بعد شائعات علاجها لـ«كورونا».. أمراضٌ تداويها «الفضة»

كتب:

فى: أخبار مصر

00:59 14 فبراير 2020

مع تفشي فيروس كورونا الجديد، ظهرت بعض الشائعات حول اكتشاف منتجات لعلاج الفيروس القاتل، فاستغل بعض التجار حالة الهلع من الفيروس، للترويج لمنتجاتهم على أنها حلول سحرية للقضاء عليه، كان أحد تلك الاختراعات الوهمية "الفضة السائلة".

 

فبعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لافتات مكتوب عليها "يانوسون للكورونا" بإحدى المحال التجارية بالقاهرة، والتسويق له على أنه علاج فعلي للقضاء على هذا الفيروس، زعمت المتخصصة في الطب الطبيعي شيريل سليمن أن منتج يحمل اسم "سيلفر سوليوشن"،  قادر على الحماية من فيروس "كوروناالمستجد والقضاء عليه.

 

الفضة السائلة وكورونا

 

قالت شيريل خلال مقابلة أوردتها "سكاي نيوز": إن المنتج عبارة عن "فضة سائلة"، بمقدوره تعزيز الجهاز المناعي لدى البشر، وجعل الجسم أقل عرضة للتأثر بالفيروسات.

 

وأضافت: "لقد اختبرنا الفضة السائلة على سلالات أخرى من كورونا، وتمكّن من القضاء عليها في غضون 12 ساعة"، مستطردة أن الفضة السائلة توقف نشاط الفيروس وتقضي عليه، كما أنها تنشط الجهاز المناعي الذي يدخل أيضا المعركة بقوة".

 

ولم تكن شيريل وحدها التي روجت للفضة السائلة على أنها علاج للقضاء على فيروس كورونا، فقد سبقها في ذلك موقع "Silver Health Institute" ، الذي نشر علومات تؤكد فوائد الفضة في الحرب ضد كورونا، وفقا لموقع "غيزمودو" المتخصص بالأخبار العلمية والتقنية.

 

أمراض تُعالج بـ"الفضة"

 

وبخلاف الحديث عن الفضة باعتبارها علاج لفيروس كورونا المستجد، فإن هناك أمراضًا أخرى تدخل الفضة في علاجها، مثل القولون العصبي، وعلاج حب الشباب، وغيرهما، في الوقت الذي لا توجد فيه أدلة على صحة ذلك، بل يوجد تحذيرات من خطورة العلاج بالفضة.

 

أصل التداوي بالفضة

 

كان العرب قديمًا يستخدمون الفضة في تنقية المياه، بوضع المياه في القرب التي تم صنعها من جلد الشاة ليأخذوها معهم في أسفارهم، فكان يتم ملؤها بالماء حتى ثلاثة أرباعها، ويترك الباقي للهواء، ثم يوضع في القربة مع الماء قطع فضية من العملات التي كانت تصحك من الفضة.

 

ومع الحركة تهتز المياه داخل القربة، ما يؤدي الى إحتكاك القطع النقدية الفضية بعضها ببعض، فتنفصل أجزاء دقيقة في شكل مسحوق فائق النعومة من الفضة لتختلط بالماء، فيقضي هذا المسحوق بالقضاء على البكتيريا التي يمكن أن تنمو في الماء، بحسب ما ذكر موقع "مرسال".


 

وفي القرن الثامن عشر، كانت تستخدم نيترات الفضة في علاج الجروح و القرح ومعظم الأمراض الجلدية، حتى أنه في القرن التاسع عشر كان يوجد حوالى 60 مستحضر طبي من الفضة يوجد على القوائم الدوائية في ذلك الوقت ، وفقا لـ"مرسال".


ومنذ ما يقرب من 7 آلاف سنة، عرف الصينيون أهمية الفضة وقدرتها على مكافحة البكتيريا، ومن هنا استخدمت الإبر الصينية المصنوعة من الفضة.

 

وكانت الهند أيضا تستخدم الفضة في علاج الأيورفيدا ومنها الحمى، والالتهابات المعوية المزمنة، والنشاط الزائد للمرارة، وغيرها من الأمراض الكثيرة.
 

القولون العصبي والبكتيريا

 

بالبحث عن استخدام الفضة في العلاج، تجد بعض الأشخاص يسرودن تجاربهم في علاج بعض الأمراض باستخدام الفضة، وعلى رأسها القولون العصبي، إذ يقول أحد المرضى إنه استخدم الكثير من الأدوية لعلاج القولون الذي لازمه لسنوات طويلة، غير أنه لم يجد ضالته في الشفاء إلا بعد استخدام الفضة.

 

وبحسب موقع "الطبي" فإن الفضة الغروية، يتم استخدامها كعامل مضاد للجراثيم، ويزعم البعض بقدرتها على شفاء الجسم بشكل أسرع والقضاء على البكتيريا المعوية السيئة، وقد تؤثر على البكتيريا الجيدة وتتسبب في قتلها مما يوجب استخدام البروبيوتيك والإنزيمات الهاضمة لتعويض البكتيريا الجيدة.

 

والفضة الغروية هي منتج يباع تجاريا، يحتوي على رقائق الفضة النقية التي يتم تعليقها في ماء منزوع المعادن أو سائل، وغالبا ما توصف في علاج التهاب القولون العصبي والتهاب الرتج والتسمم الغذائي وبعض الظروف المؤدية إلى الإسهال.

 

كيفية الاستخدام

 

ويوصي البعض باستعمال نصف كوب من الفضة الغروية لمدة يومين، كما يمكن استخدامها كحقنة شرجية في بعض حالات متلازمة القولون العصبي.

 

والفضة لا تعتبر عنصرًا سامًا إذا ما تم تناولها بحذر، موضحة أن الجرعات المفرطة مثل الجرعات اليومية الكبيرة لسنوات عديدة، قد تتسبب في تراكم جسيمات الفضة في الجسم مما يؤدي إلى تحول الجلد إلى اللون الأزرق الرمادي بطريقة غير قابلة للتراجع في حالة تعرف باسم Agyria..

 

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، قد أصدرت بيانا صحفيا، يفيد بعدم وجود أي دليل يشير إلى وجود فائدة صحية واضحة للفضة الغروية،  بل هناك أدلة على بعض المخاطر المرتبطة باستخدام الفضة الغروية.

 

القرح والصرع

 

وبحسب موقع "مرسال" فإن الفضة تم استخدامها في بعض الأغراض الطبية والوقائية، مثل الخفقان، واحتباس السوائل، والصرع والجنون.

 

كما تدخل الفضة ضمن المركبات التي تستخدم في صناعة المراهم حاليا، وتستخدم في علاج القدم السكري.

 

وبدأ التفكير في الرجوع للعلاج بالفضة في فترة السبعينات من القرن الماضي، ولكن العودة الفعلية للفضة في الطب الحديث جاءت بعد البحث الذي تم في جامعة سانت لويس،  والذي كان يسعى فيه الفريق البحثي إلى الوصول الى مطهر قوي وفعال لعلاج الحروق.

 

وتوصل فريق البحث إلى أن نترات الفضة كانت ذات جزئيات كبيرة، وتتسب في حرق الأنسجة فقاموا بتخفيفها، و قد أتت بنتائج إيجابية إذ نجحت في قتل البكتيريا، وبخاصة البكتيريا الهوائية الكاذبة، وغيرها من أنواع البكتيريا والميكروبات الشرسة.

 

لكن نترات الفضة كانت تتسبب في اضطراب في توازن الأملاح في الجسم، كما أنها ثقيلة وتؤدي إلى صبغ أى شئ تلمسه، لذا سعي الفريق إلى البحث عن بديل لنيترات الفضة، وله نفس التأثير دون وجود الأثار الجانبية، حتى توصلوا إلى ما يُعرف بالفضة الغروية، وهو محلول الفضة الوحيد الذي لا يترسب تحت الجلد.

 

حب الشباب

 

وإلى جانب الأمراض المزمنة التي تدخل الفضة في علاجها، حسبما ذكرت بعض المواقع المتخصصة، أن الفضة أيضا يمكن استخدامها في التخلص من حب الشباب.

 

فبحسب "ديلى ميل"، فإن فتاة بريطانية كانت تعانى من حب الشباب، ذهبت للعديد من الأطباء الذين وصفوا لها المضادات الحيوية المختلفة، والعلاجات التقليدية لحبوب الشباب، لكن  ساءت حالة بشرتها الجافة أكثر.
 

وبعد أن جربت الفتاة العشرينية كافة الحلول التي وصفها لها الكثير من الأطباء الذين لجأت إليهم، وجدت الحل النهائي في مستحضر الفضة الذي وصفه لها أحد الأطباء، وهو مستحضر يستخدم لقتل البكتيريا التي تحدث في قروح وعدوى الجلد.



الآثار الجانبية لـ"العلاج بالفضة"

 

مستحضر الفضة كغيره من المستحضرات والأدوية الطبية له أيضا آثار جانية، فهناك من يعانون من الحساسية من الفضة، ويعود ذلك إلى نقص في فيتامينE   أونقص السيلينيوم، أو من تحتوي أغذيتهم على مقدار كبير من السيلينيوم.

 

كما يعاني الحساسية من الفضة، من يعانون من أمراض وراثية تؤثر على عملية استقلاب السيلينيوم، وكذلك المصابون بتليف الكبد ، وهناك بعض الناس تتحسس من الفضة لأسباب لم يحددها العلماء بعد.

 

ونظرًا للآثار الجانبية التي يخلفها العلاج بالفضة، لم يعترف به رسميا، فبعد أن كانت تستخدم الفضة كعلاج قديم، صرحت منظمة  الغذاء والدواء FDA في عام 1999بعدم كفاءتها أو أمانها.

اعلان