وتدعوه لزيارتها..

إثيوبيا ترحب بتصريحات السيسي حول سد النهضة

كتب: الأناضول

فى: أخبار مصر

18:59 09 يونيو 2014

دعا وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم، الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى زيارة أديس أبابا، فيما رحب الأخير بالدعوة، بحسب الرئاسة المصرية.

وقال السفير إيهاب بدوي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، اليوم الاثنين، إن السيسي "التقى اليوم الوزير الإثيوبي الذي دعاه لزيارة أديس أبابا، حيث رحب الرئيس السيسي بالدعوة ".

 

وأضاف بدوي في تصريحات للصحفيين، اليوم، عقب لقاء السيسي وأدهانوم بقصر الاتحادية الرئاسي ، أن السيسي "أبدى استعداده لتلبية الدعوة تتويجًا لما هو منتظر من تواصل بين البلدين في المستقبل القريب، يتأسس على إجراءات متبادلة ملموسة لبناء الثقة بين الطرفين، ارتباطا بسد النهضة".

 

وشهدت الأشهر الأخيرة توترًا للعلاقات بين مصر وإثيوبيا، مع إعلان الأخيرة بدء بناء مشروع سد النهضة، الذي تثور مخاوف داخل مصر بشأن احتمال تأثيره على حصتها السنوية من مياه النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتأثيره على أمنها القومي في حالة انهياره.

 

وقال بدوي إن "الرئيس السيسي أكد أثناء اللقاء على عمق، وخصوصية العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، وعلى كون نهر النيل يمثل شريان الحياة الذي يربط الشعبين الإثيوبي والمصري، وهو الأمر الذي يفرض على قيادات ومسئولي الدولتين بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على تلك العلاقة، وتطويرها وتعزيزها بما يحقق المنافع المشتركة للشعبين الإثيوبي والمصري".

 

وأضاف أن السيسي أعرب عن اقتناعه الكامل بأن المياه يتعين أن تكون موضوعًا للتعاون وليس للخلاف، وأن الحوار البناء هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التفاهم المشترك، وأنه لا توجد مشكلة أو تحدٍ لا يمكن حله، إذا توافرت الإرادة السياسية الحقيقية للتعاون"، مشيراً إلى الآفاق الرحبة المتاحة للتعاون وتحقيق المصالح المشتركة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة.

 

وقال بدوي إن الرئيس المصري الجديد أكد أن "موضوع سد النهضة يجب التعامل معه بأكبر قدر من الشفافية والتفهم لمصالح كل طرف، وأن المدخل الوحيد للوصول إلى التفاهم المطلوب هو توافر الإرادة السياسية للتعاون والتعامل الجاد، مع شواغل كل طرف واحتياجاته عبر الحوار".

 

ونقل المتحدث باسم الرئاسة عن السيسي قوله إن "مصر تتفهم تمامًا المصالح التنموية لإثيوبيا، إلا أن ذلك يجب أن يتواكب معه تفهم الجانب الإثيوبي للاحتياجات المائية المصرية، وحقيقة أن مصر لا تملك أي بدائل للحصول على احتياجاتها المتزايدة من المياه، سوى من خلال نهر النيل، الذي يمثل لمصر مصدر حياة".

 

وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية فقد "أمّن الوزير الاثيوبي على ذلك، مؤكدا أن بلاده لا تستهدف التأثير على حصة مصر من مياه النيل، وأن السد يستهدف توليد الكهرباء وليس استهلاك المياه".

 

وأعرب أدهانوم عن تطلعه للقاء الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الاثيوبي أثناء القمة الافريقية التي ستعقد أواخر الشهر الجاري في عاصمة غينيا الاستوائية "مالابو"، بحسب المصدر ذاته.

 

وأشار الوزير الاثيوبي إلى أن تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات التنموية من شأنه أن يزيد بناء الثقة فيما بينهما على المستويين الرسمي والشعبي، مما سينعكس إيجابيا على كافة مناحي العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وكان السيسي قد قال في خطاب له خلال حفل تنصيبه أقيم مساء أمس بقصر القبة الرئاسي "لن أسمح بأن يكون سد النهضة سببا في أزمة أو مشكلة، أو يكون عائقا، فإذا كان السد يمثل لإثيوبيا حقها في التنمية فالنيل يمثل لمصر حقها في الحياة".

 

من جانبه، أبرز التلفزيون الإثيوبي الرسمي تصريحات السيسي حول العلاقة مع إثيوبيا وسد النهضة ، كما نقل التلفزيون فقرات مطولة من خطاب السيسي.

ورحب وزير الخارجية الإثيوبيا تيدروس ادهانوم في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي بما جاء في خطاب السيسي، وعبر عن "تقدير بلاده للرسالة التي بعث بها الرئيس المصري الجديد إلى اثيوبيا ".

 

وقال أدهانوم إن "اثيوبيا تشارك نفس الشعور مع الرئيس السيسي والأشقاء في مصر، ونحن نبادله نفس الشعور والحرص على المصالح المشتركة وخصوصية العلاقة بين البلدين".

 

وأضاف: "نحن قررنا أن نقل علاقاتنا مع الاشقاء في مصر إلى أعلى المستويات من خلال بناء الثقة مع الاشقاء في مصر، وإذا كانت هناك رغبة في يكمن نعمل الكثير".

 

ومضى قائلا: "إذا كانت هناك رغبة مشتركة بين الجانبين يمكن العمل سويا وأحداث نقلة كبيرة في مسيرة العلاقات معربا عن ارتياحه لزيارة مصر وهي الاولى من نوعها وأبدى ادحانوم تفاؤله بمستقبل العلاقات المصرية الاثيوبية".

 

وقال أدهانوم إن "اثيوبيا تقدر عاليا الرسالة التي بعث بها الرئيس المصري، ونحن  تشارك نفس الشعور مع الرئيس السيسي والاشقاء في مصر".

 

وعقب قيام أديس أبابا بتحويل مجرى النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل، في مايو 2013، أصدرت لجنة خبراء دولية تقريرًا أفاد بأن هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات بشأن آلية بناء السد، حتى يمكن تقدير الآثار المترتبة على بنائه ثم تحديد كيفية التعامل معها، وفقا للحكومة المصرية.

 

وتكونت اللجنة من 6 أعضاء محليين (اثنين من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود.

وتم عقد عدة لقاءات تفاوضية بين الجانبين الإثيوبي والمصري شاركت فيها السودان، كان آخرها في الخامس من شهر يناير الماضي بين وزراء مياه السودان ومصر وإثيوبيا، بالعاصمة السودانية الخرطوم.

لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول مقترح تشكيل لجنة ثلاثية تتولى تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية الخاصة بسد النهضة، وورقة مبادئ بشأن تعزيز بناء الثقة بين الدول الثلاث بشأن بناء السد.

 

اقرأ أيضًا

 

اعلان