41 غطاس و13 لانش ومتطوعون..
«فص ملح وذاب».. القوات البحرية تتدخل للبحث عن شهيد جهاز العروسة
"لا جديد.. أين ذهب جثمان الشاب الغريق؟"؛ سؤالٌ بات يجري على لسان أهالي قرية الزوامل بالشرقية التي شهدت حالة غرق لسيارة ربع نقل يُقلها ركاب بينهم شاب، كانت في طريقها لمنزل العروس لنقل جهازها إلى عش الزوجية، إلا أن الأمور سارت في اتجاه آخر لم يكن على البال أو الخاطر..
فرغم الملحمة التي شكلها رجال الانقاذ النهري والغواصين المتطوعين والأهالي خلال ما يزيد عن الـ 10 أيام الماضية، لم يُعثر على ذاك الشاب العشريني الذي التهمته المياه ولم يعد له أثر في المكان كأنه "فص ملح وذاب"..
ولكن لم ينته الأمر عند هذا الحد؛ حيث حضرت القوات البحرية بكافة معدتها للمشاركة في عملية البحث، كما تم طلب الدعم من 8 محافظات بفرق الانقاذ هي (الجيزة، الدقهلية، بني سويف، دمياط، السويس، الاسماعيلة، القاهرة، البحيرة) بناءً على رغبة الأب، بحسب محافظ الشرقية دكتور ممدوح غراب، خلال مداخلة هاتفية له مع برنانج الحياة اليوم.
فبالأمس شارك في عملية البحث عن "شهيد جهاز العروسة" 41 غطاس إلى جانب 13 لانش، فضلًا عن اشتراك القوات البحرية، ومدير الانقاذ النهري على مستوى الجمهورية، وقوات الحماية المدينة ومأمور القسم، وفرق كثيرة متواجدة هناك الآن.
وعن القمامة وورد النيل المتراكمين على جانب الترعة، فأكد المحافظ أنه تم ازالة كل هذا بالأوناش، ولا يزال البحث جاري عن ذاك الشاب العشريني مستمرًا، لافتًا إلى أنهم قاموا بتعطيل مواتير مياه الشرب ايضًا للبحث حولها، وأن قرار التوقف عن البحث سيعود للفرق المنوطة بمهمة محاولة العثور على الشاب الغريق في الوقت الذي تراه ملائمًا.
على الجانب الآخر؛ أخبرنا كابتن إيهاب المالحي كبير غواصين الخير، أنه انتقل من منزله بالإسكندرية وتوجه إلى الشرقية حيث مكان وقوع الحادث، ونزل برفقة مجموعة من الغطاسين المتطوعين هم (سامح السنهورى، وائل شعبان، محمد شهاب، ومحمد الدولار وعادل)، وساعدهم في مهمتهم كابتن محمد بلال من الغربية، ولكن بعد الكثير من البحث الذي بدأ ظهر أمس لم يتوصلوا لشئ، لذا قرروا النزول فجر اليوم الثلاثاء بالمياه لمواصلة البحث.
تعود تفاصيل تلك القصة ظهر الجمعة الماضية، حينما انطلقت سيارة نقل "العزال" من عزبة أبو حديد بالشرقية وكان يقودها شاب عشريني يُدعى محمد السيد دياب طالب بالفرقة الثالثة بكلية نظم ومعلومات، -وهو غريق الآن-، وكان برفقته شقيقه الذي نجا من الموت بأعجوبه ووالد العريس الذي توفاه الله في الحادث، ولم تكن الكابينة الخلفية للعربة الربع نقل خاوية ولكن كانت مليئة بذوي العريس ولكنهم جميعًا خرجوا بسلام -بحسب رواية حمادة أمين، أحد ذوي الشاب الغريق-.
فقبل وصول العربة لمسكن العروس بعزبة "الغرة" من أجل نقل جهازها بـ 500 متر فقط، وقع الحادث الأليم حيث فوجئ المارة بسيارة النقل تطير في الهواء من أعلى أحد الكباري بقرية الزوامل لتستقر في ترعة الاسماعيلية، بمن فيها من ذوي العريس.
البلدة اتشحت بالسواد، أما أُم الشاب الفقيد فباتت تخرج في الساعات الأولى من صباح كل يوم مع دقات السادسة، حيث تشد الرحال من بيتها لتقف على حافة الترعة منتظرة لحظة خروج ابنها إليها بفارغ الصبر حتى ولو كان جثة..
أما الكباري فأضحى يقطنها الأهالي منذ وقوع الحادث، ممن باتوا يواصلون الليل بالنهار في هذا الطقس البارد، لا يريدون العودة إلا بجثمان الشاب الغريق ليواري الثرى، فهذه باتت أقصى امانيهم، حيث يقول حمادة أمين، أحد ذوي الشاب الغريق: "مستحيل نمشي ونسيبه، والانقاذ النهري كل يوم معانا مش مقصرين"..
وأشار إلى أنه تطوع أكثر من 40 شاب كي يقوموا بإزالة ورد النيل والقمامة المتراكمة في أحد الأجانب، لتسهيل عملية البحث عن الجثمان..لقراءة المزيد اضغط هنـا