الدولتان تعلنان استعدادهما لدخول معقل داعش
تركيا والسعودية في "الرقة" .. مغامرة أم مناورة؟
ما أشبه الليلة بالبارحة.. فبعد أكثر من 8 شهور من إعلان السعودية وتركيا عزمهم إطلاق حملة برية في سوريا من أجل طرد تنظيم داعش الذي يتخذ من الرقة معقلا له اليوم تجدد الدولتان النية لدخول الرقة، فهل تصدقان هذه المرة أم هي مناورة كسابقتها؟
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن عملية "دراع الفرات" التي أطلقها في سوريا ستستهدف مدينة منبج التي حررتها في الآونة الأخيرة قوات الأكراد من قبضة تنظيم داعش، كما ستستهدف معقل التنظيم في مدينة الرقة.
وفي كلمة له بأنقرة أول أمس الخميس أوضح الرئيس التركي، أنه أطلع نظيره الأمريكي باراك أوباما على خططه خلال محادثة بينهما، وأن العملية ستستهدف بلدة الباب قبل أن تستهدف منبج والرقة.
وأعلن وزير الدفاع التركي، فكري إيشق، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع تركيا في عملية تحرير مدينة الرقة السورية من تنظيم "داعش" الإرهابي.
تركيا أو الأكراد
وعادت تركيا لتخير أمريكا بينها وبين الأكراد، مؤكدة أنها لن تشارك في الحملة إذا اشترك فيها الأكراد الذين تستخدمهم أمريكا في حربها ضد داعش منذ صمودهم أمام التنظيم في معركة عين العرب كوباني أواخر 2014.
وأعلن رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم الجمعة أيضًا أن بلاده مستعدة لدعم عملية تحرير الرقة من داعش فقط في حال لم تشارك فيها القوات الكردية السورية.
لا يعتبر تحرير الرقة من الشؤون الداخلية لتركيا، نحن نتخذ كل الإجراءات الممكنة لتوفير الهدوء والأمان للمواطنين في كل أراضي تركيا، ولكن تحرير الرقة هو موضوع الكفاح ضد داعش وموقفنا واضح جدا: يمكن ان نتعاون مع التحالف، ولكننا لن نكون هناك في حال الميليشيات الكردية" هكذا أضاف يلدريم للصحفيين.
استعداد السعودية
من جانب آخر أعلن مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث الرسمي باسم التحالف العربي اللواء أحمد عسيري عن استعداد المملكة للمشاركة في عملية عسكرية لتحرير الرقة السورية، إذا ما طلب منها ذلك.
وقال عسيري في تصريحات إعلامية إن المملكة ملتزمة بالمشاركة في محاربة "داعش" في سوريا ضمن التحالف الدولي بما يوكل إليها من مهام جوية سواء من داخل المملكة أو من خلال طائراتها المنتشرة في قاعدة "إنجرليك" التركية".
وفي فبراير الماضي أعلنت السعودية وتركيا عزمهما إطلاق حملة برية لمواجهة تنظيم داعش وبالفعل أرسلت المملكة طائراتها لقاعدة إنجرليك التركية، وأطلقت السعودية مناورات رعد الشمال بمشاركة بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية أولها تركيا، ولكن روسيا وأمريكا أعلنتا عن هدنة 27 فبراير وتجمد الموقف السعودي التركي من حينها.
ولكن المختلف هذه المرة أن تركيا تدخلت بالفعل بقوات على الأرض في سوريا بعد أن كانت قاصرة عملها على قصف المناطق الكردية في الشمال بالطائرات وأطلقت عملية "درع الفرات" 24 أغسطس الماضي تحت عنوان طرد مقاتلي داعش والأكراد من على حدودها وتقدمت قواتها بدعم الجيش السوري الحر في عدة مناطق بسوريا.
جدية
تيسير النجار المحلل السياسي السوري رأى جدية في تصريحات تركيا والسعودية هذه المرة نظرا لأغراض الطرفين، فتركيا تريد أن تكون بديلا للولايات المتحدة حتى لا تعتمد على الأكراد في حربها ضد داعش ما يمهد لقيام كيان لهم على الحدود مع تركيا ما يؤثر بالسلب على أمنها القومي.
وأشار في تصريحات لـ"مصر العربية" أن أمريكا وجدت ضالتها في "المتطرفين" الأكراد تحديدا الذين يهددون تركيا، وهو ما لاتريد أنقرة استمراره خاصة إذا دخلوا في معركة الرقة سيثبتون أقدامهم في سوريا ويضعون الكيان الكردي على طريق التنفيذ.
السعودية أيضًا كما ينوه المحلل السوري لا تريد انفراد أمريكا والأكراد بالشأن السوري، ولا تريد الضرر لأهالي الرقة الذين سيدفعون الثمن بعد انسحاب داعش الذي هو بالأساس مخترق من أجهزة المخابرات الدولية.
تصريحات كلامية
وكان لمحمد حامد الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن التركي رأى آخر فذهب إلى أن التصريحات التركية بتحرير الرقة حتى الآن كلامية فتركيا تدعم قوات الجيش الحر لتقوم بكل عمليات التحرير وهي تدعمه لوجستيا وعسكريا.
وتابع في حديثه لـ"مصر العربية:" تركيا بدأت بجرابلس فقط، والآن تتحدث عن 5000 آلاف كيلو ولم تحرر إلا 1000 كيلو فقط وتريد أن تصل إلى مدينة الباب الإستراتيجية والتي تبعد 30 كيلو متر عن حلب وهنا لن يسمح لها بذلك من قوات الحلفاء الجيش السوري المدعوم إيرانيا بجانب مليشيا حزب الله وهنا سيتم تطويق حلب الشرقية"
ورأى أن تركيا حين تتحدث عن الرقة تقصد بنسبة كبيرة المشاركة جويا، مفيدا بأن المغامرات في سوريا والعراق أمر ليس سهلا وقد يورط أنقرة في المستنقع السوري.
وواصل:" لا أعتقد أن مزاعم الحكومة التركية التي تسوقها للدخول والتدخل في سوريا والعراق ستمر فهناك معارضة سياسية تقف بالمرصاد لها حزب الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطية".