في حديث أسرتها لـ«مصر العربية»

«الجامعة الأمريكية حلمها».. قصة تحدي الأولى على المكفوفين في الثانوية العامة

كتب:

فى: أخبار مصر

19:10 04 أغسطس 2020

جاءت إلى الدنيا والظلام يكسو المكان من حولها إلا أن هذا لم يمنعها من التحليق بعيدًا بحلمها ورسم خطة  لحياتها، فدخلت العام الدراسي المنصرم وليس أمامها سوى هدف واحد فقط  هو التفوق والالتحاق بالجامعة الأمريكية، وهي تعلم أن المجهود الذي قد تبذله  سيكون مضروبًا في اثنين عن غيرها من زملائها المُبصرين ممن هم في مثل عمرها.. 

 

تواصلت "مصر العربية" مع  ميرفت محمد والدة الطالبة الأولى على المكفوفين هذا العام في ماراثون الثانوية العامة،  بمجموع 395.5 درجة- شعبة أدبي-، وتُدعى سامية محمد عبد الرحمن، بمدرسة النور للمكفوفين بالجيزة بنات، لتروي لنا قصة التحدي التي خاضتها صغيرتها طوال هذا العام.. 

 

 

 

 

بدأ العام الدراسي في بيت "سامية" مُبكرًا قبل دخوله بشهور حيث  كانت حريصة  على الانتهاء من طباعة كافة الكتب الخارجية بنظام برايل، كي تتمكن من استذكار ما بها من دروس من خلال المرور بأطراف أناملها على ما تحويه تلك الكتب ذات الطابع الخاص، حيث تقول الأم لـ "مصر العربية": بدأنا طباعة الكتب في شهر 4 قبل بدء الدراسة لأن الأمر يستغرق وقتًا كما كنا نفعل هذا على مدار العام فبعد كل درس تحضره ابنتي نأخذ ما معها من ملازم ونرسلها لطباعتها على طريقة برايل، وساعدنا في هذا جمعية نور البصيرة. 

 

"سامية" التي حلمت  منذ اليوم الأول بالالتحاق بكلية الإعلام في الجامعة الأمريكية، - بحسب والدتها- كانت تجلس لساعات طوال تستذكر دروسها  فتقول: إذا كان وقت المذاكرة لمُبصر في مادة ما يستغرق 4 ساعات فمع ابنتي سامية أو اي كفيف يتضاعف الرقم إلى 8 ساعات.. في تلك اللحظة التقطت "فرح محمد" شقيقة الأولى على الثانوية العامة أطراف الحديث قائلة: "أختى كان يومها معكوس تذاكر طوال الليل وتريح شوية بالنهار وبعدين تكمل". 

 

لم تكن "سامية" حديثة العهد في عالم المتفوقين، فسبق وحصلت على منحة في الجامعة الأمريكية نظرًا لتفوقها في المرحلة الإعدادية، ومنذ ذلك الحين وحلم الالتحاق بكلية الإعلام أو الألسن في الجامعة الأمريكية يداعب خيالها، -حسبما روت لنا والدتها- قائلة: "ده حلمها الأساسي ولو لا قدر الله محصلش هتدخل الكليات دي في أي جامعة تانية بس هي نفسها في الجامعة الأمريكية". 

 

 

لم تدخر "سامية" جهدًا طوال العام رغم ما  قد يحاوطها من عقبات ومجهود وصفته والدتها بأنه مضروب في 10 عن غيرها من زملائها المبصرين، فضلًا عن كورونا الذي حال دون ذاهبها لدروسها. 

 

فمنذ شهر 3 لزمت الفتاة الكفيفة البيت بأمر من كورونا، فتقول والدتها: "مديرة المدرسة دشنت مجموعة على الواتساب وقامت بإدخال كافة طلاب الثانوية العامة بمدرستها كي يكون هناك حلقة وصل فيما بينهم وبين المعلمين، ممن كانوا يمدوا الجميع بمقاطع مصورة فضلًا عن الرد على اي استفسارات". 

 

 

"الحمد لله ربنا كلل تعبها"؛ بتلك العبارة استكلمت الأم حديثها إلينا، بعد عام من الجري ما بين المدرسة والدروس وطباعة الكتب على طريقة برايل

 

وعن لحظات إعلان النتيجة اليوم وما اعقبها تقول شقيقتها، كنت نتابع بإهتمام كلمة وزير التربية والتعليم عبر شاشة التلفاز وفجأة بمجرد سماع شقيقتي سامية اسمها انهارت واخذت تصرخ من شدة فرحتها، وظلت على هذا النحو لمدة قاربت على الربع ساعة، وهي لا تصدق ما سمعت أنها من أوائل الثانوية العامة لهذا العام. 

 

لم تمر الكثير من اللحظات حتى انهالت عليها المباركات من كل حدب وصوب وحواطتها الكاميرات، فهي كانت بمثابة عروس اليوم، فلم تنقطع عن بيتهم منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأقدام، وشاركهم الجيران الفرحة مثل أيام زمان - على حد تعبير فرح شقيقة سامية-. 

 

 

اعلان