بقصف مكة .. الحوثيون يثيرون غضبا عربيا وإسلاميا
بعد 1447 عام من محاولة أبرهة الأشرم قادما من اليمن لهدم الكعبة في عام 569م بواسطة قطعان من الفيلة، أعادت جماعة الحوثي في اليمن تلك المحاولة بعد أن أطلقوا صاروخا باليستيا صوب مكة المكرمة، لكن قوات الدفاع الجوي السعودي نجحت في اعتراضه.
محاولة الهجوم الفاشلة للحوثيين على الكعبة تجاوزت بمراحل الأزمة اليمنية، وذلك عقب أن وصلت المخططات الإيرانية إلى درجة متقدمة في التنفيذ بمحاولة الاستهداف المباشر للحرم المكي، وهو ما يمكن فهمه البعض بأنه يأتي كترجمة فعلية للتهديدات التي أطلقها مرشد النظام الإيراني الأعلى علي خامنئي، خلال موسم حج العام الماضي.
وأعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان، اعتراض صاروخ باليستي أطلقته المليشيات الحوثية الموالية للنظام الإيراني، من محافظة صعدة اليمنية باتجاه منطقة مكة المكرمة.
وأضاف البيان:" تمكنت وسائل الدفاع الجوي من اعتراضه وتدميره على بعد 65 كم من مكة المكرمة من دون أي أضرار"، مشيرا أيضا إلى أن قوات التحالف الجوية استهدفت موقع الإطلاق في صعدة معقل الحوثيين.
وصاروخ سكود الذي اعترضته الدفاعات الجوية الخميس، هو ثاني صاروخ تطلقه الميليشيات الحوثية الانقلابية على منطقة مكة المكرمة في غضون 16 يوما، وهو الصاروخ الباليستي رقم 37 الذي يطلق باتجاه السعودية من انطلاقة عاصفة الحزم.
اعتراف الحوثي
واعترف الحوثيون إنهم أطلقوا صاروخا على السعودية، لكنهم قالوا إنه استهدف مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، أشد مطارات المملكة زحاما.
وبدأ التحالف في آخر شهر مارس 2015 حملة عسكرية يقول إنها تستهدف إعادة الشرعية في اليمن بإرجاع الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء.
وراح ضحية الحرب في اليمن حتى الآن 10 آلاف شخص على الأقل، وأدى إلى واحدة من أبشع الأزمات الإنسانية في العالم.
تنديد عربي وإسلامي
وأعرب بيان للأمين العام لمجلس التعاون، عبداللطيف الزياني، عن إدانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستنكاره الشديدين لاستهداف جماعة الحوثي- صالح مكة المكرمة بصاروخ باليستي.
وقال الأمين العام إن دول مجلس التعاون تعتبر هذا الاعتداء الغاشم، الذي ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد، مهبط الوحي وقبلة مليار ونصف مسلم حول العالم، استفزازا لمشاعر المسلمين، واستخفافا بالمقدسات الإسلامية وحرمتها.
كما استنكرت رابطة العالم الإسلامي في بيان، الجمعة، لقيام ميليشيات الحوثيين، باستهداف منطقة مكة المكرمة بهجوم صاروخي.
وقالت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي إن "هذا العمل الإجرامي يكشف حجم الضلال والتيه الذي تورطت فيه هذه العصابة الانقلابية، التي طوعت لها نفسها التجاسر على استفزاز المشاعر الإسلامية بأوهام الطائفية والحقد والكراهية".
وأدانت جامعة الدول العربية استهداف جماعة الحوثيين لمكة المكرمة بصاروخ باليستي، وأكد أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة في بيان، ادانته بأشد العبارات استهداف جماعة الحوثيين باليمن لمدينة مكة المكرمة.
وشدد أبو الغيط على أن هذا العمل "المشين" يمثل انتهاكا غير مقبول لحرمة الأراضي المقدسة، خاصة وأنه موجه إلى مهبط الوحي وقبلة المسلمين كافة، إضافة لكونه تهديدا صريحا لأرواح المدنيين الأبرياء في هذه المدينة.
خطر كبير
بدوره أكد الشيخ أحمد منصور، من علماء الأزهر الشريف، أن ما تفعله جماعة الحوثي الشيعية في اليمن لا يمت للإسلام من قريب أو بعيد، لافتاً إلى أن الهجوم الصاروخي الغاشم الذي كان يستهدف أطهر بقاع الأرض لا يقل في جرمه عن محاولة أبرهة الأشرم هدم الكعبة من قبل.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الشيعة أصبحوا خطرا كبيرا على الأمة الإسلامية، وذلك من خلال الجرائم التي يرتكبونها سواء في سوريا أور العراق وأخيرا الاعتداء على المقدسات الإسلامية التي من المفترض أنها تخصهم والإسلام والمسلمين منهم براء.
وأكد منصور أن ما فعله الشيعة انحدار إجرامي عظيم في دين الله تعالى، وأنه مؤذن بزوال تلكم النبتة الفاسدة واجتثاثها، ولهم في أبرهة عبرة فقد أنزل عليه رب الكعبة حجارة من سجيل فجعل من جاؤا لهدمها كعصف مأكول.
جرأة عدوانية
وأكد الدكتور طه عمارة أستاذ الآثار الإسلامية، إن ما تعرضت له مكة من هجوم صاروخي من جماعة الحوثي في اليمن تعدى كل الخطوط الحمراء، فالكعبة المشرفة أثر إسلامي يخص جميع المسلمين وليس المملكة العربية السعودية.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن بيت الله الحرام أول بيت لله في الأرض بناه الملائكة، ثم بنيت الكعبة كبناء في العهد الإسلامي، منوها إلى أن الترايخ يعيد نفسه ، فقبل 14 قرن من الزمان أقدم أبرهة من الحبشه أيضًا لهدم الكعبة.
ولفت إلى أنه على أمة المليار ونصف مسلم أن يهبوا بالرد الرادع لهذه الجرأة العدوانية، وإلا سيتجرأ غيرهم على فعل هذا الجرم، متابعا:" لا يجوز أن نردد العبارة الشهيرة للبيت رب يحميه نعم رب البيت يحميه لكن الله أنعم على البشرية بقوة يستطيعون الدفاع بها عن مقدساتهم".