«المنحة يا ريس».. هتاف العمال من مبارك للسيسي إلى زمن كورونا
"المنحة يا ريس".. جملة هي الأشهر في تاريخ الاحتفال بعيد العمال، اعتاد العمال على إطلاقها خلال خطاب الرئيس الأسبق حسني مبارك في هذه المناسبة ليقابلها بابتسامة ووعد بزيادة العلاوة، ورغم رحيل مبارك عن الحكم إلا أنها لاتزال حاضرة في المشهد.
فبينما يمر اليوم الاحتفال بـ "عيد العمال" اجتمع فيه الوباء مع وتيرة الغلاء وتدني المرتبات وتسريح العمال، تظهر في المشهد منحة الـ 500 جنيه التي قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي منحها للعمالة غير المنتظمة التي تضررت من تداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
بداية المنحة
الأصل في كلمة منحة عيد العمال، أنه أثناء الاحتفال به في كل عام، اعتاد العمال النداء بها خلال إلقاء مبارك كلمته بهذه المناسبة، فيقابلها ابتسامات ووعود بالمنحة، فتعج القاعة بالهتاف والتصفيق.
خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كانت الخطبة التى يلقيها حماسية ويتحدث فيها عن مشكلات وأزمات العمال، وتأكيد ضرورة العمل على حلها، دون التطرق إلى المنح أو المخصصات المالية، حسبما يقول طارق عبد العال، باحث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، في مقال له بجريدة الشروق بعنوان "عيد العمال وقانون العمل الجديد.. المنحة يا ريس".
ويواصل عبد العال: "ظهرت فى الحقبة الساداتية المنحة التى تقدمها الدولة فى صورة مكافآت أو منح للعمال لتحفيزهم على زيادة الإنتاج، وحتى يومنا هذا بقى تقليد عيد العمال على ما هو وما به من طقوس".
منحة مبارك والسيسي
اشتهرت منحة العمال في مبارك، ففي نهاية كل خطاب له بمناسبة عيد العمال، كان يهتف الجميع "المنحة ياريس" فكان يتبسم ويعد بالزيادة.
إلى أن جاء في إحدى السنوات حين بدأ العمال يهتفون بالمنحة فقال لهم مبارك :"شوفوا بقى أنا مبحبش حكاية المنحة ياريس دي، المنحة حقكم وحتضاف للمرتب، وبعد كده محدش يقول لي المنحة ياريس".
وظلت جملة "المنحة يا ريس" حاضرة أيضًا في احتفال العمال في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي وعدهمم بزيادة بنسبة 50%، قائلا: "من يأخذ منكم منحة 100 جنيه في هذه المناسبة سيأخذ 150 جنيهًا، ومن يأخذ 200 جنيه سيأخذ 300 جنيه".
وحضرت خلال احتفال السيسي بعيد العمال العام قبل الماضي، حيث طالبه أحد الحضور بالاحتفالية التي نظمها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر قائلًا: "المنحة ياريس"، فابتسم السيسي ورد عليه قائلًا: "حاضر.. حاضر".
منحة كورونا الـ500 جنيه
وفي الوقت الذي يعاني فيه عدد كبير من العمال غير المنتظمة في ظل توقف بعض الأعمال وتعطلها، جراء تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي صرف منحة قدرها 500 جنيه.
وقرر السيسي صرف منحة للمضارين من تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، قدرها 500 جنيه بإجمالي 1500 جنيه على مدى 3 أشهر لنحو مليون و500 ألف مستحق.
بداية الاحتفال
يعود بداية الاحتفال بعيد العمال في مصر إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فقبل 23 يوليو سنة 1952 لم يكن العمال يعرفون شيء عن عيد العمال، الذي احتفل به العالم بسبب استغلال الرأسماليين وإصدار القانون 85 لسنة 1942 حيث حرمهم هذا القانون من حق تكوين اتحاد عمال كما حرمهم من حق العمل بالسياسة.
ولما قامت ثورة 23 يوليو صدرت عدة قوانين سنة 61 الاشتراكية التي أكدت مشاركة مشاركة العمال في إدارة المنشات وفى نسبة من الأرباح وتحديد الحد الأدنى للأجور كما أباحت الاحتفال بعيد العمال للمرة الأولى فى مصر منذ عام 1963 وحتى الآن.
السيسي يهنأ العمال
وهنّأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، عمال مصر اليوم الجمعة "الموافق عيد العمال"، موجهًا لهم رسالة شكر وعرفان وتقدير لما قدموه في دفع عجلة التنمية والإنتاج وبصمتهم الموجودة بكل الشوارع والميادين والكباري وكل إنجاز تحققه الدولة.
وقال السيسي في تدوينة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أتوجه إلى كل عمال مصر في عيدهم بعظيم تقديري واعتزازي لجهد سواعدهم وكفاحهم النبيل في شتي ميادين الإنتاج في أرجاء الوطن، وأؤكد لكم عمال مصر الأوفياء، أنكم تمثلون قطاعًا وطنيًّا هو القوة الدافعة للبناء والتقدم، والقاعدة الراسخة للإنتاج وأنتم المحور الأساسي للتنمية".
وأضاف الرئيس: "تحية عرفان لجميع عمال وصناع وزراع مصر الشرفاء الذين يسطرون بثمرة جهدهم المقدر وإرادتهم القوية وعملهم المخلص ملحمة تاريخية لتغيير الواقع والانطلاق إلى مستقبل أفضل لوطننا الغالي مصر".