في العراق

لـ3 أسباب .. تلعفر خط مواجهة بين الأتراك والشيعة

كتب:

فى: العرب والعالم

13:21 03 نوفمبر 2016

تحذيرات تركية شديدة اللهجة للميليشيات الشيعية بعدم الاقتراب من تلعفر غرب مدينة الموصل في العراق، في وقت عازمة فيه هذه القوى على دخول المدينة لإكمال المخطط الإيراني، وهو ما جعل المدينة على شفا مشاهدة أول مواجهة بين القوات التركية الموجودة في قاعدة بعشيقة الواقعة على بعد 12 كيلو متر شمال شرق الموصل والميليشيات الشيعية

 

وتقع تلعفر على بعد 60 كيلو مترا باتجاه الغرب من مدينة الموصل، وتحتل مساحات واسعة  تصل الى الحدود السورية عند ناحية ومعبر ربيعة الحدودي، إضافة الى الشريط الحدودي الممتد من غرب نهر دجلة وصولا الى حدود قضاء سنجار المدينة الحدودية ايضا .

 

وحذر الرئيس التركي طيب أردوغان من ما سماها إشاعة الفصائل المسلحة الشيعية الخوف في مدينة تلعفر ذات الغالبية التركمانية شمالي العراق معلنا أن بلاده تعتزم تعزيز قواتها المنتشرة في بلدة سيلوبي الواقعة على الحدود مع العراق، وإنه سيكون لها "رد مختلف"

 

و دفع الجيش التركي بعدد كبير من الدبابات والعربات المدرعة، بالإضافة إلى كتيبة من القوات إلى الحدود مع العراق.


 

خطورة المدينة

أهمية تلعفر بالنسبة لتركيا أنها ذات أغلبية تركمانية أولا وثانيا أنها لا تريد أن تتفشى إيران في العراق أكثر حتى تصل لحدودها خاصة أن ميول إيران التوسعية لا حد لها، وثالثا أنها تخشى من اتفاق بين إيران والميليشيات الكردية التي تشن عليها هجمات من خلال العراق فتريد أن تسيطر هي على الحدود كما تفعل في سوريا.

 

وبالنسبة لإيران تلعفر هدف استراتيجي لربط العراق الذي يشرف الحرس الثوري الإيراني على العمليات به ضد داعش بسوريا التي ترسل لها قوات من أجل مناصرة بشار الأسد ضد المعارضة، فتلعفر هي الطريق البري الذي تطمح إيران إلى تحقيقه ليمتد من العراق عبر سوريا حتى "المتوسط".

 

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى الأهمية التاريخية لمدينة تلعفر قرب وإلى تركيبتها السكانية، وقالت إنها أصبحت مركز صراع على النفوذ في شمال العراق بين تركيا وإيران.

 

وأضافت أن تلعفر في محافظة نينوى بشمال العراق شكلت مركزا متقدما بالنسبة للإمبراطورية العثمانية وأنها تضم تركيبة سكانية متنوعة عرقيا وطائفيا أغلبها من التركمان.

 

تهديدات

وهددت الميليشيات العراقية الشيعية علنا باستهداف القوات التركية في العراق إن لم تنسحب من بلادها وفي مقدمتها ميليشيات الحشد الشعبي سيئة السمعة وعصائب أهل الحق وميليشيا سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر هذا علاوة على تهديد الحكومة العراقية عقب استدعاء سفيرها لدى تركيا باللجوء للمجتمع الدولي وشكاية أنقرة.

 

وردت تركيا على كل هذه الدعوات بمزيد من التحدي بإعلانها أنها مستمرة في العراق وستفعل ما تريد معتمدة على تفاهمها مع حكومة إقليم كردستان والعشائر السنية، وحذر أردوغان من المساس بالسنة في مدينة الموصل نظرا للجرائم التي ترتكبها الميليشيات الشيعية في كل المناطق التي تحررها من قبضة تنظيم داعش.

 

مواجهة مرتقبة

الشيخ ثائر البياتي أمين مجلس العشائر العربية بالعراق رأى أن الصدام بين القوات التركية والميليشيات الشيعية قادم في كل الأحوال مدينة تلعفر، معتبرا الموصل ستكون حلب السورية الثانية.

 

وأفرد في حديثه لـ"مصر العربية" أهمية المدينة التي ترجح كفة الصراع حولها بأنها موقع استراتيجي مركزي من خلالها يمكن السيطرة على جميع الطرق إلى سوريا وتتحكم في جميع مفاصل شمال غرب الموصل وقريبه من الحدود التركيه بـ 60 كيلو متر.


 

تحالف إيراني مع البي كاكا

وتابع:” علاوة على ذلك سكان المدينة نصفهم من الشيعه وتركيا لا تريد قاعده إيرانيه تكون مركز انطلاق لقوات البي كاكا الكردية المعادية للدولة التركية"

 

بينما كان لصلاح لبيب المتخصص في الشؤون التركية رأي آخر فتوقع أن تحتوي كل من تركيا وإيران الصدام المحتمل بينهما في العراق، فالعلاقات التركية الإيرانية أعمق مما يتمناه بعض العرب في المواجهة بين الطرفين، مردفا:” أي نعم قبل 500 عام كان هناك مواجهات دموية بين العثمانيين والصفويين انتهت لدولة شيعية في إيران ولكن الأمور اختلفت"


 

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أنه على مدى 5 قرون تالية للصدام بين الدولتين لم تحدث اي حرب بين إيران وتركيا بل أن التعاون الاقتصادي بينهما كبير جدا.


 

تنحية الخلافات

ولفت إلى أن الخلاف بينهما حول سوريا عميق ولكنهم استطاعوا تنحية الخلافات في التعاونا الاقتصادي وكانت أنقرة وسيط في رفع العقوبات الاقتصادية على إيران المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.


 

وأشار لبيب إلى أن هناك صراع خفي بين طهران وأنقرة حول توسيع النفوذ ولكنهما قادرتان على حل الخلاف فحدير العبادي رئيس الوزراء العراقي رغم تصريحاته شديدة اللهجة حلو القوات التركية في بعشقة لم يحدث صدام عسكري.


 

وبحث حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، بالأمس الأربعاء، مع وفد من وجهاء قضاء تلعفر ، آليات تحرير القضاء من قبضة تنظيم "داعش"، في إطار عملية استعادة الموصل من التنظيم.


 

وقال "سنكسر الدواعش عسكريا ويجب إفشال مخططهم بوحدتنا لأنه يحاول استغلال خلافاتنا"، ودعا إلى "إنهاء الصراعات والسياسية منها بشكل خاص، وقت الحرب، وإيجاد رؤية جديدة للعملية السياسية".


 

اعلان