الأمم المتحدة تدعو لتحقيق دولي في انتهاكات بحق مسلمي الروهينجيا
دعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى إجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة، بشأن انتهاكات حقوق الإنسان بحق مسلمي "الروهينجيا" في إقليم "أراكان"، غربي ميانمار.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجريك، إن "المستشار الأممي الخاص لمنع الإبادة الجماعية أداما دينغ، دعا إلى إجراء تحقيق من قبل هيئة مستقلة ومحايدة تضم مراقبين دوليين بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في أراكان".
وأضاف دوجريك، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، أن "دينغ أصدر اليوم بيانا أعرب فيه عن الصدمة والانزعاج إزاء الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكب ضد مسلمي الروهينجيا من قبل قوات الأمن الميانمارية، وذلك على النحو المبين في التقرير الذي أصدره مؤخرا المفوض السامي لحقوق الإنسان".
والجمعة الماضية، ذكر تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد الحسين، أن "قوات الأمن في ميانمار ارتكبت جرائم قتل واغتصابات جماعية بحق مسلمي الروهينجيا، وذلك بناء على مقابلات أجريت مع الضحايا، كانوا قد فروا من ميانمار عبر الحدود إلى بنغلاديش منذ أكتوبر الماضي".
وكان الحسين، قد أرسل فريقا من محققي المكتب إلى بنجلاديش عبر الحدود مع ميانمار، وذلك بعد الفشل المتكرر في الحصول على تصريح للوصول إلى المناطق الأكثر تضررا في شمال أراكان.
ويقدر أن 66 ألفا من الروهينجيا قد فروا من البلاد منذ التاسع من أكتوبر2016.
وأوضح التقرير الأممي، أن "من بين 204 أشخاص تمت مقابلتهم بشكل فردي من قبل فريق من محققي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أفادت الغالبية منهم بأنهم شهدوا عمليات قتل، وذكر نصفهم تقريبا أن شخصا من عائلاتهم قد قتل أو أصبح في عداد المفقودين".
ومن بين نحو 100 امرأة تمت مقابلتهن، أكثر من نصفهن تعرضن للاغتصاب أو غيره من أشكال العنف الجنسي، حسب التقرير الأممي.
وفي مؤتمره الصحفي اليوم، قال دوجريك، إن "المستشار الأممي الخاص لمنع الإبادة الجماعية أكد أن البعثة التي ترعاها الحكومة بقيادة مينت سو نائب رئيس ميانمار، هتين تشياو، بهدف إيجاد أدلة على الأخطاء التي ارتكبتها قوات الأمن ليست كافية".
وأضاف "أشعر بالقلق من أن اللجنة الحكومية، التي تمكنت من الوصول دون عوائق إلى المناطق المنكوبة، لم تجد أدلة لإثبات مزاعم الانتهاكات".
يشار إلى أنه منذ انطلاق عمليات قوات ميانمار في أراكان، قُتل 400 مسلم من الـ"روهينجيا"، حسب منظمات حقوقية، بينما أعلنت الحكومة مقتل 86 شخصًا فقط.
وأراكان (راخين) هي إحدى أكثر ولايات ميانمار فقرًا، وتشهد منذ 2012 أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين؛ ما تسبب في مقتل مئات الأشخاص، وتشريد أكثر من مائة ألف.
وتعتبر حكومة ميانمار، أقلية الروهنيجيا "مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش" بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ"الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".