ماكرون بعد انتصاره: فصل جديد في تاريخ فرنسا

كتب: وكالات

فى: شئون دولية

00:08 08 مايو 2017

فاز المرشح الموالي للاتحاد الأوروبي، وممثل تيار الوسط، إيمانويل ماكرون، بالرئاسة الفرنسية، في انتصار حاسم على اليمينية مارين لوبان، وفقاً لنتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت الأحد.

قال الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون إن بلاده ستكون في طليعة الحرب على الإرهاب، مضيفاً في خطاب اتسم بالجدية في مقر حملته الانتخابية: "أعرف الانقسامات في وطننا وهو ما دفع البعض إلى التصويت للمتطرفين، أنا احترمهم".

وأضاف "أعرف الغضب والقلق والشكوك التي عبر الكثيرون منكم عنها أيضاً، سأعمل لإعادة إيجاد الرابط بين أوروبا وشعوبها، بين أوروبا ومواطنيها".

ووصف إيمانويل ماكرون فوزه الواضح في الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بأنه بمثابة فصل جديد في تاريخ فرنسا.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية مساء الأحد، عن السياسي المنتمي إلى تيار يسار الوسط قوله إن صفحة جديدة قد تم فتحها "تحمل الأمل والثقة المستعادة".

وكانت تقديرات أولية أظهرت فوز ماكرون بحصوله على نسبة تتراوح بين 65 إلى 66 % من الأصوات، فيما حصلت منافسته مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف على نسبة تراوحت بين 34 إلى 35%.

واعترفت مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، مارين لوبان، بهزيمتها في الجولة الحاسمة، وقالت مساء الأحد، إنها اتصلت بماكرون لتهنئته بفوزه في الانتخابات.

وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية في وقت لاحق، حصول ماكرون على 64.16 % بعد إحصاء 40 مليون صوت.

وعلق الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، فرانسوا هولاند، على فوز ماكرون، بأنه "أظهر رغبة معظم الناخبين في التوحد حول قيم الجمهورية"، مصيفاً أن "فوزه الكبير يؤكد أن الأغلبية الكبيرة جداً من الفرنسيين أرادوا التوحد وإظهار ارتباطهم بالاتحاد الأوروبي".

ترحيب أوروبي
أشاد الزعماء الأوروبيون بفوز السياسي الوسطي بانتخابات الرئاسة الفرنسية، ووصفوه بأنه تصويت للوحدة الأوروبية وضربة للقوى السياسية التي سعت للبناء على التصويت الذي أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام الماضي، من أجل تفكيك الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شتيفان زايبرت على تويتر لماكرون، بعد قليل من إعلان نتائج الانتخابات، "انتصاركم انتصار لأوروبا قوية موحدة وللصداقة الألمانية الفرنسية".

وغرد رئيس الوزراء البولندي الأسبق دونالد توسك، الذي يرأس قمم الزعماء الأوروبيين، على تويتر "تهانينا للشعب الفرنسي على تفضيله الحرية والمساواة والأخوة".

كما غرد رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني "مرحى بالرئيس ماكرون! هناك أمل لأوروبا!".

وبعثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بتهنئة حارة لماكرون، وقالت "فرنسا أحد أوثق حلفائنا ونتطلع للعمل مع الرئيس الجديد بشأن نطاق واسع من الأولويات المشتركة".

وعقب فوز ماكرون، دعت الكونفدرالية الديمقراطية الفرنسية للعمل، إحدى النقابات العمالية الأكثر تمرداً في فرنسا، إلى مظاهرة في باريس يوم الإثنين، بمناسبة بداية رئاسة ماكرون للاحتجاج على سياساته الاقتصادية "الليبرالية".

يذكر أن الانتخابات تميزت بأنها ولأول مرة منذ قرابة ستين عاماً، يغيب اليسار واليمين التقليديان الممثلان بالحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين عن الدورة الثانية.

وكان ماكرون في حملته الانتخابية يدافع عن التبادل الحر ومزيد من الاندماج الأوروبي، في حين تدين لوبن "العولمة المتوحشة" والهجرة وتدافع عن سياسة "حمائية ذكية".

وشهدت الفترة بين دورتي الانتخابات عمليات انضمام واسعة لمعسكر ماكرون، الذي كان غير معروف قبل ثلاث سنوات، وحصل في الدورة الأولى على 24.01 %، وذلك بهدف قطع الطريق على مارين لوبن التي كانت حصلت على 21.30 % في 23 أبريل الماضي.

ويوم الجمعة الماضي، أعلن ماكرون، أنه اختار رئيس وزرائه، الذي لم يكشف عن اسمه، وأنه يعمل على تشكيل فريقه الحكومي، وسيتعين على رئيس الوزراء الجديد الإشراف على حملة الانتخابات التشريعية المقررة في 11 و18 يونيو  بهدف تأمين الأغلبية للرئيس الجديد.

ويواجه ماكرون  تحدياً لتحقق حركته "إلى الأمام"، الفوز بأغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

اعلان