«التطبيع عبر الكابلات».. كابل ألياف ضوئية يربط إسرائيل والسعودية
في أحدث حلقات التقارب بين المملكة العربية السعودية والكيان الصهيوني، بدأت شركة جوجل Google تخطط لفتح ممرا جديدا لحركة الإنترنت بربط شبكة الألياف الضوئية الجديدة للاتصال عبر السعودية وإسرائيل لأول مرة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن مشروع جوجل يهدف لربط أوروبا بالهند عبر الألياف الضوئية، وهو ما يعني أنه سيربط بين إسرائيل والسعودية بشكل مباشر، وبحسب الجريدة فإن الشبكة ستربط بين الأعداء التاريخيين وتفتح ممرا جديدا لحركة الإنترنت العالمية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مطلعة أن الربط الإسرائيلي السعودي يهدف إلى تقليل الاعتماد على مصر التي تعد أحد أكثر نقاط عبور كابلات الإنترنت ازدحاما في العالم، إذ أن معظم الخطوط التي تربط بين أوروبا والهند تمر عبر مصر، ما يحمل مخاطر باحتمالية حدوث انقطاعات خطيرة في حال لحق أي ضرر بتلك الكابلات.
وتهدف الشركات المالكة لتلك الكابلات من خلال مشروع الربط الإسرائيلي السعوديوالذي سيكون باسم "بلو رامان"، إلى تجاوز مصر تجنبا لفرض الشركة المصرية للاتصالات رسوما مقابل السماح بعبورها عبر أراضيها ومياهها، والتي تصفها الصحيفة الأمريكية بـ"الرسوم المرتفعة للغالية".
ويرى محللون أن الشركة المصرية للاتصالات المملوكة للدولة تفرض رسوما هي بين الأعلى عالميا، إذ أنها تمثل ما يصل إلى 50% من تكلفة الكابلات التي تصل بين أوروبا والهند، لذلك بدأت شركة جوجل العالمية إنشاء خط ألياف ضوئية رئيسي جديد يربط بين إسرائيل والسعودية، والذي سيكون بمثابة ممر رئيسي لنقل بيانات الإنترنت العالمية.
وتعد مصر مركزا لمرور الكابلات البحرية الخاصة بنقل الإنترنت، حيث يمر من خلالها 17 كابلا، وفقا لخريطة الكابلات البحرية. وفي تصريحات لإنتربرايز، قال مسؤول في الشركة المصرية للاتصالات إن عدد الكابلات التي تمر عبر مياه مصر الإقليمية يجعلها في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة من حيث عدد الكابلات البحرية التي تمر خلالها، بما يمثل 17% من جميع الكابلات البحرية حول العالم.
وتتميز مصر بالموقع الجغرافي الفريد الذي يربط بين أوروبا وآسيا، وهو ما يجعلها نقطة التلاقي المثالية في مجال كابلات الإنترنت البحرية على مستوى العالم.
ومن أجل الاستفادة من هذه الميزة، استحوذت الشركة المصرية للاتصالات على حصص إضافية في مجال الكابلات البحرية، كما شرعت في مد كابلات جديدة. وتعتبر الشركة المصرية للاتصالات أيضا شريكا في العديد من الكابلات التي تمر عبر مصر، وتمتلك عددا من الكابلات الأخرى.
وفي عام 2018، أعلنت الشركة أنها استحوذت بشكل كامل على شركة "مينا للكوابل" ووقعت في نفس العام اتفاقية لخدمة دول جنوب أفريقيا، قبل أن توقع مذكرة تفاهم للتوسع في مجال تقديم خدمات الكابلات البحرية في المنطقة.
وأصبحت المصرية للاتصالات مؤخرا شريكا في مشروع الكابلات البحرية 2Africa، إذ عقدت شراكة مع تحالف يضم 7 من مقدمي خدمات الاتصالات العالميين، لإنشاء الكابل البحري 2Africa بطول 37 ألف كيلومتر، والذي يربط أوروبا والشرق الأوسط و16 دولة أفريقية.
ويهدف الكابل إلى توفير مسار جديد يربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ، للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، إلى جانب مسارات برية موازية لقناة السويس، وذلك باستخدام تكنولوجيات جديدة تسمح بنشر ما يصل إلى 16 زوجا من الألياف بدلا من ثمانية.
,حققت الشركة المصرية للاتصالات إيرادات تزيد عن 2.9 مليار جنيه من رسوم مرور الكابلات هذه في في العام المالي 2019، وفقا للبيان الذي أرسلته الشركة لإدارة البورصة المصرية (بي دي إف).
ومثلت هذه الإيرادات 10% من أرباح الشركة في الربع الأول من عام 2020. وقد ساهمت رسوم مرور الكابلات عادة بنسبة تتراوح ما بين 6.62% و17.39% من الإيرادات بين عامي 2008 و2019، وفقا لدراسة أجرتها شبكة الكابلات البحرية.
وكانت السلطات السعودية قد وافقت مؤخرا على فتح أجواءها لعبور الطائرات الإماراتية والبحرينية إلى أي جهة كانت، وهو ما يعني موافقة ضمنية على عبور الطائرات إلى إسرائيل.
مشروع الألياف الضوئية الذي يهدف للربط بين الهند وأوروبا لبناء الإنترنت عبر العالم، تتنافس فيه شركة Alphabet Inc. الفرعية مع شركة Facebook Inc، وذلك لبناء المزيد من سعة الشبكة لدعم طلب المستخدمين المتزايد على مقاطع الفيديو ونتائج البحث والمنتجات الأخرى.
ويأتي هذا المشروع في وقت تتحدث فيه تقارير عن أن التطبيع السعودي- الإسرائيلي ربما يكون أحد الخيارات خلال المرحلة المقبلة بالنسبة لولي العهد السعودي، كورقة يقدمها الأخير للإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة جو بايدن.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد كشفت في وقت سابق، أمس الاثنين، إن لقاء ثلاثيا، عُقد أمس الأول الأحد، في السعودية، بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.