في حوار لـ"مصر العربية"
مسؤول يمني: التعليم يحتضر.. والمعاهد مستهدفة
في الحروب يتوقف كل شيء، فقط أصوات القنابل ورائحة البارود، ولكن المواطن اليمني صبور وعنيد ومثابر يحاول التغلب على الصعائب مهما كانت.
العملية التعليمية في العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي تضررت كثيرا جراء الحرب ومع ذلك لم تتوقف، وتحاول الصمود أمام غارات الحرب الوعرة.
"مصر العربية" ألتقت مع يحيى المأخذي مدير عام مكتب التعليم الفني بأمانة صنعاء من أجل الوقوف على أحوال سير العملية التعليمية بالمحافظة.
إلى نص الحوار ..
كيف تسير العملية التعليمة في العاصمة؟
العاصمة ضمن المحافظات التي عانت العام الماضي والأعوام السابقة من صعوبات ومعوقات في العملية التعليمة في ظل الغارات الجوية الممنهجة.
العاصمة فيها ما يقارب 11 معهدا، وتعتبر من المعاهد الكبيرة في اليمن ويتم استقبال أعداد هائلة من الطلاب والطالبات الملتحقين بهذه المعاهد والطلاب من جميع المحافظات.
وعانينا الكثير من الصعوبات المتعددة ولكن بفضل الله أولا ثم بفضل قيادة أمانة العاصمة وقوف المجلس المحلي والإداري استطعنا التغلب على الكثير من الصعوبات والمعوقات والعراقيل ووفرت الكثير من الإمكانيات التي انعدمت انعداما كاملا في أمانة العاصمة.
هل لك أن تعرفنا هذه المعوقات والصعوبات؟
ومن أبرز المعوقات تزايد النزوح الذي واجهته العاصمة من الكثير من المحافظات التي تعاني من ويلات الحروب.
والوزارة أصدرت قرارا باستيعاب الطلاب النازحين لانخراطهم بين زملائهم حتى لا يحرموا من التعليم واستقبلناهم رغم أن الأعداد كبيرة فوق طاقة المعاهد ولكن كثفت الجهود من أجل احتوائهم.
وهناك فرق بين التعليم المهني والتعليم في المدارس حيث يحتاج التعليم المهني توفير ملتزمات ومواد خامة وعانينا كثيرا بسبب ذلك ولكن الحمدلله تغلبنا على المعوقات عن طريق السلطة المحلية التي وفرت كل الوسائل والتجهيزات اللازمة لسير العملية وأيضا لمواجهة الأعداد الهائلة والمتدفقة .
وأيضا هناك صعوبات واجهناها في العام الدراسي الماضي نتيجة القصف المتواصل الذي استهدف العاصمة وكان من المتوقع التباطؤ والعزوف الكبير من الطلاب والطالبات نتيجة هذا القصف المتواصل والمستهدف المباشر لهذه المعاهد لكن فوجئنا بصمود الطلاب والبقاء أكثر ما كنا نتوقع ذلك وحاولنا توفير التدريبات اللازمة لهم من قبل منظمات دولية في كيفه البقاء في ظل الحرب القائم.
ماحقيقة استهداف معاهد ومدارس في صنعاء؟
المعاهد التي تم استهدافها بشكل مباشر معهدان من أفضل المعاهد في أمانة العاصمة وعلى مستوى الجمهورية، الأول المعهد الفندقي السياحي وهو الأول من نوعية على مستوى الجمهورية وتخصصه نادر في مجال السياحة والفندقة وللأسف الشديد تم استهدافه بثلاث ضربات مباشرة جوية وتم تمديره شبه كليا وتعرضت تجهيزاته إلى الدمار والنهب وكان لذلك أثر سلبي على استئناف في العملية التعليمة في هذا المعهد في الشكل المطلوب .
الثاني هو المعهد الموجود في سعوان الذي تم استهدافه مباشرة أيضا وتم تدمير الورشة والمعامل الذي كنا نعتمد عليها ثم تدميره تدميرا شاملا وسنعيد البناء والتجهيزات بدعم من قيادة السلطة المحلية، أما المعاهد التي دمرت بصورة غير مباشرة بسبب تواجدها جوار منشئات حكومية خمسة فعددها 5 معاهد أصابها كثير من التلف في تجهيزاتها ومعداتها.
ومن الصعوبات التي واجهت العملية التعليمة في العاصمة عدم توفير الخدمات التشغيلية في ظل الحصار التي تعاني منه البلد وأيضا انعدام الطاقة الكهربائية في جميع مرافق المعاهد، بجانب صعوبة توفير المواد الخام وخلال فترة عانينا من انعدام المادة النفطية.
كيف تواصل معكم الطلاب النازحون؟
الوزارة أصدرت قرارا عبر مكاتبها إلى عمداء المعاهد في جميع المحافظات أن يبلغوا الطلاب بالتوجه الى أمانة العاصمة لإكمال تعليمهم ونحن تلقينا توجيهات بأن نقبل أي طالب نازح دون طلب أي شيء تسبب عراقيل كالوثائق لأنه في هذه اللحظات يكون من الصعب توافرها.
هل هناك مشاكل خاصة برواتب المعلمين؟
تواجهنا مواقف محرجة كثيرة واتصالات من الكادر التعليمي لتأخر الرواتب ولكن نحن على أمل أن تحل في أسرع وقت ممكن لأن قضية المرتب ليس بالأمر السهل لأن الكل معتمد اعتمادا كليا على هذا الراتب كنا في السابق نسلم الرواتب قبل انتهاء الشهر.
ولكننا تواصلنا مع البنك المركزي وأبلغنا أنه خلال الأيام القادمة ستصرف الرواتب .
وهل يؤثر الصراع المسلح على باقي المحافظات بنفس القدر؟
أكيد الصراع له تأثير تأثير كبير بشكل سلبي على التعليم العام أو المهني أو العالي في كل محافظات الجمهورية فكثير من المدارس دمرت والتي لم تدمر أغلقت ويصعب التدريس فيها ولم يتمكن الطالب الوصول إليها بسبب اشتعال جبهة القتال بالقرب منها.
يكذب من يقول أن هذا الصراع بعيد عن قطاع التعليم بل أن تأثيره مباشر على العملية التعليمية كما هو مؤثر على كل شيء بالبلد.