قيادي بالمعارضة السورية: تركيا طورت الجيش الحر .. وأخشى على مصر من التشيع

هدن في سوريا لا تؤتي أكلها، ودماء لا تجف جراء القصف المتواصل من  القوات الروسية والسورية، ومحاولات مضنية لحصار "فتح الشام"- جبهة النصرة سابقا- لعزلها عن الفصائل المعارضة وإخراجها من حلب، وتقدم للقوات التركية وتراجع للدور الأمريكي.

 

كلها تطورات مهمة على الساحة السورية، تحتاج لأحد السياسيين السوريين البارزين لتوضيح ملابسات كل مرحلة من المراحل وإلى أين تسير الأزمة السورية، لذلك أجرت "مصر العربية" حوارا مع بسام الملك عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي كشف بعد التفاصيل التي تضمنتها زيارة وفد بشار الأسد للقاهرة، والدوافع التي دفعت روسيا للهدنة، والأسباب التي غلبت كفة المعارضة على داعش في معركة دابق.

 

إلى نص الحوار..

 

تتهرب كثيرا روسيا من الهدن في سوريا.. لماذا عجلت هي بالهدنة الأخيرة في حلب؟

روسيا لجأت لإعلان الهدنة في حلب تفاديا للعزلة الدولية والغضب من العالم بأسره ولتجنب الضغوط الكبيرة عليها، فموسكو أقدمت على ذلك بعد غضب الفرنسيين والأوروبيين بوجه عام منها عقب  العزة التي أخذتها ما بعد تصفيتها للمشروع الفرنسي لحل الأزمة السورية.

 

والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اعتذر عن عدم استقبال نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد الاتفاق على الزيارة حيث اشترط مناقشة الملف السوري منفردا، فشعر بوتين أن الدول كلها ضده، بجانب أن تلويح أوروبا بعقوبات اقتصادية على روسيا، جعلها تعجل بالهدنة وتزيدها من يوم لثلاثة ومن 8 ساعات يوميا إلى 19، علاوة على محاولتها الاستفادة من ذلك في الفصل بين جبهة النصرة "فتح الشام حاليا" والفصائل المعارضة بغية إخراج الأولى من حلب رغم علمها بأن ذلك مستحيلا.

 

ولماذا تعتبر هذا من المستحيلات؟

مساعي روسيا بفصل جبهة النصرة  عن الفصائل المعارضة المسلحة المعتدلة ستقابل بالفشل لأن الثوار مشتركون بشكل كبير مع المقاتلين الإسلاميين خاصة جبهة النصرة التي أقبلت على أمر إيجابي بالانفصال عن تنظيم القاعدة وقدمت العديد من التضحيات بجانب أنهم الأقوى عتادا وقتالا.

 

بشار الأسد والروس يريدون شرخا بين النصرة والمعارضة المعتدلة بالفصل بينهم لإضعاف الاثنين، رغم أن أعداد جبهة النصرة في حلب قليلة جدا ومن يدافع عن المدينة هم أهالي حلب أنفسهم ولكن تضخيم حجمهم هناك هدفه تبرير القصف العنيف على البلدة.

 

والأمريكان أصبحوا غير قادرين على اتخاذ أي قرار حتى تأتي الإدارة الأمريكية الجديدة  بعد الانتخابات في نوفمبر سواء بقيادة دونلاد ترامب أو هيلاري كلينتون.

 

إذن ما رأيك في مبادرة  المبعوث  الأممي لدى سوريا ستيفان دي ميستورا  بمرافقته عناصر النصرة حتى يخرجون من حلب؟

دي ميستورا فقد حياديته وأصبح يعمل لصالح الروس بعرضه مبادرة لإخراج عناصر النصرة من حلب، وعزمه مرافقتهم وحديثه عن أن عددهم بحلب 900، ما دخلك يا دي ميستورا بذلك وهل هذا هو الحياد.

 

لماذا يركز دي ميستورا على من ينصرون الشعب السوري ويتجاهل مقاتلي حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية الشيعية والأفغانية والباكستانية في سوريا؟.

 

رأيي أن مصير دي ميستورا الفشل، وكان الأحرى به أن يسلك طريق سلفه الأخضر الإبراهيمي عندما تنحى بعدما علم أن بشار الأسد لا يريد حلا سلميا في سوريا، دي ميستورا منحاز وكلامه لا يمكن قبوله.

 

اقتناص المعارضة  مدينة دابق من داعش .. كيف رأيت المعركة؟

نحن ضد داعش التي هي بالأساس حثالة المجتمع الذين كانوا بالسجون وأخرجهم بشار الأسد في سوريا ونوري المالكي من سجون العراق  وتكون داعش، ونحن مع تطهير كل بقعة سورية من أي كيان غير سوري أوله داعش.

 

وبشار الأسد هو من فتح البلاد على مصرعيها أمام التدخلات الأجنبية بدءا من القوات الروسية دون استفتاء الشعب وفق الدستور مرورا بالميليشيات الشيعية اللبنانية كحزب الله والعراقية والأفغانية وغيرها، وهذه خيانة للشعب السوري كله.

 

تعتبر المعركة من المكاسب المهمة للمعارضة وخسارة فادحة لداعش التي كان يعدها من المدن الرئيسية له، فهل كان السبب تطور لدى المعارضة أم ضعف أصاب داعش؟

لا نريد أن نخدع أنفسنا وننكر أن الدعم التركي من جانب القوات التركية للجيش الحر كان له أثر كبير في تطور إمكانيات الجيش الحر فالقوات التركية قوية جدا عن السورية ولها مكانة كبيرة وساعدونا كثيرا، وليس من الأخلاق أن نكذب ونقول لم يساعدونا.

 

والمكسب أثبت صحة ما كنا ندعوا له منذ 2012  أن داعش يحتاج مواجهات برية ولو قصفته 10 سنين لن ينهزم التنظيم.

 

من الأسباب الرئيسية التي يرى محللون أنها دفعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاجتياح الأراضي السورية .. كيف تنظر إلى هذا الأمر؟

لدينا 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا وفي بلدان أخرى، وعندما يسعى أردوغان لفرض حظر جوي وتوفير الأمان في منطقة لإعادة السوريين إلى ديارهم فهذا أمر منطقي وجهد يشكر عليه، وهو لا يكتفي بذلك يحاول دعم وتقوية السوريين ومساعدتهم بكل السبل.

 

تواصل القوات التركية تقدمها في سوريا وقصفها للأهداف الكردية .. ماذا تريد أنقرة؟

هم لهم مصالح وسياستهم الإستراتيجية تكمن في عدم وجود دولة كردية في الشمال تؤثر على أمنها القومي وعلى إيران بالسلب،  فنموذج كردستان العراق لا تريد أنقرة تكراره في سوريا، خاصة أنها لها حدود مع سوريا أكثر من 900 كيلو متر وكل دولة لها حق في الحفاظ  على مصالحها.

 

ولكن أمريكا رسمت حدودا بألا تتجاوز القوات التركية شرق الفرات، فهل من الممكن أن تتخطى أنقرة هذا الخط؟

لا أتصور ذلك، فهناك تفاهم بين تركيا وأمريكا في سوريا، وأمريكا لها مصالح كبيرة في سوريا ومن صالحها التوافق مع تركيا.

 

نشرت روسيا صواريخ إس 300 في سوريا وزاد التوتر بينها وبين أمريكا، هل هذا يمهد لحرب عالمية ثالثةكما يظن البعض انطلاقا من سوريا؟

كله هذا فرقعة إعلامية وفقاعة هوائية لا حرب عالمية ستأتي أو أي شيء آخر ولكن الهدف من ترويج ذلك ترك بصمات لتقسيم المنطقة مرة أخرى من أجل الشرق الأوسط الجديد، روسيا تعرف حدودها جيدا وكل هذا الحديث من أجل سايبس بيكو جديدة وأما حرب عالمية فهي مجرد جعجعة.

 

زار وفد من النظام السوري الأسبوع الماضي القاهرة تحت عنوان مناقشة الأزمة السورية وسبل حلها .. من المؤكد أن تحت العنوان الرئيسي تفريعات كثيرة ربما تكون على علم بها، فهل لك أن تطلعنا على بعض مما دار في اللقاء؟.

 

في البداية أود أن أعرب عن قلقي الشديد من امتداد المد الشيعي الإيراني لمصر خاصة بعد تدهور العلاقات المصرية السعودية، فوفد بشار الأسد للقاهرة الذي كان بقيادة اللواء علي مملوك المشرف على كل الأجهزة الأمنية حمل عرضا لعودة العلاقات المصرية الإيرانية وهي أن تمد طهران مصر بكل النفط التي كانت تحصل عليه من السعودية بعد أن أوقفته المملكة على خلفية تصويت مصر في مجلس الأمن لصالح المشروع الروسي مقابل تطبيع العلاقات مع طهران المقطوعة من ربع قرن.

 

هذا العرض تداول بالتحديد في لقاء علي مملوك قائد وفد الأسد مع خالد فوزي مدير المخابرات العامة المصرية، الله ينجي مصر من دخول الإيرانيين للقاهرة، فهو أكبر أخطر عليها.