نصائح لحماية الأبناء
ما وراء الشذوذ الجنسي.. حكايات على «شيزلونج» أطباء نفسيين
في الثامن والعشرين من شهر يونيو يحتفل المثليون الذين اتخذوا من "قوس قزح" شعارًا لهم"، بذلك اليوم الذي أعلن فيه عدد من الرؤساء الأمريكيين السابقين دعمهم لحركة تحرير المثليين في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم الاحتفال السنوي للمثليين بذلك اليوم، إلا أن هذا العام أثار حالة واسعة من الجدل.
فقبل أيام من الاحتفال السنوي للمثليين الجنسيين، تصادف ووقع حادث انتحار الناشطة النسوية سارة حجازي، التي سبق وأن تعرضت للسجن عقب رفعها لعلم "الرينبو" وهو علم دعم الشواذ جنسيًا في حفل قدمته فرقة موسيقية تسمى مشروع ليلى عام 2016، وهو ما خلق حالة انقسام بين هجوم ضدها ومدافع عنها.
وبعد أن كان الانقسام حول التعاطف مع سارة حجازي والهجوم عليها، سرعان ما تحوَّل إلى ما يشبه ساحة حرب على "السوشيال ميديا" بين الداعمين للمثلية الجنسية، والرافضين لها، فالفريق الأول بدأ يتداول منشورات يهاجم فيها الرافضون للمثلية، فيما استخدم الفريق الآخر من القرآن الكريم برهانًا له للدفاع عن رأيه.
وما بين الفريقين سواء المتعاطف مع المثليين جنسيا أو منتقديهم، هناك أصحاب الاختصاص من أهل العلم، من خبراء نفسيين ورجال الدين، فكيف يرون التعامل الصحيح مع هذه القضية، والأسباب التي تدفع البعض للشذوذ الجنسي، وهل يمكن التخلص منها ومعالجتها أم لا ؟.
ما وراء الشذوذ؟
بداية يقول الطبيب النفسي جمال فرويز، إن الشذوذ الجنسي كان مصنف كأحد الأمراض النفسية في التقسيم الدولي حتى عام 1992، إلا أنه تم حذفه بعض ذلك باعتباره سلوك، معتبرا أن ذلك يرجع إلى ضغوط المثليين الجنسيين ودعمهم من مسؤوليين كبار في بعض الدول الأوروبية.
ويضيف فرويز لـ"مصر العربية" أن 90 % من الشواذ جنسيا الذين خضعوا للعلاج في عيادته، مروا بحوادث اغتصاب في الصغر عدة مرات، وأغلب حالات الاغتصاب كانت في محيط الأسرة من ابن الخال أو ابن العم، أو الجد، أو الأب، أو الخال، أو العم، وبعضهم كان من المدرسين وفراش المدرسة.
وأشار إلى أن هناك أيضا بعض الشواذ يعانون من اضطراب جيني يدفعهم للرغبة الجنسية مع نفس الجنس، منوها إلى أن البعض يبرر هذا السلوك الشاذ بأنه يعاني من خلل هيرموني دون أن يكون مريضا نفسيا، وإنما ليتخلص من النظرة السلبية له.
وروى الطبيب النفسي أن أحد المرضى أبلغه أنه تعرض للاغتصاب مرات عديدة وهو صغير من خاله، دون أن يفهم ماذا يفعل معه، فقد كان يقنعه الخال بأن هذه الممارسة بين الرجال ليست شيئا محرما، وإنما المحرم هي العلاقة بين الرجال والنساء.
وتابع أن أحد الشواذ جنسيا من الذين كانوا يخضعون للعلاج عنده، قال له إنهم قديما كانوا يخافوا إعلان أنهم مثليين، فالبعض يبصق عليهم، والآخر يضربهم، ولكن الآن أصبحوا يعتبرون ذلك حقا لهم، ويدافعون عن حقوقهم بعدما تجمعوا على مواقع التواصل الاجتماعي، فباتوا يستقون بـ"السوشيال ميديا" والخارج.
ولفت إلى أن هناك بالفعل من يعترف بمرض الشذوذ الجنسي وأنه بحاجة إلى العلاج، وهؤلاء يمثلون للشفاء ويقلعون عن تلك العادة المحرمة والمذمومة اجتماعيا، منوها إلى أن نسبة 80% من المرضى لديه مثلوا للشفاء تماما من الشذوذ سواء فتيات أو شباب.
ووجه الطبيب النفسي نصائح للأسرة بضرورة حماية صغارهم من التعرض للاغتصاب، لاسيما الأقارب وأبناء الجيران، وأن يتحدثوا مع أبناءهم عن حماية أنفسهم، ويشرحون لهم ماذا يعني الشذوذ وحرمة ذلك وأضراره.
وأردف"بعض الأسر ترى أنه عيب يتحدث مع الأطفال في مثل هذه الأمور، ولكن الحقيقة أن الأطفال يتعرضون للاغتصاب وهم لا يدرون ولا يفهمون ماذا يحدث معهم، وحين تصبح عادة لديهم وتستمر معهم في الكبر، حينها يدركوا أن ما حدث معهم في الصغر كان اعتداء جنسي".
وأشار إلى أن هناك علامات تشير إلى أن الطفل تعرض للاعتداء الجنسي، مثل خوف الطفل من شخص ما، فعند رؤيته يتشبث بأمه، أو يرفض الذهاب معه لأي مكان، فهنا إشارة إلى أن ذلك الرجل الذي يخاف منه الطفل يهدده بشيء ما، أو أن الطفل يصرخ ويبكي باستمرار، أو أنه يجلس وحيدا وشاردا كثيرا، أو يمتنع عن الطعام، فكلها علامات أن الطفل قد يكون يعاني من مشكلة ما.
شاذ منتحر..اغتصاب من أولاد الخال
وفي السياق نفسه روى أحد الصحفيين، دون ذكر اسمه، توثيقه لحالات تعرضت لتحرش جنسي في الصغر، ما تسبب في أن دفعهم في الكبر إلى الشذوذ الجنسي، موضحا أنه لا يدافع عن هؤلاء الشواذ ولكن يريد أن يوضح أن هناك منهم مرضى نفسيين نتيجة حادث اعتداء جنسي في الطفولة.
وأوضح الصحفي، عبر منشور له على موقع فيس بوك، أن واحدا من 7 حالات من الأشخاص الذين التقى بهم، كان طالبا في كلية الطب، ويقول إنه تعرض للاغتصاب وهو في عمر الـ9 سنوات، من أبناء خاله في بيت جدته، ولأنه لا يعرف إذا ما كان هذا "عيب" أو حرام ولا ماذا يعني ما حدث معه، فالتزم الصمت خوفا من تهديد أولاد خاله الأكبر منه سنا.
واستطرد أن الطفل أصبح يتعرض لهذا الاعتداء من أبناء خاله بشكل أسبوعي، حتى تغيرت جينات الجسم وأصبح في احتياج لنفس الجنس، مضيفا :"الولد دا قالي أنه مبقاش قادر يبص لأي بنت، ويوم ما قرر يروح لطبيب فراوده عن نفسه، ويوم ما قرر أن يدخل مسجد يتحدث مع شيخ فكفره الشيخ، وإذا اعترف للدولة سيتعرض للحبس".
وواصل الصحفي حديثه" هذا الشاب بعد 6 أشهر انتحر، وقبل أن ينتحر ترك لي رسالة وطلب مني عدم نشر الفيديو، وكان موته صدمة كبيرة، لأني كنت أرى أن هذا الشاب ليس له ذنب في أن تكون حياته بهذا الشكل، أنا لا أدافع عن المثلية ولكن أكتب تجربتي في رحلتي لتوثيق بعض التجارب التي تعرضت لاغتصاب من الأهل، عشان أقول أن طول ما دور الأهل والدين والمجتمع والدولة غايبين كلامنا مش هيبقى له أي قيمة".
مسببات الشذوذ الجنسي
يقول دكتور حكمت سفيان، طبيب نفسي متخصص في علم نفس الطفل، في كتابه عن مسببات المثلية الجنسية، أن هناك أسباب عدة، ولكن المبدأ الأساسي في الميل الجنسي النهائي عند الإنسان يقوم على عاملي التثبيت على الخبرات الإيجابية والنفور من الخبرات السلبية، والتثبيت على ذلك النفور الذي ينتج عن الخبرات التي تحدث في مرحلتي الطفولة و المراهقة بشكلٍ رئيسي.
وأضاف أنه ليس من الضروري أن تكون تلك الخبرات خبراتٍ جنسية، فالأم ذات الشخصية الكريهة التي تكون دائمة الصراخ في المنزل، وكأنها جلاد في سجن تحرم أطفالها من الشعور بالاستقرار تجعلهم ينفرون في المستقبل من النساء، لأن الرجل عندما يبحث عن فتاة ليتزوجها فإنه يبحث عن الاستقرار و السكينة ولا يبحث عن جلاد.
ولفت إلى أن كذلك الحال بالنسبة للأم التي تهمل شكلها ولا تراعي تصرفاتها، فإنه سينفر كذلك من النساء في المستقبل، مشددا أن الأم هي الأنثى الأولى في حياة الأطفال والمراهقين وهي التي تعطيهم نموذجاً للأنثى الحقيقية التي تبعث في المنزل السكينة و الطمأنينة والمحبة.
ونوه إلى أن إحدى مسببات المثلية الجنسية، هي تعرض الطفل أو المراهق الصغير لاعتداءٍ جنسي سواء من رجل أو امرأة، وكذلك مشاهدة المواد الخلاعية، والحمامات المشتركة في المدارس في أوروبا الغربية و الشرقية و الولايات المتحدة، كلها تلعب دورا كبيرا في انتشار الشذوذ الجنسي.
وقال الطبيب النفسي، إن من مسببات الشذوذ النفسي كذلك الصراخ الدائم في وجه الطفل (صبي أو بنت) والتقليل من شأنه وصفعه في السر والعلن، فعندما يفقد الطفل لكرامته فإنه يفقد معها شيئاً كثيراً من هويته الجنسية.
أشكال الشذوذ الجنسي :
وأوضح الطبيب النفسي حكمت سفيان، أن هناك شذوذ جنسي مرضي، وفيهذه الحالة يشعر المريض برغباتٍ شاذة ولكنه لا يمارس الشذوذ بشكلٍ فعلي، والشخص المصاب بهذه الحالة يتمتع بقوة إرادة وروادع دينية وأخلاقية تمنعه من ممارسة الشذوذ، بالرغم من المعاناة الداخلية التي يكابدها.
وهناك الشذوذ الجنسي الإجرامي، وهي الحالة التي يمارس فيها الشخص الشذوذ الجنسي بشكلٍ فعلي عندما تسنح له الفرصة، وفقا للطبيب النفسي.
"الإفتاء" تنصح بالعلاج
وبشأن الشذوذ الجنسي، كانت دار الإفتاء قد نشرت فتوى، عبر صفحتها على موقع "فيس بوك" عقب الجدال الدائر حول واقعة "سارة حجازي"، قالت فيها إن الله عز وجل حرم الشذوذ الجنسى تحريماً قطعياً؛ لما يترتب عليه من المفاسد الكبيرة.
وأوصت "الإفتاء" من كان عنده ميل إلى هذه الفعلة الشنيعة أن يبحث عن الطبيب المختص، ويحاول أن يعالج من هذا الداء القبيح، فالأديان السماوية جميعها رافضة لمسألة المثلية الجنسية باعتبار ذلك خروجاً عن القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كافة.
كريمة:"الشذوذ كبيرة وليس كفر"
وعن حكم الشذوذ الجنسي، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه الإسلامي لقسم الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن فاعل الشذوذ الجنسي، فعل قوم لوط من الرجال أو السحاق من النساء، مرتكب لكبيرة من الكبائر المحرمة، بنصوص قطعية الورود والدلالة معا.
وأضاف كريمة، في بيان له بتاريخ 25 يونيو، 2020، أن جريمة الشذوذ لا تخرج عن ملة الإسلام، فإذا مات يغسل ويكفن ويصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين ويستغفر له.
عقوبة الشذوذ في القانون
وعن عقوبة الشذوذ الجنسي في القانون، فهي لا تقل عن ستة أشهر حبس ولا تجاوز ثلاث سنوات، لكل من وجُد في مكان عام يُحرض على الفسق أو الفجور أو البغاء، بالقول أو الإشارة أو أي وسيلة أخرى، حسب المادة 294 من قانون العقوبات، وشملت المادة كل من الآتي :
- قاد أو حرض أو أغرى بأي وسيلة ذكراً لارتكاب فعل اللواط أو الفجور.
- قاد أُنثى لممارسة البغاء.
-حرض أُنثى أو استدرجها أو أغْواها أو أغراها، بأي وسيلة، على ارتكاب البغاء أو الإقامة أو التردد على بيت للبغاء بقصد ممارسة البغاء فيه سواء داخل البلاد أو خارجها.
- حرض أو أغرى بأي وسيلة ذكراً أو أنثى لإتيان أفعال منافية للآداب أو غير مشروعة.
- جلب أو عرض أو سلم أو قبل ذكراً أو أنثى بغرض الاستغلال الجنسي.