الوضع يثير المخاوف على فيسبوك
بالفيديو| العتبة لا تبالي بكورونا ..زحام وتكدس ومواطنون بلا كمامات
نظرة واحدة هنا تجعلك تشعر وكأن لا وباء في تلك البلدة، أناس كثيرون، رجال ونساء وأطفال وشباب، الجميع يسير في طمأنينة دون مبالاة، يتطلعون يمينا ويسارا يبحثون عما جاءوا من أجله، ربما ثوب جديد يتزينون به في العيد، وربما عروس على موعد مع موسم الزفاف فتشتري ما ينقص من مستلزماتها.
هنا في سوق العتبة والموسكي، لا صوت يعلو فوق صوت "البيع والشراء"، فهناك من لا يحمل هما سوى "لقمة العيش" التي يفوق حرصه عليها خوفه من الموت ذاته، وكأنه يغامر بروحه في سبيل الحصول عليها، وهناك من لا يبالي من يشغله مطالب الحياة من كسوة وملبس وأعراس.
زحام العتبة والموسكي
هكذا يبدو سوق العتبة والموسكي وشارع الأزهر، في زمن وباء فيروس كورونا، الذي حصد ما يزيد عن مائة ألف روح حول العالم، وتقترب من مليوني إصابة، زحام شديد وتكدس بين المواطنين، دون مراعاة لمعايير الوقاية من الوباء، رغم التحذير من التجمعات وخطوراتها في نقل العدوى.
يتوسط المشاهد جمع من النساء والأطفال لا مسافات بينهم، يدفع بعضهم البعض حتى يجد موضعا لقدمه، قليل منهم من يرتدي كمامة الوجه، بينما الكثير يمضي بدونها.
أما الباعة فيتنافسون في جذب الزبائن، منهم من يقف أعلى كرسي ويدق على "الدف" ويتغنى وهو ينادي على بضاعته "قربي يامدام، قربي ياآنسة، كل اللي يناسبك عندنا"، وآخرون لجأوا لمكبرات الصوت حتى لا تبح أصواتهم في ذلك الزحام.
ذعر على الفيس بوك
وبينما ترى تلك الحالة من اللامبالاة والزحام والتكدس، على النقيض تماما إذا تصفحت مواقع التواصل الاجتماعي، تشعر وكأن نهاية العالم تقترب، حالة من الذعر والخوف تنتاب أصحاب ذلك العالم الافتراضي، حتى بات البعض يشعر بالنقيض بين ما عليه الزحام بالشوارع والهلع من انتشار الوباء.
الزحام الذي بدى عليه سوق العتبة والموسكي وشارع الأزهر، اليوم الأثنين، بات محط حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات لذلك المشهد، وتوقعات بمشهد كارثي الأيام القادمة، ومزيدا من أعداد الإصابات بالفيروس نتيجة ذلك الزحام.
فقد عاد الزحام مجددا للعتبة بعد أن شنت الأجهزة الأمنية حملة منذ أيام، بعد انتشار صور مماثلة للزحام الشديد بالسوق، وعلى إثره أخلى حي الموسكي نحو 40 ألف بائع متجول من العتبة.
البعض أرجع مشهد الزحام في العتبة والموسكي وشارع الأزهر، إلى قرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بتقليل ساعات الحظر، وآخرون أرجعوه لبحث الناس عن لقمة العيش.
سبب الزحمة؟
كريم هشام، أحد مستخدمي فيس بوك، شارك صورة الزحام بالعتبة، وعلق قائلا :"و رجعت ريما لعاداتها القديمة، اتمني يكون عندنا تفسير من الحكومة هل خلاص احنا في امان؟!!! و الناس مفيش خوف عليها من الازدحام و التجمعات زي كل دول العالم ؟!! ولا مستنين تحصل كارثه في اعداد المصابين و بعدين نبدأ نعالج الموقف ؟".
وأضاف :" عشان لو خلاص الدنيا أمان يبقي نعرف الشعب كله و نعيش حياتنا كلنا عادي بقي، مع العلم ان دا مش العتبة بس .. دا بقي تقريبا حال حاجات و اماكن كتير اوي .. ف محتاجين نفهم بس خير فيه ايه ؟!".
وتساءل:"ليه المساجد و الكنائس اتقفلت طيب لو هنسيب الناس تتجمع براها ؟! ايه الفكرة ؟، ايه الفكره ان فيه ناس محبوسة في البيت و ناس عايشه حياتها عادي سواء بقي اغنياء او فقراء او شقيانين او في سوق شعبي او في كومباوند ؟!! يعني هل فيهم حد مش عرضه للمرض يعني".
ورأى عبد الله غلوش، أن السبب في ذلك الزحام، تقليل ساعات الحظر، قائلا :"للاسف الساعة الزيادة اللي مدتها الحكومة في الحظر ، خلت الناس تفتكر ان الموضوع انتهى والكرونا اختفت خلاص .. الموسكي النهارده بدون كمامه واحده رغم كل الزحمة دي ".
واتفقت معه إيماء خالد قائلة :"للاسف الناس جتلها حالة اطمئنان عجيبه نتيجه لتخفيف وقت الحظر ودكاترة كتير بيطلعوا يقولوا الموضوع بسيط وحيروح لما الجو يبقى حر وحاجات عجيبه كده خلت الناس تحس ان الموضوع بسيط يعني، ده لسه يوم شم النسيم أن شاء الله حتبقى الدنيا ربيع والجو بديع وحاجه اخر جمال".
في حين رأت ابتسام المصري سبب آخر قائلة :"في المناطق الشعبية مش فارق معاهم حظر ولا لأ و لا فارق معاهم الكورونا و بيتريقوا وعايشين حياتهم علي الآخر".
وقالت رضا محمد :"معادلة صعبة جدا لا يمكن تحقيقها ف مصر الناس مش جاهلة الناس هاتجيب منين واللى بيشترى برضه على اده علشان كده ف المناطق دى زحمه على طول الناس تقدر على اسبوع اسبوعين بعد كده ماعندهمش حاجة يبكوا عليها ربنا معاهم ومعانا".