الأشعة المقطعية تكشف أسرار وفاته

«سقنن رع».. قصة أول فرعون مات في أرض المعركة

كتب:

فى: أخبار مصر

01:50 18 فبراير 2021

رأسٌ مشوهة لمومياء فرعون مصري، أثارت أسباب وفاته الكثير من التساؤلات، وظلت بمثابة لغز يسعى البعض لحله، والوصول لأسرار رحيله على تلك الهيئة، فهل تعرض للتعذيب أم لسوءِ في التحنيط؟ 

 

 

 

 

 

مرت مئات السنين، وجاءت المفاجأة بفك شفرة وفاة الملك سقنن رع تاعا الثاني، والكشف عن أسرارها في بحث مطول نشر بتاريخ 17 فبراير الجاري بمجلة  Frontiers in Medicine لقراءة نص الدراسة اضغط هنا

 

 

البداية 

 

ففي الرابع من مايو 2019 ، نقل عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وأستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة دكتورة سحر سليم مومياء سقنن رع تاعا الثاني  إلى جهاز مسح التصوير المقطعي المحوسب متعدد الكاشفات. 

 

وبعد إخضاع "سقنن رع" للأشعة المقطعية، اتضحت الكثير من الأمور الغامضة، حيث تمكنت التكنولجيا الحديثة من سرد قصة وفاة ملك مصر القديمة، وكشف البحث العلمي أنه مات في سبيل إعادة توحيد مصرفي القرن السادس عشر قبل الميلاد. 


 

 

 

اصابات خطيرة بالرأس

 

كشفت الفحوصات أن الملك عانى من عدة إصابات خطيرة في الرأس، ولكن لا يوجد جراح في باقي الجسد، وحينها اختلفت النظريات في سبب وفاته فرجح البعض أنه قتل في معركة ربما على يد ملك الهكسوس نفسه، وأشار آخرون إلى أن سقنن رع تاعا الثاني ربما قُتل بمؤامرة أثناء نومه في قصره، فيما ذهب فريق ثالث إلى أن التحنيط ربما تم على عجل بعيدًا عن ورشة التحنيط الملكية، وذلك لسوء حالة المومياء.

 

 

 

 

الهكسوس قتلوا "سقنن رع"

 

إلا أن  الباحثين قدما تفسيرًا جديدًا للأحداث قبل وبعد وفاة الملك سقنن رع، استنادًا إلى صور الأشعة المقطعية ثنائية وثلاثية الأبعاد والتي تم تركيبها بواسطة تقنيات الكمبيوتر المتطورة، فيظهر تشوه الذراعين أنه ربما تم بالفعل أسر سقنن رع-تاعا الثاني في ساحة المعركة، وقيدت يديه خلف ظهره، مما منعه من صد الهجوم الشرس عن وجهه.

 

وقالت الدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة في جامعة القاهرة والمتخصصة في علم الأشعة القديمة: "هذا يشير إلى أن سقنن رع كان حقًا على خط المواجهة مع جنوده يخاطر بحياته  لتحرير مصر".

 


إعدام إحتفالي 

 

كشف التصوير المقطعي لمومياء سقنن رع تاعا الثاني عن تفاصيل دقيقة لإصابات الرأس بما في ذلك جروح لم يتم اكتشافها في الفحوصات السابقة حيث أخفاها المحنطون بمهارة.

 

هنا قرر الباحثان دراسة  أسلحة مختلفة للهكسوس محفوظة بالمتحف المصري بالقاهرة، شملت فأس وحربه وعدة خناجر، وتبين مطابقتها مع جروح سقنن رع تاعا الثاني، فتشير النتائج أنه قتل من قبل مهاجمين متعددين من الهكسوس أجهزوا عليه من زوايا مختلفة وبأسلحة مختلفة فكان قتل سقنن رع على الأحرى إعدام احتفالي.

 

 

متى فارق الحياة؟

 

 التصوير المقطعي كشف أيضًا  أن سقنن رع تاعا الثاني كان يبلغ من العمر قرابة الأربعين عامًا عند وفاته، بناءً على شكل العظام (مثل مفصل ارتفاق العانه) والذي تم الكشف عنه في الصور، مما يوفر التقدير الأكثر دقة حتى الآن.

 

 

قصة "سقنن رع"

 

حكم الفرعون سقنن رع تاعا الثاني الملقب بالشجاع، جنوب مصر خلال احتلال البلاد من قبل الهكسوس الذين استولوا على الدلتا في شمال مصر لمدة قرن من الزمان (1650-1550 قبل الميلاد).

 

اكتشفت مومياء سقنن رع تاعا الثاني في خبيئة الدير البحري عام١٨٨١، وتم فحصها لأول مرة حينها وكذلك تم دراسة المومياء بالأشعة السينية في ستينيات القرن الماضي.

 

أما  الأشعة المقطعية التي كشفت السر فهي إحدى تقنيات التصوير الطبي تستخدم لدراسة البقايا الأثرية بما في ذلك المومياوات بشكل آمن ودون تدخل مما يساعد على المحافظة عليها.

 

 وساعدت الأشعة المقطعية في دراسة العديد من المومياوات الملكية المصرية وتحديد العمر عند الوفاة والجنس وكذلك كيفية الوفاة.

 

 

اسلحة المتحف المصري تكشف اللغز 

 

يقول الباحثان -بحسب الدارسة المنشورة-: قمنا بفحص خمسة أسلحة برونزية آسيوية موجودة في المتحف المصري بالقاهرة ، والتي عثر عليها في الأصل بمنطقة تل الضبعة من قبل البعثة الأثرية النمساوية، حيث نشأت الأسلحة خلال فترة الهكسوس، والتي كانت متزامنة مع عهد Seqenenre (12).

 

وتابعا: تم تصوير كل سلاح وقياسه، واسترجعنا البيانات المتوفرة عن كل سلاح من ملفات متحف القاهرة المصري وكذلك من دراسات بحثية سابقة.

 

واختتما: لقد ربطنا نتائج التصوير المقطعي المحوسب لمومياء Seqenenre بالأسلحة وكذلك بالبيانات الأثرية المتاحة.

 

 

 

جدير بالذكر أن زاهي وسحر سليم، يعدان رائدين في استخدام الأشعة المقطعية لدراسة العديد من المومياوات الملكية ومحاربي المملكة الحديثة مثل تحتمس الثالث ورمسيس الثاني ورمسيس الثالث، ومع ذلك ، يبدو أن سقنن رع تاعا الثاني هو الوحيد من بين هذه المجموعة اللامعة الذي كان على خط المواجهة في ساحة المعركة.

 

اعلان