
إعدام الأمير السعودي.. القصة الكاملة

في 18 يونيو 1975 نفذت الجهات الأمنية السعودية حكم الإعدام على الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، بعد قتله عمه الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ليسجل أول حالة إعدام لأمير يتبع العائلة المالكة السعودية.
وبعد أكثر من 41 عامًا على إعدام الأمير فيصل، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أول أمس، تنفيذ حكم القصاص في الأمير تركي بن سعود، لقتله المواطن السعودي عادل المحيميد.
والأمير تركي هو أحد أفراد الجيل السادس من أبناء العائلة الحاكمة في السعودية، ويفصله عن الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود 6 آباء.
وأثار إعدام الأمير تركي جدلا واسعا في الأوساط السعودية والعربية، فلم يعتد السعوديون على سماع أخبار سلبية تخص عائلة آل سعود والتي تحكم المملكة بقبضة حديدية.
إعدام الأمير تركي
أصدرت وزارة الداخلية السعودية ،الثلاثاء الماضي بيانا حول تنفيذ حكم القتل قصاصا بالأمير تركي بن سعود بن تركي بن سعود الكبير، ونسب إلى تركي تهمة القتل العمد بحق المواطن عادل بن سليمان بن عبدالكريم المحيميد بإطلاق النار عليه خلال مشاجرة جماعية.
وقالت الوزارة إن سلطات الأمن تمكنت من القبض على الجاني المذكور وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمته وبإحالته إلى المحكمة العامة.
وأوضح البيان أن تنفيذ حكم القتل قصاصا بالجاني تركي بن سعود، تم الثلاثاء بمدينة الرياض.
حيثيات الحكم
وكشفت وزارة الداخلية السعودية في بيانها، حيثيات تنفيذ حكم القتل قصاصا بحق الأمير تركي بن سعود.
وقال البيان إن تركي بن سعود بن تركي بن سعود الكبير ـ سعودي الجنسية ـ على قتل عادل بن سليمان بن عبدالكريم المحيميد سعودي الجنسية وذلك بإطلاق النار عليه على إثر مشاجرة جماعية".
وتابع البيان: "تمكنت سلطات الأمن من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمته وبإحالته الى المحكمة العامة وصدر بحقه صك يقضي بثبوت ما نسب إليه والحكم عليه بالقتل قصاصا".
واستطرد: "أُيد الحكم من محكمة الاستئناف ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعا، وأُيد من مرجعه بحق الجاني المذكور".
وشدد البيان على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الله في كل من يتعدى على الآمنين ويسفك دماءهم..".
فيديو.. تفاصيل الجريمة
وتعود تفاصيل الجريمة إلى عام 2012، حينما اشترك الأمير تركي في مشاجرة جماعية أثناء تجمع للتفحيط بمنتزه الثمامة بالرياض.
وكان القاتل يستقل سيارته من نوع لكزس مظللة بشكل كامل بالأسود، وبرفقته سيارتين، في إحدى السيارتين من نوع جيب شروكي كان يتواجد فيها أحد أصدقائه الذي أردي قتيلاً فيما بعد، وفقا لوسائل إعلام سعودية.
ونقلت وسائل إعلام محلية سعودية عن شهود عيان لم تسمهم، القول إن القاتل تواجد في بادئ الأمر بسيارته أثناء وقوع مشاجرة بين أشخاص آخرين في المنتزه الثمامة، فتوقف لسؤال المتواجدين عن سبب الشجار و”تلفظ عليهم”، فقاموا بالرد عليه فذهب لسيارته واستخرج سلاحه من نوع جلوك وأطلق النار عليهم بشكل عشوائي”.
نزل صديقه (القتيل) من السيارة لمتابعة المشكلة، فقام القاتل بإطلاق طلقة نارية بشكل عشوائي، لتصيب صديقه وتقتله، ثم تنتقل الرصاصة لشخص كان يقف خلف صديقه وتصيبه.
وتابعت المصادر: "عند إبلاغ القاتل بأنه قتل صديقه، أصابته الصدمة وسقط على الأرض متشنجا".
وفي رواية أخرى للجريمة، قالت صفحة على موقع "تويتر” تحمل اسم الأمير تركي: "يتمنى تركي الشفاء العاجل للتميمي قائلا إنه وحده العارف بتفاصيل ما حدث”.
وقالت الصفحة على لسان شخص أدعى أنه الأمير تركي، إنه وأصدقائه اشتبكوا مع آخرين بعد أن كالوا لهم السباب والشتائم، وتبادلوا معهم إطلاق النار، الأمر الذي أدى إلى مقتل صديقه، وإصابة الآخر.
وتابع أن المهاجمين كانو تحت تأثير السكر، زاعما أنهم هم من قتلوا صديقه، ويقول كيف أقتل صديقي وهو معي في السيارة؟.
ورفضت عائلة القتيل قبول "الدية" للتخلي عن حكم الإعدام بحق الأمير تركي.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، مقطع فيديو منسوب للأمير السعودي تركي بن سعود يوضح تفاصيل المشاجرة الجماعية بمنتزه الثمامة في 2012.
تعليق الأمراء
غرد الأمير خالد بن سعود الكبير بعد تنفيذ القصاص على حسابه الشخصي بتويتر: " الحمد لله على كل حال، اللهم اجعل إقامة حد القصاص على الابن تركي بن سعودكفارة له، وأجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة".
وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أحد أعضاء العائلة المالكة، فى اتصال هاتفى مع نيويورك تايمز، إن الأمير تركى كان ينتمى لأحد أبرز الفروع فى العائلة المالكة ومن الأحفاد المباشرين للملك عبد العزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية فى 1932.
وأكد أن نسب الأمير تركى لم يستثنه من العقاب، مشيراًَ إلى أن الملك سلمان يؤكد دائماً أنه لا فرق فى القانون بين أمير ومواطن.
وعلق الأمير خالد آل سعودي على إعدام تركي عبر تغريدة له بموقع تويتر قائلا: "هذا شرع الله تعالى، وهذا نهج دولتنا المباركة.. رحم الله القاتل، ورحم الله المقتول".
من جانبه دعى الأمير الوليد بن طلال بالرحمة للقاتل والمقتول، قائلا: العدل أساس الملك.
اللحظات الأخيرة قبل الإعدام
كشف إمام وخطيب جامع الصفا محمد المصلوخي، والذي كان حاضرا في أثناء تنفيذ حكم القصاص بالأمير السعودي تركي بن سعود بن تركي الكبير تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل إعدامه.
وقال المصلوخي عبر حسابه بموقع تويتر: "إن ذوي القاتل ودعوه لآخر مرة مساء الإثنين 17 أكتوبر في سجنه في مشهد مؤثر، وبعدها قام الجاني بتأدية صلاة الليل وقراءة القرآن حتى صلى الفجر، قبل أن يأخذه السجان في الـ 7 صباحا.
وتابع: "لم يستطع الجاني كتابة وصيته بيده فكتبها عنه غيره، ثم اغتسل ونقل إلى ساحة تنفيذ القصاص في الصفاة في نحو الـ 11 صباحا، مشيرا إلى أنه حضر في ساحة القصاص عشرات الأمراء وعدد من الوجهاء وكبار عائلة القتيل عادل المحيميد للشفاعة وإقناع والده بالتنازل، إلا أنه رفض وأصر على تنفيذ القصاص.
وأكمل المصلوخي: "في ساحة القصاص وضعت مئات الملايين من الريالات في أيادي والد القتيل عادل المحيميد، غير أنه رفضها وطلب تنفيذ حكم شرع الله"، وتدخل الأمير فيصل بن بندر بعد صلاة الظهر بالشفاعة لدى والد القتيل، إلا أنه أصر على تنفيذ الحكم.
وأضاف: "حضر السياف في الساعة 4.13 عصرا وتم تنفيذ القصاص بحضور والد المجني عليه، الذي لم يظهر عليه أية تعابير، في حين دخل والد الجاني في نوبة بكاء شديدة وسط تأثر الحضور.
وبإعدام الأمير السعودي تركي يرتفع عدد أحكام الإعدام التي نفذتها المملكة هذا العام إلى 134، وبحسب منظمة العفو، فإن عدد أحكام الإعدام المنفذة خلال 2015 هو الأعلى في المملكة منذ عقدين.
وتعاقب السعودية التي تطبق الشريعة الإسلامية بالإعدام مرتكبي جرائم الاغتصاب والقتل والردة والسطو المسلح وتجارة المخدرات والسحر.