فيديو| كوورنا المتحورة.. هل تقاومها اللقاحات الحالية؟
قبل أن يتعافى العالم من جائحة كورونا الأولى والثانية، بدأت تنتشر سلالات جديدة من الفيروس، أكد العلماء أنها أكثر خطورة وأسرع انتشارا، ولكن هل تستطيع اللقاحات المضادة المتاحة حاليا، والتي جرى تطعيم الملايين بها حول العالم، مقاومة السلالات المتحورة؟.
وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمكتب شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري، قد حذر من إن الوضع في دول العالم لا يزال حرجا بسبب فيروس كورونا، ولا يزال الشرق الأوسط يسجل إصابات كثيرة.
وكشف كبير المستشارين الطبيين في إنجلترا كريس ويتي، إن هناك سلالات عديدة لفيروس كورونا المستجد قد تقلل فعالية اللقاحات المضادة له، مما قد يضطر العلماء إلى تصميم اللقاح بما يسمح إعادة التطعيم ضد السلالة الجديدة.
واكتشف علماء بريطانيون سلالة جديدة متحورة لفيروس كورونا، بعضها قد يكون مقاوم للقاحات كورونا الحالية، إذ تحتوي على طفرة E484K لبروتين السنبلة، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميرور".
وظهرت السلالة المكتشفة لأول مرة في نيجيريا، حسب تقرير "ديلي ميرور"، إلا أن نحو 13 دولة أبلغت منظمة الصحة العالمية باكتشاف حالات مصابة بالسلالة الجديدة.
ووجد باحثو جامعة إدنبرة 32 حالة من السلالة التي أطلق عليها إسم B1525 في بريطانيا، وبحسب الخبراء تحتوي هذه السلالة الجديدة تحتوي على طفرة وتم العثور على هذه الطفرة في سلالات جنوب إفريقيا والبرازيل، ويعتقد أنها تساعد المرض على تجنب الأجسام المضادة التي تقاومه.
وفي حالة انتشار هذه السلالات ستضعف المناعة التي تكونها اللقاحات المتاحة حاليا، وفقا للدكتور كلارك لصحيفة الغارديان، مؤكدا أن الطفرة المتحورة بدى أنها تمنح مقاومة في جميع أنحاء العالم.
ووفقا للصحيفة البريطانية فقد تم العثور على أكثر من 100 حالة من السلالة B1525 في جميع أنحاء العالم، وفقًا لفريق جامعة إدنبرة، فيما وحدت نيجيريا 12 حالة في 51 مسحة لديها.
وفي أفريقيا ظهرت سلالات جديدة أيضا متحورة من فيروس كورونا، وجد الباحثون في الفرع الطبي بجامعة تكساس في جالفستون، أن لقاح فايزر يحيد الفيروس بطفرة N501Y و E484K.
فيما اكتشف خبراء في جامعة نيويورك أن الأجسام المضادة المناعية التي ينتجها لقاح فايزر، لا تزال قادرة على تدمير الفيروس ومكافحته، على الرغم من أن الجسم لم يصنع العديد من الأجسام المضادة، ولكن لا يوجد دليل حتى الآن من التجارب على الأشخاص على أن الطفرة تقلل من حماية اللقاح.
في السياق نفسه وجدت دراسة مخبرية أن طفرة فيروس كورونا المستجد في جنوب أفريقيا قد تقلل من حماية الأجسام المضادة، بمقدار الثلثين التي أنتجها لقاح شركة "فايزر" الأميركية، وفقا لما ذكره موقع "إن بي سي نيوز".
ويقول العلماء إن السلالة الجديدة التي ظهرت في جنوب أفريقيا تكمن خطورتها في أنها تنتقل بشكل أسرع بين البشر بسبب التغيير في بروتين سابيك الذي يدخل من خلال فيروس كورونا إلى الخلايا.
وقد أظهرت السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا في جنوب أفريقيا مقاومة صعبة لبعض اللقاحات، إذ أجريت دراسة على نحو 2000 شخص، وتبين أن اللقاح وفّر الحد الأدنى من الحماية ضد الإصابات الخفيفة والمتوسطة بفيروس كورونا.
ومن جانبه حذر الدكتور طلال نصولي، مدير المكتب العالمي لدراسات المناعة في واشنطن، من أن نسخة جنوب أفريقيا هي الأخطر على مستوى العالم، مؤكدا أن فيروس كورونا يتحور بصورة شرسة كلما انتشر بين الأشخاص.
وقال نصولي، خلال مداخلة لبرنامج مساء دي إم سي، إن سلالة كورونا التي ظهرت في جنوب إفريقيا تنتشر بشكل أسرع ويؤذي بصورة أكبر، لافتا إلى انخفاض تأثير اللقاح على النسخة الموجودة في جنوب أفريقيا.
وأشار إلى أن ارتفاع أعداد الوفيات في جنوب أفريقيا يرجع إلى النسخة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا، مشددا على ضرورة اتباع الإرشادات الصحية وتناول اللقاح عند توفره.
وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمكتب شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري، قد أكد أن ١٣ دولة أبلغت عن وجود تحورات في فيروس كورونا، ويوجد ١٤ دولة تمتلك تسلسل جينات فيروس كورونا.
وأوضح المنظري أن التحورات الجديدة في فيروس كورونا، يمكن أن تزيد من معدل العدوى وارتفاع نسب الحجز في مستشفيات العزل، مشددا على ضرورة تطعيم أكبر عدد من الأشخاص قبل حدوث مزيد من التحورات للفيروس بما يقل من فعالية اللقاحات لاحقا.
ومؤخرا كشفت دراسة حديثة أجراها علماء بريطانيون، عن تحور جديد لفيروس كورونا، أكثر انتقالا بنسبة من 30 إلى 70%، كما أنه الأعلى فتكا للأشخاص المصابين.
ووفقا للدراسة فإن التحور الجديد لفيروس كورونا انتشر في نحو 82 دولة، وتتراوح نسبة انتقاله من 35 إلى45%، وتزيد عدد حالات الإصابة الخطيرة التي تحتاج الدخول إلى المستشفى مع زيادة عدد الوفيات.
وتكمن خطورة السلالات الجديدة في أنها معدية بشكل أكثر من السلالات القديمة، فهي تنتشر بسهولة أكثر، فالسلالات السابقة كانت حالة لكل 10 حالات، أما السلالات الجديدة المتحور فتصل نسبة العدوى إلى 17 حالة، وفقا للدراسة البريطانية.
أما عن أعراض السلالات الجديدة فلا تختلف كثيرا عن السابقة، غير أنها تؤثر على الجهاز الهضمي، مما يفسر انتشار حالات القيء والإسهال والمغص، كما أنها توجد على السطح الخارجي للخلايا في الرئتين والقلب والأنف والحلق والعين، فضلا عن أن بها طفرات تجعله قادرا على التعامل مع مستقبلات ACE2 في الأطفال عكس ما كان يحدث في الموجة الأولى للكورونا.
ويشدد العلماء على ضرورة اتباع التدابير الوقائية بكل صرامة للوقاية من أي سلالة حالية أو مستجدة لفيروس كورونا، حتى لا يزيد تمحور الفيروس ويصنع من نفسه نسخا جديدا.