ناشط من الروهينجا: مسلمو أراكان يتعرضون لإبادة جماعية بطيئة

كتب:

فى: شئون دولية

12:53 02 مارس 2017

قال رئيس مجلس الروهينجا في أوروبا هلا كياو، إن ما يحدث بحق مسلمي الروهينجا في ولاية أراكان (راخين) في ميانمار هو إبادة جماعية بطيئة.

 

وأضاف كياو في حوار مع الأناضو  "بدلا من قتل الروهينجيا مرة واحدة بشكل جماعي يقتلونهم ببطء".   

 

وأكد أن مسلمي أراكان يتعرضون إلى "ظلم الدولة" بسبب اختلافهم العرقي والديني، مضيفا "إنهم يُقتلون، ويتعرضون للاغتصاب، وتُحرق منازلهم فقط لكونهم مسلمين".

 

وأوضح كياو أن المسلمين في ميانمار يتكونون من مسلمي الروهينجا الذي يمثلون حوالي 3% من السكان، ويصل عددهم إلى 1.3 مليون شخص تقريبا، ومسلمي بورما الذين يشكلون حوالي 1% من سكان ميانمار.

 

وأضاف أن مسلمي بورما يتمتعون بحق المواطنة في ميانمار، إلا أنهم يتعرضون للقمع والتمييز، بينما لا يتمتع مسلمي أراكان بحقوق المواطنة ويعتبرون "بدون جنسية"، ويعانون من وضع أسوأ بكثير.

 

وضرب كياو مثلا على الاختلاف بين منسوبي الجماعتين بالقول إن مسلمي بورما يستطيعون العمل والتنقل والتعليم والذهاب إلى المساجد، نتيجة كونهم مواطنين في ميانمار، في حين لا يتمكن مسلمو أراكان من فعل أي من هذه الأمور، حتى أنهم يحتاجون إلى إذن للانتقال من قرية إلى أخرى.

 

ويقول كياو إن عام 1978 يعتبر بداية الإبادة الجماعية، حيث تم إغلاق جميع المساجد والأماكن الدينية، ولم يعد بالإمكان حتى إجراء عقود الزواج.

 

عمليات التطهير في أراكان

 

ولدى سؤاله عن الهجمات التي تعرضت لها مخافر حدودية في أراكان في أكتوبر الماضي، وأدت إلى بدء جيش ميانمار "بعمليات تطهير" تسببت في تصاعد العنف ضد المسلمين في الولاية، قال كياو إن من نفذو تلك الهجمات فتية يائسون، هامشيون، تقل أعمارهم عن 18 عاما، تم دفعهم إلى طريق خاطئ.

 

وأكد كياو أن مسلمي أراكان أشخاص مسالمون، ولا يدعمون أعمال العنف بأي حال من الأحوال، كما أنهم لا يطالبون بالاستقلال أو بأي طلبات مشابهة، وإنما يريدون فقط أن يعودوا كما في الماضي، جزءا من مجتمع ميانمار.

 

وقال كياو إن قوات الأمن كانت على علم بالهجمات قبل حدوثها لكنها لم تفعل أي شيء لمنعها، لكي تصبح لديها ذريعة لعمليات "التطهير" التي تتضمن قتلا وتدميرا جماعيا.

 

وأفاد كياو أن تصاعد عمليات العنف في الآونة الأخيرة أجبر 65 ألفا من أبناء أراكان على اللجوء إلى بنغلاديش المجاورة، بالإضافة إلى نزوح 53 ألف شخص داخل ميانمار، كما تم اعتقال أكثر من ألف شخص، وقُتل 500 شخصا، وتخريب حوالي ألف و500 منزلا.

 

اغتصاب فتيات في الـ 12 من أعمارهن 

 

وأشار كياو إلى التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة مؤخرا واعتبر أن أعمال العنف الأخيرة ضد مسلمي أراكان يمكن أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

 

وقال كياو إنه تم اغتصاب حوالي 400 سيدة وفتاة، بينهن فتيات تبلغ أعمارهن 12 عاما، مشيرا أن مجلس الروهينجا في أوروبا تكفل بعلاج العديد من سيدات الروهينجا اللاتي تمكن من الهرب إلى بنجلاديش.

 

"سو تشي عنصرية مثلها مثل الجيش"

 

وأشار كياو إلى سماح سلطات ميانمار لوكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) بإيصال مساعدات إنسانية إلى أراكان، قائلا إن جيش ميانمار يوزع تلك المساعدات على أشخاص لم يتضرروا من الأحداث.

 

واعتبر كياو أن مستشارة الدولة في ميانمار أونج سان سو تشي، لا تنوي حل مشاكل مسلمي أراكان، على الرغم من أنهم دعموها خلال تعرضها للإقامة الجبرية، وشاركوا في المظاهرات التي كانت تطالب بإطلاق سراحها.   

 

وقال كياو إن سو تشي "إنسانة عنصرية بالمعني الحرفي للكلمة، ومثلها مثل الجيش لا تحب الروهينجا ولا المسلمين".

 

وأشار كياو إلى تصريح سو تشي أنها تتعاون مع الجيش، وتصريحات وزرائها بأن الجيش لا يقوم بشيء خاطئ، واعتبر ذلك بمثابة تستر على جرائم الجيش.

 

وفيما يتعلق بالجهود التي تقوم بها منظمة التعاون الإسلامي من أجل مسلمي أراكان قال كياو إنهم يشكرون تلك الجهود، إلا أنهم ينتظرون دورا أكثر مبادرة وفعالية من المنظمة.

 

وأكد كياو أن ما يحدث في أراكان أزمة إنسانية، وأنه لابد من فعل ما يلزم من أجل وقف "الإبادة الجماعية"، سواء بالطرق الدبلوماسية أو العقوبات الاقتصادية، أو غيرها".

 

وتابع كياو "في حال كنتم بالفعل تحترمون الإنسانية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحريات، عليكم أن توقفوا تلك الإبادة الجماعية فورا. ندعو المجتمع الدولي، ومنظمات المجتمع المدني، والعالم الإسلامي، والدول الغربية في حال كانت تهتم بالفعل بحقوق الإنسان، لإيقاف الإبادة الجماعية فورا".

 

كما أكد كياو على حاجة مسلمي أراكان إلى المساعدة الإنسانية أيضا.

 

وقال كياو إن تركيا يمكن أن تلعب دورا في إيقاف الظلم الذي يتعرض له مسلمي أراكان.

اعلان