في كبسولات نيتروجينية .. هنا تستقر المومياوات الملكية خلال «الرحلة الذهبية»
لن تنقل المومياوات الملكية بطريقة عادية، ولكن سيتم وضع كل منها داخلة كبسولة نيتروجينية، كي تحفظها في رحلتها القصيرة من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بـ "عين الصيرة"، فيما عُرف اعلاميًا بـ "رحلة المومياوات الملكية"..
الكبسولة النيتروجينية
الكبسولة النيتروجينية؛ هي عبارة عن كيس بلاستيكي كبير يتم غلقه بإحكام من خلال استخدام مكواة كهربائية مخصصة للحفاظ على المومياوات، ويكون به أنبوب صغير يصل النيتروجين الخامل إلى داخل الكيس ثم بعدها يتم غلقه، وذلك للتبريد وحفظ المومياوات الملكية من خلال قتل اي ميكروب كما يمنعها من التعرض للتلف..
فبداخل قاعة 65؛ بالطابق العلوى في المتحف المصري، بدأت أعمال الترميم والتعقيم والتنظيف للمومياوات الملكية، منذ يوليو 2020 ثم وضعها في تلك الكبسولة النيتروجينية استعدادًا لهذا اليوم.
حيث كشفت مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، صباح صديق، أن عملية نقل المومياوات بدأت منذ أن كانت معروضة في القاعة المخصصة لها، بعد مواعيد العمل الرسمية، من خلال فصحها وتعقيمها وترميمها، وتصويرها صور عالية الجودة للتوثيق.
وتابعت خلال لقاء متلفز لها عبر الفضائية الأولى، أنه تم إغلاق قاعة عرض المومياوات منذ يوليو 2020، بعد نقلها للقاعة 65، ووضعت في الكبسولة النيروجينية، ثم وضعت بعدها في صندوق خشبي معالج محكم الغلق بطريقة معينة لمنع الاهتزاز خلال عملية النقل.
وأشارت إلى أن اشهر الملوك والملكات ممن سيتم نقلهم "أحمس ونفرتاري والملك امنحوتب الأول والملك تحتمس الأول والملكة حتشبسوت"، وقد تم العثور على هذه المومياوات في خبيئة الدير البحري وخبيئة الملك أمنحوتب الثاني، لافتة إلى أن المومياوات كانت معروضة في المتحف المصري في قاعات 52 و56.
وأضافت: سيتم نقل كل ملك في سيارة مخصصة مكتوب عليها اسم الملك باللغات الهيروغريفية والعربية والإنجليزية، أما المتحف المصري فسيظل مفتوحًأ من خلال غرض القطع النادرة.
تجارب استمرت لـ "عام"
دكتور محمد الصعيدي؛ مدير المكتب العلمي للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار؛ لفت إلى أن التجارب استمرت على مدار العام للوقوف على أكثر طريقة آمنة لنقل المومياوات، وبالفعل في نهاية المطاف تمكن المرممون المصريون في عمل كبسولة نيتروجينية لوضع المومياء داخلها، قائلًا: "هذا لم يحدث من قبل في اي مكان بالعالم"..
وفيما يتعلق بسبب اختيار تلك الطريقة؛ أشار "الصعيدي" خلال مداخلة متلفزة له عبر فضائية "سكاي نيوز" قائلًا: لأن الهيدروجين هو غاز خامل يمنع التلف الميكروبي للمومياء نفسها، فضلًا عن اللجوء لطريقة تغليف احترافية، لحين وصول المومياء في مرقدها الأخير بالمتحف القومي للحضارة.
أما الدكتور مصطفى اسماعيل، مدير مخزن المومياوات ورئيس معمل صيانة المومياوات بالمتحف القومي للحضارة فقال خلال لقاء متلفز له : كل مومياء سيتم نقلها في موكب الملوك مجهز لها معدات خاصة بها فضلًا عن وضع كل منها في كبسولة من النيتروجين الخامل، للحفاظ عليها والتحكم في درجة حرارتها، إضافة إلى الاستعانة بوحدات تخزين خارجية.
الرحلة الذهبية
فمع غروب شمس اليوم السبت؛ وإطلاق 21 طلقة في الهواء سينطلق موكب المومياوات الملكية، في عربات مصممة على طراز فرعوني، يعتليها كل ملك في صنوق خشبي بعد وضعه في كبسولة نيتروجينية، من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بعين الصيرة.
وتزامنًا مع خروج الموكب من المتحف المصري سيتم إزاحة الستار عن الكباش التي تتوسط الميدان، وإضائتها مع المسلة وكذلك جميع العقارات المحيطة.
ينطلق الموكب من المتحف المصري بميدان التحرير؛ مرورًا بميدان سيمون بوليفار وكورنيش النيل حتى حي السيدة زينب ومصر القديمة وصولا لمتحف الحضارات بمنطقة الفسطاط..
يضم الموكب 22 مومياء ملكية تعود عصر الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، منهم مومياء الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستي الأول ، والملكة حتشبسوت ، والملكة ميرت آمو.
ونظرًا لأهمية الحدث فإن وزارة الداخلية؛ قررت إغلاق عدد من المحاورالمرورية أمام جميع أنواع المركبات والأفراد اليوم السبت من الساعة 6 مساءً إلى الثامنة والنصف مساءً ، وذلك على النحو التالى:
غلق جميع منافذ الدخول والخروج إلى ميدان التحرير والمنافذ المؤدية إليه من كوبرى 6 أكتوبر وكوبرى 15 مايو ، وكذا غلق مطالع كوبرى 6 أكتوبر القادمة إلى شارع النيل وكوبرى الجلاء فى الإتجاه القادم من الجيزة.
وغلق منطقة الكورنيش والشوارع الجانبية المؤدية له بدءً من كوبرى قصر النيل حتى منطقة الإحتفال، وكوبرى الجامعة وكوبرى عباس للقادم من الجيزة ، وطريق (مصر – حلوان) فى اتجاه ميدان أثر النبى ، وكذلك غلق منازل كوبرى المنيب وطريق الأوتوستراد التى تؤدى إلى ميدان أثر النبى.
كما تم غلق محطة مترو السادات منذ الساعة الثانية عشر ظهر اليوم، ومن المقرر أن يستمر تعليق العمل بالمحطة حتى التاسعة مساءً، على أن يتم إجراء التحويلات المرورية اللازمة للطرق البديلة خلال تلك الفترة ، سيتم نشرها على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية..
ومن المقرر أن يتقدم الموكب "سقنن رع" ذاك الملك التي أثارت وفاته الكثير من التساؤلات، وظلت بمثابة لغز يسعى البعض لحله، وسط محاولات للوصول لأسرار رحيله على تلك الهيئة التي ظهر فيها برأس مشوهة، وهو ما كشف عنه الدكتور زاهي حواس في دراسة أجراها لفتت أنه فارق الحياة في أرض المعركة أثناء مقاومته الهكسوس، لقراءة المزيد عن أسرار وفاته اضغط هنــــا
حكم الفرعون سقنن رع تاعا الثاني الملقب بالشجاع، جنوب مصر خلال احتلال البلاد من قبل الهكسوس الذين استولوا على الدلتا في شمال مصر لمدة قرن من الزمان (1650-1550 قبل الميلاد).
اكتشفت مومياء سقنن رع تاعا الثاني في خبيئة الدير البحري عام١٨٨١، وتم فحصها لأول مرة حينها وكذلك تم دراسة المومياء بالأشعة السينية في ستينيات القرن الماضي.
أما الأشعة المقطعية التي كشفت السر فهي إحدى تقنيات التصوير الطبي تستخدم لدراسة البقايا الأثرية بما في ذلك المومياوات بشكل آمن ودون تدخل مما يساعد على المحافظة عليها.