أول زيارة لوزير سعودي إلى لبنان منذ توتر العلاقات قبل أشهر
وصل وزير الدولة لشؤون الخليج، ثامر السبهان، الذي أوفدته السعودية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الخميس، في زيارة رسمية، بعد سنة من توتر العلاقات بين البلدين.
ويلتقي السبهان، خلال الزيارة، عدة مسؤولين قبل أيام قليلة تفصل عن جلسة برلمانية مخصصة لانتخاب رئيس البلاد، الإثنين المقبل.
والتقى الوزير السعودي، رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، في السراي الحكومي وسط بيروت، في حضور القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان، وليد البخاري، وجرى استعراض للأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.
وأفادت مصادر مرافقة للوزير السعودي، بأن زيارة السبهان، تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها رئيس البلاد السابق ميشال سليمان، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وزعيم تيار الوطني الحر ميشال عون، لبحث المستجدات على صعيد انتخاب رئيس البلاد بعد شغور دام سنتين ونصف السنة.
وحسب المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، فإن الوزير السعودي سيلتقي أيضا زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، على أن يعقد مؤتمرا صحفيا في نهاية زيارته السبت القادم.
وقالت مصادر في وقت سابق، إن اللقاء "سيحمل اقتراحات لتذليل العقبات بين البلدين، والحدّ من الاعتراض ضد الاتفاق بين زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، والعماد ميشال عون (في إشارة لمسألة انتخاب رئيس للبلاد)".
والخميس الماضي، أعلن الحريري، تأييده ترشيح "عون"، لرئاسة البلاد، الذي يعد أحد حلفاء "حزب الله"، أبرز خصوم السعودية.
ويعيش لبنان فراغاً رئاسياً منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، في 25 مايو 2014، وفشل البرلمان على مدار 44 جلسة في انتخاب رئيس جديد نتيجة الخلافات السياسية.
وتوترت العلاقات السعودية اللبنانية بسبب ما سمته المملكة بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من "حزب الله" الشيعي، عقب الاعتداء على سفارتها في طهران مطلع 2016، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار.
وجاءت التصريحات الرسمية الصادرة لاحقاً من لبنان تؤكد على أهمية العلاقات مع السعودية، أبرزها إعلان رئيس الوزراء اللبناني رغبة بلاده في الحفاظ على العلاقات مع الدول العربية لاسيما المملكة.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة عقب إعلان الرياض في 3 يناير الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد (شمال)، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجاً على إعدام "نمر باقر النمر" رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية".
وتتهم السعودية "حزب الله" بالموالاة لإيران، والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد منذ 2012.
وأدرجت عدداً من عناصره على قائمة الإرهاب، وبدروه يهاجم "حزب الله" السعودية على خلفية مواقفها السياسية، ولاسيما بعد بدء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن لدعم الشرعية ممثلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين.