذلك عنوان اختاره البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لعظة السبت، ففي هذا الشهر رحل عدد من آباء الكنيسة على رأسهم البابا شنودة الثالث، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الموافق 17 مارس.
فمنذ 7 أعوام رحل عن عالمنا البابا شنودة الثالث، ليترك خلفه تاريخا ومواقف جديدة بالذكر، فضلا عن حياته المليئة بتفاصيل كثيرة، بداية من وفاة والدته وهو ابن الـ 3 أيام، مرورا بمراحل تعليمه، وحبه للشعر والقصائد، والتحاقه بالقوات المسلحة، وعمله كمحررا صحفيا، ثم خادما بالكنيسة فراهبا، وهكذا حتى سار بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
قداس الذكرى
وترأس البابا تواضروس، أمس السبت، قداس ذكرى رجال الكنيسة الذين رحلوا خلال شهر مارس وهم: "البابا كيرلس السادس ومر على رحيله 48 عاما، والبابا شنودة الثالث ومضى على رحيله 7أعوام، والقمص بيشوي كامل وتوفى قبل 40 عاما، والقمص ميخائيل إبراهيم وتوفى منذ 44 عاما، والراهب فلتاؤس السرياني".
وبعد أن أقام البابا تواضروس "صلاة المزامير" ومن بعدها صلاة القداس، راح يسرد فضائل سلفيه "البابا كيرلس السادس" و"البابا شنودة الثالث"، قائلا :"البابا كيرلس كان محبا للصلاة والتسبيح وهي الصلوات التي كانت سببا في تدفق الخدمة والحيوية بالكنيسة، أما البابا شنودة فكان معلما وعلى يديه امتدت الكنيسة وانتشرت في أماكن كثيرة، وأحدث نهضة في مصر والكنيسة".
وبينما تحل اليوم الذكرى السابعة لوفاة البابا شنودة الثالث، فنسترجع نبذة من حياته التي كانت مليئة بالأحداث على جميع المستويات، نستعرضها في السطور التالية.
اسمه ومولده
بداية "البابا شنودة الثالث" اسمه الأصلي هو "نظير جيد روفائيل"، وُلد في 3 أغسطس 1923، في قرية سلام بمحافظة أسيوط، وبعد مولده بـ 3 أيام توفت والدته متأثرة بحمى النفاس، ومن هنا أصبح لديه الكثير من الأخوات بالرضاعة، إذ توالت عليه نساء القرية لترضعه أثناء الانشغال بوفاة الأم، فبات لديه أخوات ممن أرضعنه ومن بينهم مسلمين ومسلمات.
كان وفاة والدته وهو ابن الـ 3 أيام سببا أيضا لتعطله عن الدراسة لمدة عامين، فحين تقدم بأوراقه للمدرسة الأميرية الإعدادية في دمنهور، طلبت الإدارة شهادة ميلاده واكتشف أنه فى زحمة أحداث وفاة والدته لم تقم الأسرة بقيده، فرفع قضية لتسنينه استغرقت عامين.
"كنت طفلًا وحيدًا ماتت أمه دون أن يرضع منها، وعاش فترة من طفولته المبكرة بلا صداقة أو زمالة ولا لعب مثل باقى الأطفال، ولعل هذا ما ذكرته مرة فى قصيدة من الشعر قلت فيها: أحقًا كان لى أم فماتت/ ربّانى الله فى الدنيا غريبًا/ أم أنى قد خلقت بغير أُمٍ/ أحلّق فى فضاء مُدَلهِم"، هذا ما قاله "البابا شنودة الثالث" خلال فيلم تسجيلي عن حياته.
ويضيف:"أخذت فترة الروضة فى سنة واحدة، وانتقلت إلى الابتدائية، وأتذكر فى ذلك الوقت أننى كنت أقرأ الجرائد، وكنت أتصل بأشخاص أكبر منى فى العمر، منهم أخى الأكبر وأصدقاؤه، فكان عقلى ينمو بدرجة أكبر من سنى. السنتان الثانية والثالثة قضيتهما فى الإسكندرية، والرابعة رجعنا إلى أسيوط، وأيضًا كانت سنة رائعة".
قد مر بمراحل عديدة في حياته، سواء قبل انخراطه في الدين أو بعد ذلك، فهو كان شاعرا وكاتبا وضابطا بالجيش، قبل أن يكون بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، حتى أنه حصل على ألقاب عديدة منها "معلم الأجيال".
قبل البابوية
كان "نظير روفائيل" أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر الذي استمر في الفترة من 1928 إلى 1942، ومكاريوس الثالث في الفترة من "1942 - 1944"، ويوساب الثاني في الفترة من"1946 - 1956".
وإلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي كان يشغلها "نظير روفائيل" كان أحد الكتاب وينشر بصورة منتظمة في جريدة الأهرام القومية.
وقال البابا شنودة الثالث عن نفسه :"تعلمت بجوار الشعر، الزجل والموال والشعر الفكاهى، وأشياء كثيرة من هذا النوع، وكنت أدعى إلى حفلات الكلية، وأعرف أن الطلبة يحبون الفكاهة، لذلك كانت غالبية قصائدى من النوع الذى يضحكهم، بل كنت أقف على المنبر فيضحكون قبل أن أقول شيئًا لأنهم يتوقعون شيئًا مرحًا بالنسبة إلىّ".
في عام 1947 حصل نظير روفائيل "البابا شنودة الثالث" على الليسانس بتقدير ممتاز من جامعة فؤاد الأول، التي درس فيها التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث.
وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق البابا شنودة الثالث بالكلية الإكليركية، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرسا للتاريخ، وحضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذا واستاذا في ذات الكلية في نفس الوقت.
أحب البابا شنودة الكتابة ولاسيما كتابة الشعر والقصائد، وهو ما دفعه للعمل كمحرر لعدة سنوات ثم رئيس تحرير مجلة مدارس الآحد، إلا أن هذا لم يمنعه من استكمال دراساته العليا في علم الآثار القديمة، ومع كل هذا كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادما في مدارس الآحد، ثم خادما بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات.
في الجيش
وقبل أن يتحول "البابا شنودة الثالث" إلى حياة الرهبنة، كان ضابطا وملازمًا بالجيش، وكان ذلك عندما قرر الملك فاروق إلحاق طلبه الجامعات في آخر سنتين من الجامعة بالكلية الحربية لينالوا قسطا من التدريب في أجواء الاستعداد لحرب فلسطين.
ويحكى البابا الراحل عن مرحلة خدمته فى الجيش:"كان من الممكن دفع بدل نقدى لمن يريد الإعفاء من الجيش، لكننى تطوعت وأنا ما أزال طالبا فى الجامعة، فقضيت ثلاث سنوات فى التدريب العسكرى اليومى بمنطقة سيدى بشر ثم فى المندرة بالإسكندرية، وكنت فى الجيش الأول بين الخريجين فى مدرسة المشاة"
ويروي ذكرياته فى الجيش، خلال فيلم تسجيلي عن حياته قائلا:"أثناء فترة التدريب كنت مسئولا عن وجبات الطعام فى شهر رمضان، فكنت أبذل اهتماما كبيرا بطعام السحور والإفطار، وكان الطلبة يرشحوننى دائما لذلك؛ لأننى كنت جادا فى هذا الشأن شديد الإخلاص له، فكنت حريصا على خدمة زملائى متفوقا فى دراستى النظريات العسكرية".
الرهبنة
في 18 يوليو 1954 رُسم راهبا باسم "انطونيوس السرياني"، وقد قال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء.
وعاش "البابا شنودة الثالث" حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة، وذلك منذ عام 1956 إلى عام 1962.
وبعد عام من رهبنته رُسم قسا، وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره.، ثم عمل سكرتيرا خاصا للباباكيرلس السادس في عام 1959.
ورُسِمَ أسقفا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.
وروى البابا شنودة الثالث في مذكراته التى سجلها محبوه بصوته فى فيلم مصور:"فى فترة ما قبل الرهبنة كنت أيضا عضوا باللجنة العليا للتربية الكنسية وكانت تجمعنى بالمتنيح الارشيدياكون حبيب جرجس صداقة ومودة وألقيت قصيدة فى يوم الأربعين، حينما توفى وكنت متأثرا به جدا، كنت كلما أزوره أضع فى نفسى أننى لابد أن أتلقى منه كلمة منفعة، يقولها عبر الكلام دون قصد، ولكن تلصق بأذنى ثم تلصق بعد ذلك بمفكرتى وتصبح جزءا من منهجى الروحى فى الحياة، وهكذا كنت أحب الناس الكبار، سواء الكبار فى المنهج الروحى أو رجال الكهنوت عموما".
وواصل حديثه:"حينما جئت من الريف أو الوجه البحرى إلى القاهرة، كنت إذا رأيت كاهنا فى الطريق أظل أجرى حتى ألحق به وأسلم عليه وأقبل يده وأشعر بأننى أخذت بركة، وفى إحدى المرات زار أحد المطارنة كنيستنا فى شبرا، فدخلت فى الزحام وسلمت على الأب المطران، وظللت أتأمل يدى أسبوعا متعمقا فى البركة التى أخذتها هاتان اليدان من سلامهما على المطران".
البابوية
بعد وفاة البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
وفي عهد البابا شنودة الثالث في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر، وأولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وكان يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات.
وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت.
إنجازاته
في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر، وتمت سيامة أكثر من 100 أسقفاً؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، ومئات من الكهنة وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
كما زادت في عهده إلايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر العربية.
ويرى شنودة أن أهم عمل تم إنجازه فى مرحلته الباباوية هو انتشار الكنيسة فى المهجر حتى قاربت الـ100 قبل وفاته، من أمريكا حتى استراليا ومن أوروبا حتى إفريقيا.
الصدام مع السادات
بعد أن اعتلى الرئيس الراحل أنور السادات وخلفه البابا "شنودة" قمة الرئاسة والكنيسة على الترتيب، واجه أزمات مع السادات بسبب رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأكد موقفه برفضه الذهاب مع الرئيس «السادات» في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، مما ولد حالة عدائية من السادات تجاه البابا.
وانتقل الصدام إلى مرحلة أخرى بعد انتشار الجماعات الإسلامية فى أسيوط، وقال البابا شنودة حينها :"رأينا أن يعزل السادات، عثمان إسماعيل بسبب خطورة ميوله المتعصبة، وحينما نقلوا كلامى للسادات أجابهم: محافظ أسيوط متعصب ومطران أسيوط متعصب أيضا، فإن عزل المطران يعزل المحافظ، وهو كان -أى السادات- يروج دائما لمسألة التوازنات بالقول إن هناك متطرفين مسلمين يقابلهم متطرفون مسيحييون".
وأردف:"كان الجو مشحونا بالتوتر إلى أعلى حد، وكان السادات يريد أن يتخلص من هذا الجو، ولكنه يريد أن يتخلص منه عن طريق التوازنات، فيضرب الأقباط ويضرب المتطرفين المسلمين فى نفس الوقت، وحين كنت أخبره عن الاعتداءات على المسيحيين، لم يكن يتقبل من ذلك، لماذا؟".
ويضيف :"يجيب البابا: لأن أمرا خطيرا قد حصل، وهو اتفاق كامب ديفيد بينه وبين اليهود، وصورته صحف الغرب كبطل من أبطال السلام، وقسموا جائزة نوبل للسلام بينه وبين بيجن رئيس وزراء إسرائيل، وصار اسمه فى الصحف الغربية يلمع كبطل من الأبطال.. وفى وضع كهذا لم يعد يحتمل نقدا من أحد على الإطلاق، وصار يعتبر كل شكوى أقدمها إليه ضد هؤلاء المتطرفين، إساءة إلى حكمه وإساءة إلى شخصه، حتى كان يعتبر أن كل انتقاد له هو انتقاد لمصر".
اعتقال
ويقول البابا:"اعتبر السادات دفاعى عن الأقباط تدخلا فى السياسة، وأنا لم أكن طوال حياتى سياسيا، ولم يكن الأقباط مسئولين عن موقفى، بل أنا المسئول عنه، وقلنا له: سيادة الرئيس، تحمل مسئوليتك، ولم يقم بأى فعل، بل وقف فى مجلس الشعب وتحدث نحو ساعة ضد الجماعات المتطرفة والجو الذى أثاروه، وساعتين ضد الأقباط وضدى شخصيا، وروى حكاية غريبة عن محاولة تشكيل دولة قبطية فى أسيوط، وهى مسألة بعيدة عن المعقول تماما، بل قوبلت بالسخرية وعدم التصديق، ومنذ ذلك الحين لم التق السادات حتى يوم مماته".
وإثر كل هذا أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارات 5 سبتمبر التي بمقتضاها فُرضت الإقامة الجبرية على البابا وبعض الأقباط فى الدير، وألقى فى السجن ثمانية من المطارنة والأساقفة، و24 من الآباء الكهنة.
وحول ذكريات البابا شنودة في فترة الاقامة بالدير قال قداسته للكاتب الصحفي محمود فوزى "كتاب حوار محظور النشر صفحة68 ما يلى:
"إنني بطبيعتي أحب الدير وحياة الهدوء والسكون، وحينما صرت راهبًا لم يدر بخلدي إطلاقا أنني سأنزل مرة أخرى لأتولى عملا في العالم وكنت أود ان انمو في حياة الوحدة لكى اصل الى اعماقها والرهبنة كما اعرفها هي انحلال من الكل للارتباط بالواحد.. والواحد هو الله واتذكر اخر قصيدة كتبتها وانا في طريقي الى الدير وهى تأمل في درجة من درجات الرهبنة وهى درجة السواح الذين يعيشون تائهين في البراري والقفار الذين لا يعرفون اين هم، ولا يعرف العالم عنهم شيئا فيتفرغون كلية الى الله".
وأضاف :"فكنت أهدف إلى حياة من هذا النوع يعيش فيها الانسان في وحدة مطلقة وفي صلة كاملة بالله ولكن لم يسمح الله لي بهذه الحياة، فحينما سمح لي الرئيس السادات بان اقضى الاربعين شهرا في الدير كانت فرصة جميلة لي رجعت فيها الى حالة الهدوء".
واستطرد:" ولو على الغم منى ولكنى كنت اشعر بلذتها وقد أثمرت هذه الفترة عن نشر 16 كتابًا لي فكانت فترة هدوء وتحصيل وانتاج فكرى وانا باستمرار لا أحاول أن تكون المشاكل داخلي بل تقف خارجا وارى ان الانسان ينبغي أن يحتفظ بسلامة القلب والا يسمح بالمشاكل ان تغلبه او تنتصر عليه بل هو ينتصر عليها بالإيمان، وبالهدوء، بالتسليم الى الله، بالاستفادة من المشكلة الى اخر الطرق الروحية".
في عهد مبارك
وبعد أن تقلد حسني مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 أصدر قرارا في 1985 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض "البابا شنودة"، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس "مبارك" تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة.
وفاته
وهكذا مضى البابا شنودة الثالث 89 عاما من عمر طويل مليء الحكايات التي يخلدها التاريخ، حتى جاء يوم السبت 17 مارس 2012، ليفارق الحياة نتيجة لهبوط حاد بالدورة الدموية، وكان قبلها قد مضى رحلة علاج طويلة لسنوات بعد إصاباته بالسرطان.
وفي يوم الأحد 18 مارس 2012 تم وضع جثمان قداسة البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقسفي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه.
واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، إذ أوصى بأن يدفن في تابوت أهداه له بابا روما بندكت السادس عشر.